غينيا بيساو.. الجيش يكشف كواليس الانقلاب
انقلاب عسكري في غينيا بيساو يرسم مسارا جديدا في بلد تحاصره الاضطرابات منذ استقلاله عن البرتغال قبل عقود.
والأربعاء، أعلن عسكريون سيطرتهم "الكاملة" على غينيا بيساو وتعليق العملية الانتخابية وتوقيف الرئيس، في حين كانت الدولة الفقيرة الواقعة في غرب أفريقيا تنتظر نتائج الاقتراع الرئاسي والتشريعي الذي أجري الأحد.
ونحو منتصف النهار، سمع إطلاق نار قرب القصر الرئاسي، فيما سيطرت عناصر بزي عسكري على الطريق الرئيسي المؤدي إلى القصر في الدولة التي شهدت سابقا عدة انقلابات ومحاولات أخرى فاشلة منذ استقلالها.
وشهدت منطقة غرب أفريقيا سلسلة من الانقلابات العسكرية منذ عام 2020 في مالي وبوركينا فاسو والنيجر وغينيا كوناكري.
سلاح ومخطط
بعد الظهر، أعلن الجنرال دينيس نكانها، قائد القوة العسكرية الملحقة بالرئاسة، وهو يجلس خلف طاولة محاطا بعناصر مسلحة في مقر قيادة الأركان أن "القيادة العليا لاستعادة النظام المكونة من جميع فروع الجيش" تولت "إدارة البلاد حتى إشعار آخر"، وفق ما أفاد مراسلو وكالة "فرانس برس".
وأضاف الجنرال: "ما دفعنا إلى القيام بذلك هو ضمان الأمن على المستوى الوطني وأيضا استعادة النظام"، مشيرا إلى اكتشاف "المخابرات العامة خطة لزعزعة استقرار البلاد بمشاركة تجار مخدرات محليين".
وتابع أن "المخابرات العامة أكدت دخول أسلحة إلى البلاد بهدف تغيير النظام الدستوري"، دون تفاصيل أكثر.
وفي وقت لاحق من اليوم، أفاد ضابط عسكري وكالة فرانس برس بأن "الرئيس المنتهية ولايته عمر سيسوكو إمبالو أوقف في سجن بمقر هيئة الأركان العامة"، مؤكدا أنه "يحظى بمعاملة جيدة".
وأكد مصدر عسكري آخر لفرانس برس اعتقال الرئيس إمبالو إلى جانب "قائد الأركان ووزير الداخلية".
تاريخ من الاضطرابات
كما أعلن نكانها تعليق "العملية الانتخابية برمتها"، وإغلاق الحدود "البرية والجوية والبحرية" وفرض "حظر تجول إلزامي".
وأكد الجنرال أن "القيادة بدأت ممارسة صلاحياتها اليوم، وتدعو المواطنين إلى الهدوء".
وفي شوارع العاصمة بيساو، لم يكن هناك سوى عدد قليل من المارة في وقت متأخر من بعد الظهر، في ظلّ هدوء هشّ.
وبحلول منتصف النهار، فرّ مئات الأشخاص، سيرا على الأقدام وفي مركبات، من المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي بحثا عن مأوى وسط دوي إطلاق نار كثيف ومتكرر.
جاء ذلك بعدما تعرضت اللجنة الوطنية للانتخابات لهجوم نفذه مسلحون مجهولون الأربعاء، وفق ما أكد مسؤول التواصل في اللجنة عبد الرحمن جالو لوكالة فرانس برس.
كما جاء غداة تأكيد كل من معسكر إمبالو ومعسكر مرشح المعارضة فرناندو دياس دي كوستا، الثلاثاء، الفوز في الانتخابات الرئاسية، في حين لم يكن من المتوقع إعلان النتائج الرسمية الأولية للانتخابات قبل الخميس.
«تلاعب»
أجريت الانتخابات الرئاسية في هدوء الأحد، من دون مشاركة حزب المعارضة الرئيسي "الحزب الأفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر" ومرشحه دومينغو سيمويس بيريرا.
كما أقصي الحزب المعارض، وهو الحزب التاريخي الذي قاد البلاد إلى الاستقلال بقوة السلاح عام 1974، من الانتخابات التشريعية التي تهدف إلى انتخاب 102 عضو في البرلمان، وذلك بذريعة التأخر في تقديم ملفه.
وكانت المعارضة قد وصفت استبعاد "الحزب الأفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر" من الانتخابات الرئاسية والتشريعية بأنه "تلاعب".
وطالت التوقيفات الأربعاء بيريرا الذي اقتاده "رجال مسلحون"، وفق ما أفادت شخصيات مقربة منه، علما بأن المعارض دعم بعد إقصائه من الانتخابات المرشح فرناندو دياس دي كوستا.
وقال أحد أفراد عائلة بيريرا لوكالة فرانس برس "إنه ليس آمنا لأنهم اعتقلوه"، من دون تحديد من يقف وراء توقيفه.
وكثيرا ما أعقب الإعلان عن نتائج الانتخابات حركات احتجاجية في غينيا بيساو.
وقد تلت الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2019، أزمة استمرت عدة أشهر، بعدما أعلن كل من إمبالو وخصمه بيريرا الفوز.
وتعد غينيا بيساو من أفقر بلدان العالم، إذ يعيش نحو 40% من سكانها تحت خط الفقر.
وقد تحولت الدولة الأفريقية إلى مركز لتجارة المخدرات بين أمريكا الجنوبية وأوروبا، في ظل عدم الاستقرار السياسي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMzcg جزيرة ام اند امز