احتضار الليرة.. تركيا تطلق تدابير "الفرصة الأخيرة" لإنعاش العملة
وسط نزيف العملة التركية المتواصل، تعلن تركيا اليوم الإثنين، مجموعة من التدابير سعيا لطمأنة الأسواق بعد انهيار الليرة.
وسط نزيف العملة التركية المتواصل، تعلن تركيا اليوم الإثنين، مجموعة من التدابير سعيا لطمأنة الأسواق بعد انهيار الليرة، ولا يزال رئيسها رجب طيب أردوغان يتهم واشنطن بتدبير "مؤامرة سياسية" ضد بلاده.
وقال وزير المالية التركي براءت ألبيرق، وهو صهر الرئيس، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "حرييت"، إن بلاده أعدت خطة عمل وستبدأ مؤسساتها في اتخاذ الإجراءات الضرورية صباح الإثنين لتهدئة مخاوف الأسواق المالية.
وأضاف الوزير أن الخطة أُعدت للبنوك وقطاع الاقتصاد الحقيقي بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة، وهي الأكثر تضررا من تقلبات أسعار الصرف.
ويبدو أن الوزير لم يفعل شيئا سوى أن كرر ما يقوله الرئيس التركي من أن ما يجري هو حرب اقتصادية، وهو ما سيزيد الأمور سوءا، كما أن تخبط السياسة الاقتصادية والنقدية من جانب الحكومة التركية لعب دورا كبيرا في الأزمة الحالية بجانب تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي تسبب في فرض واشنطن لرسوم على بعض الواردات التركية.
وقالت وكالة بلومبرج إنه في الوقت الذي يطالب فيه المستثمرون البنك المركزي في تركيا بالتدخل، فإن هناك مخاوف من أن أي ارتفاع في أسعار الفائدة سيقابله المزيد من العقوبات الأمريكية.
وأعلن البنك المركزي التركي اليوم، أنه سيتخذ "كل التدابير الضرورية" لضمان الاستقرار المالي.. مؤكداً أنه سيوفر "كل السيولة الضرورية للمصارف" في وقت تسارع تراجع الليرة التركية في الأيام الأخيرة إلى مستويات تاريخية على خلفية التوتر مع واشنطن.
وقرر البنك المركزي، وفقا لبيان أصدره اليوم، خفض نسب الاحتياطي الإلزامي لليرة بواقع 250 نقطة أساس لجميع الآجال، كما خفض نسب الاحتياطي الإلزامي للالتزامات غير الأساسية بالعملة الاجنبية بواقع 400 نقطة أساس للآجال التي تصل إلى 3 سنوات. وأضاف البنك أن هذه التغييرات ستوفر للنظام المالي نحو 10 مليارات ليرة و6 مليارات دولار وما يعادل 3 مليارات دولار من السيولة الذهبية، مضيفا أن الاجراءات اتخذت من أجل دعم أنشطة أسواق المال وتعزيز مرونة البنوك في إدارة سيولتها.
وهبطت الليرة التركية إلى مستوى قياسي جديد عند 7.24 ليرة للدولار في التعاملات المبكرة في آسيا والمحيط الهادي، مع استمرار الضغوط على العملة بفعل مخاوف المستثمرين المتعلقة بحالة الاقتصاد وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة.
وبحلول الساعة 1903 بتوقيت جرينتش اليوم الأحد (صباح الاثنين في منطقة آسيا والمحيط الهادي)، بلغت العملة التركية 7.06 ليرة للدولار بعدما لامست 7.24 ليرة في وقت سابق.
وفقدت العملة التركية نحو 92% من قيمتها منذ بداية العام، وهو ما يرجع بشكل كبير إلى المخاوف المتعلقة بتأثير الرئيس رجب طيب أردوغان على الاقتصاد ودعواته المتكررة إلى خفض أسعار الفائدة في مواجهة ارتفاع التضخم، فضلا عن الخلاف مع الولايات المتحدة.