"حراس الدين" و"الرايات البيض".. خدعة إيران لإبقاء مليشياتها في العراق
مصادر استخباراتية عراقية لـ"العين الإخبارية" كشفت أن تنظيم داعش ينشط على شكل مجموعات في جنوب وغرب محافظتي كركوك والموصل
رغم تحركات تنظيمي حراس الدين والرايات البيض الإرهابيين إلى جانب تنظيم داعش في المناطق العربية السنية والكردية الخاضعة لسيطرة المليشيات الإيرانية في العراق، إلا أن مصادر أمنية عراقية كشفت وقوف طهران خلف محاولات تضخيم هذين التنظيمين للإبقاء على مليشياتها في هذه المناطق.
وكشفت مصادر استخباراتية عراقية لـ"العين الإخبارية" أن تنظيم داعش ينشط على شكل مجموعات في جنوب وغرب محافظتي كركوك والموصل وشمال محافظتي صلاح الدين وديالى وغالبيتها مناطق جبلية وعرة، مؤكدة وجود تنظيمي حراس الدين والرايات البيض اللذين تشكلا من انشقاق عدد من مسلحي داعش الإرهابي وانضم إليهما مسلحون عراقيون سابقون من تنظيم القاعدة، نافين في الوقت ذاته الروايات التي تروجها إيران ومليشياتها عن انضمام مسلحين منشقين من جبهة النصرة في سوريا إلى هاتين التنظيمين.
- نتنياهو يحذر إيران: من يهددون بتدميرنا سيتحملون العواقب كاملة
- رئيس وزراء العراق يسعى لاحتواء "غضب البصرة" بزيارة مشاريع قيد الإنشاء
إلا أن ذات المصادر أكدت وجود مسلحين من جنسيات أجنبية وعربية بين صفوف التنظيمين الجديدين، مبينة أن إيران تضخم من ظهور هذين التنظيمين والترويج لهما كي تحقق أهدافها في العراق، في وقت تسيطر فيه القوات الأمنية العراقية وبإسناد من التحالف الدولي على الوضع في مناطق العراق كافة.
داعش يظهر مجددا
أكد المقدم فاروق أحمد، المسؤول في قوات الآسايش (الأمن الكردي)، أن المناطق الواقعة في جنوب كركوك وأطراف قضاء طوزخورماتو شمال محافظة صلاح ومناطق في محافظة ديالى شهدت تحركات لمسلحي تنظيم داعش.
وأردف في حديثه لـ"العين الإخبارية": "ظهر تنظيم داعش الإرهابي مجدداً وبشكل أكثر تنظيماً مما كان عليه، ووجودهم يتركز حالياً في سلسلة جبال حمرين وجبال الغرة شمال مدينة طوزخورماتو، وتمتد من المناطق الشرقية والغربية من المدينة وصولاً إلى قضاء دبس شمال غرب كركوك، وهم على شكل مجموعات تنتشر في هذه المناطق".
وأضاف مسؤول الآسايش "قضاء الحويجة كان يحتضن عدداً كبيراً من مسلحي تنظيم داعش قبل أن تحرره القوات العراقية دون معارك في ٥ أكتوبر/تشرين الأول من عام ٢٠١٧، هؤلاء المسلحون الذين كانوا في الحويجة ظهروا مجدداً على شكل مجموعات تتراوح أعدادهم في كل مجموعة من هذه المجاميع ما بين ٢٠ إلى ١٠٠مسلح في المناطق الجبلية الوعرة الواقعة في حدود المدن المذكورة".
وأشار أحمد خلال حديثه إلى أن تنظيمي حراس الدين والرايات البيض ينشطان في تلك المناطق، كاشفاً أن "مسلحين من تنظيم الرايات البيض اختطفوا مؤخراً عدداً من الرعاة شرق مدينة طوزخورماتو ومن ثم أطلقوا سراحهم بعد ساعات".
وتابع أحمد أن القوات العراقية نفذت عمليتي تمشيط في المناطق التي شهدت تحركات تلك المجاميع المسلحة، إلا أنها لم تعتقل أي أحد منهم، موضحاً "خلال العمليتين العسكريتين لم تعثر القوات العراقية على أي مسلح من مسلحي الرايات البيض، فقط وجدت خلال واحدة من العمليات جثة مسلح كان قد قتل في غارة جوية أثناء العملية"، مشيراً إلى أن "اختفاء مسلحي هذا التنظيم أثناء العمليات العسكرية تعود لسببين هما إما أن هناك اتصالات مسبقة مع هذا التنظيم من داخل القوات العراقية تبلغ مسلحيه بأن هناك عملية عسكرية ضدهم، أو أنهم يمتلكون مواقع حصينة ومخفية يتمكنون من الاختباء فيها لحين انتهاء عمليات البحث والتمشيط".
في غضون ذلك شدد سوران سيوكان، الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، لـ"العين الإخبارية"، على أن "داعش لم يمت لأنه ليس حزباً أو دولة تنهار بل هو عقيدة وأيدلوجيا قديمة وجديدة، لذلك الإعلان عن هزيمة التنظيم ليس صحيحاً"، مشيراً إلى عدم وجود أدلة حقيقة على ظهور جماعات إرهابية جديدة في المناطق المتنازع عليها بين إقليم كردستان وبغداد وفي المناطق العربية السنية، مضيفاً "من الممكن أن تكون تضخيم سيناريوهات ظهور الجماعات الإرهابية الجديدة لعبة إيرانية استخباراتية لزعزعة الأمن والاستقرار ولإعطاء تبريرات واهية لإبقاء الحشد الشعبي في تلك المناطق وإعطائها الغطاء الشرعي اللازم كي تبقى هذه المليشيات في العراق، فوجودها مرتبط بوجود داعش فإذا مات التنظيم لن يكون هناك أي داع أو ذريعة لوجود هذه المليشيات".
طهران ومسلسل إثارة مخاوف العراق
لم تتوقف طهران والأحزاب والمليشيات التابعة لها عن تضخيم سيناريوهات ظهور تنظيمات جديدة قادمة من سوريا بهدف إثارة مخاوف العراقيين من ظهور تنظيمات إرهابية جديد على شكل داعش في المناطق السنية والكردية الخاضعة لسيطرة مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران، سيناريوهات يعتبرها العراقيون مشابهة لسيناريو تسليم الموصل والمحافظات ذات الغالبية السنية الأخرى لتنظيم داعش عام ٢٠١٤، الذي مهد دخول مليشيات الحرس الثوري الإيراني الإرهابية إلى تلك المدن وفرض سيطرتها عليها.
بدوره قال عضو مجلس محافظة صلاح الدين، حسن كرمياني، لـ(العين الإخبارية) "بعد انتهاء عمليات تحرير الموصل والحويجة والأراضي العراقية الأخرى نهاية عام ٢٠١٧ نظم مسلحو داعش أنفسهم مجدداً في المناطق الواقعة شرق قضاء طوزخورماتو في قرى الغرة وبلكانة وقوري جاي وسرشوراو امتداداً حتى بلكا السفلى، وأطلقوا على أنفسهم اسم الرايات البيض لكنهم بالأساس من مسلحي داعش بعد أن كشف برنامجهم في وقت قصير من قبل الجهات الأمنية.وهناك وجود لهذه المجاميع في منطقة الزركة جنوب طوزخورماتو ومناطق الحويجة والعلاس والرشاد وأطراف ناحية العباسي جنوب وغرب كركوك"، كاشفاً عن مقتل أحد عناصر تنظيم داعش الذي بدأ ينشط على شكل مجاميع مسلحة في قضاء داقوق جنوب كركوك من قبل القوات الأمنية العراقية، الأسبوع الماضي، إضافة إلى اعتقال عدد آخر منهم في مناطق متفرقة من أطراف كركوك وصلاح الدين وجنوب الموصل.