ضيوف شرف فوق العادة.. لأول مرة في إثيوبيا نجوم في أغرب مناسبة
تظل نوافذ العطاء والمبادرات المعبرة عن عظمة الإنسان وإمكاناته وقدراته المتجددة في ابتكار كل ما هو مفيد للبشرية، مشرعة ومشرقة
تظل نوافذ العطاء والمبادرات المعبرة عن عظمة الإنسان وإمكاناته وقدراته المتجددة في ابتكار كل ما هو مفيد للبشرية، مشرعة ومشرقة لإشراك كل قطاعات المجتمع وعلى رأسها أصحاب الهمم كشريحة تستحق أن تفرد لها مساحات ونوافذ باعتبارها جزءا أساسيا ومهما في ذات الوقت لتكون حاضرة في حياتنا اليومية .
ومن بين هذه المبادرات ونوافذ العطاء المشرقة والمشرفة، أضاءت مجموعة من أصحاب الهمم مناسبة اجتماعية ببصيرتهم، وشكلوا ضيوف شرف لأول مرة كنجوم ظواهر في أغرب مناسبة شهدها أحد مقاهي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا .
ففي بادرة إنسانية، هي الأولى في إثيوبيا، أفرد مقهى بوسط العاصمة، مساحة خاصة لإصحاب الهمم "المكفوفين"، وجعل منهم ضيوف شرف في افتتاح أحد فروع المقهى، حتى أصبح وجهتهم الرئيسية وملتقاهم الذي يبثون عبره همومهم ويتسامرون فيه حتى أصبح متكأهم الأول الذي يختمون فيه يومهم.
وشهد مقهى "أكو" بمنطقة بياسا أحد أعرق الأحياء وسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، احتفالا كبيرا لرواده من أصحاب الهمم "المكفوفين" شارك فيه نحو 150 مكفوفا .
الاحتفالية واللفتة البارعة من صاحب المقهى، وجدت إشادة ورضى من سكان المنطقة واصفين الخطوة بالمبادرة الإنسانية النادرة والجميلة .
وعبر صاحب المبادرة والمقاهي الإثيوبي، داويت هيلو، عن سعادته بالاحتفالية ونجاحها حيث شارك فيها أكثر من 150 شخصا من أصحاب الهمم، وقال إن المجتمع الإثيوبي وخاصة رجال الأعمال والقطاع الخاص في إثيوبيا عليهم واجب نحو هذه الفئة "أصحاب الهمم" وإشراكهم في المجتمع من خلال مبادرات تطوعية.
وأوضح هيلو، لـ"العين الإخبارية"، هناك الكثير من الأعمال التطوعية للوصول إلى أنواع مختلفة من الأشخاص ذوي الإعاقة "أصحاب الهمم"، داعيا إلى ضرورة دمجهم في جميع الأنشطة والبرامج المجتمعية.
وصاحب المبادرة الفريدة في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة بالعاصمة أديس أبابا هيلو، هو أيضا صاحب المقهى الذي أطلق عليه "أكو"، وهو اسم لوالدته التي تعلم منها أعمال الخير والإحسان للفقراء والمساكين والمحتاجين ، قائلا : هذه الأعمال الجليلية انتظرتني بها والدتي التي ظلت تطعم المساكين والمحتاجين حتى رحلت، مشيرا إلى أن منزلهم بالريف قبل أن يدخلوا المدينة كان وجهة للفقراء والمحتاجين والجائعين بفضل أعمال والدته التي كانت تعد الطعام لكل جائع وكل عابر سبيل .
وتابع هيلو ، أطلقت اسم والدتي "أكو" على المقهى بحثا عن البركة ودعوة المحتاجين، وأضاف: نقدم لزبائننا كل ما هو حلال ومفيد من خلال المحافظة على مسؤولياتنا الاجتماعية وبناء جيل مستقبلي يحب بيئته ومجتمعه.
المبادرة والمسؤولية الاجتماعية
وشدد هيلو على موضوع المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص وضرورة مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة "أصحاب الهمم"، وكأن مبادرته نابعة من منطلقاته نحو المسؤولية الاجتماعية، وقال إن الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية أصبح مطلبا أساسيا للحد من الفقر من خلال توفير البيئة المناسبة، وعدم تبديد الموارد، والقيام بعمليات التوظيف والتدريب ورفع القدرات البشرية للمشاركة الفاعلة في عملية التنمية المستدامة .
وأضاف هيلو، خلال مقابلته مع "العين الإخبارية"، أن المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص ترتبط ارتباطا وثيقا بمفهوم "التنمية المستدامة" ، مشيرا إلى أن مبادرته المقبلة والتي تتمثل في غرس الأشجار في موسم الأمطار، بجانب المبادرة الصحية العلاج المجاني التي ينظمها سنويا، وقال إن جميع موظفيه والعاملين في مقهى "أكو" سيشاركون في مشروع غرس الأشجار، بجانب مشاركتهم في المبادرة الصحية التي ينظمها سنويا ويقدم خلالها خدمات علاجية للمرضى لمدة ستة أيام دون مقابل والتي تنفذ سنويا في الشهر الـ13 بالتقويم الإثيوبي.
وما تميز به مقهى "أكو" وسط العاصمة أديس أبابا بجانب أنه يعمل 24 ساعة كطريقة جديدة في إثيوبيا، يقدم مبادرات إنسانية جليلة كاستضافة ذوي الاحتياجات الخاصة والفقراء والمشردين، كان آخرها مبادرة استضاف خلالها 150 كفيفا في حفل ضجت به المنطقة ووجد استحسانا من المجتمع وعكسته تفاعلات وسائل التواصل الاجتماعي.
وتابع هيلو أن نجاح أي قطاع خاص يحتاج القيام بدوره ومسؤولياته الاجتماعية على أساس التزامه بثلاثة معايير هي الاحترام تجاه العاملين، دعم المجتمع ومساندته، وحماية البيئةً سواء، بحيث توافق المنتج الذي تقدمه للمجتمع مع البيئة، وتقديم ما يخدم البيئـة.
وقال نحن نجحنا بافتتاح مقهى أكو في منطقة بياسا وسط العاصمة أديس أبابا، وشارك في الحفل أكثر من 150 أخًا وأختًا من المكفوفين، مضيفا: هذه الفكرة نهدف منها إلى تقديم الترفيه لهؤلاء مع أشهى المأكولات والمشروبات الطازجة والغازية .
ولم تكن احتفالية أصحاب الهمم الأولى لمبادرات صاحب المقهى، فقد سبق أن افتتح مقهى أكو أحد فروعه بحفل استهدف فيه إشراك المسنين الذين تأويهم جمعية مقدونيا الخيرية كمبادرة إنسانية تأسست في العام 2011 تركز على مساعدة حياة كبار السن وذوي الإعاقات العقلية .
والمقهى الذي بلغت فروعه 4 بأديس أبابا، استضاف المشردين في حفل افتتاح أول فروعه، وشارك المئات منهم "المشردين" بالعاصمة كضيوف شرف لإبداء الأخوة لهم وشهد الحفل تقديم وجبات وملابس للمشردين الذين تم جمعهم من شوارع العاصمة. فيما خصص حفل الفرع الثاني لكبار السن الذين تم جلبهم من رعاية المسنين وقدم لهم وجبات تشعبية وملابس تقليدية فخرية، فيما كانت آخر أعمالهم استضافة 150 مكفوفا من مختلف مناطق العاصمة كضيف شرف في افتتاح فرع المقهى، والذي كان أكثر فخامة، كما شهد تقديم هدايا من ملابس قطنية تقليدية صنعت بإثيوبيا.
وللمكفوفون بإثيوبيا فرقة موسيقية أطلق عليها "وغاغين"الموسيقية أحد أعرق الصروح الفنية التي عملت لأكثر من 45 عاما لذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الهمم من المكفوفين بإثيوبيا.
ويعود تأسيس فرقة "وغاغين" الموسيقية للمكفوفين بإثيوبيا لعام 1976، وجاء تأسيسها بشكل تلقائي من داخل مدرسة سبتا للمكفوفين، وعبر هذا الصرح التعليمي الخاص استطاع المعلمون أن يكتشفوا مواهب تلاميذهم.
وهناك اتحاد الروابط الوطنية لأصحاب الهمم في إثيوبيا الذي تأسس في عام 1996، يعمل من أجل فتح نافذة أمل لأصحاب الهمم في إثيوبيا بمختلف إعاقاتهم، كما يعمل على إبراز مواهب هذه الفئة، وتعبيد الطريق أمامها وفتح الأبواب المغلقة لتمكينهم في المجتمع.
aXA6IDE4LjIyNi4yMDAuMTgwIA== جزيرة ام اند امز