غرب أفريقيا والانقلابات.. القطار يصل غينيا بيساو
كانت الأنظار موجهة إلى لجنة الانتخابات بانتظار النتائج لكن فجأة غير دوي إطلاق النار وبيان مقتضب المشهد في لمح البصر.
السيناريو في مجمله لم يكن غريبا في غينيا بيساو، الدولة الواقعة في غرب أفريقيا والتي شهدت الكثير من الاضطرابات السياسية بينها عجة انقلابات ومحاولات انقلاب منذ استقلالها.
لكن عنصر المباغتة كان كبيرا لتزامن الانقلاب مع وقت كان فيه الغينيون بانتظار نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت الأحد.
الأحداث تتالت بشكل سريع جدا: سماع دوي إطلاق نار قرب القصر الرئاسي في العاصمة بيساو، ولم يستمر ذلك كثيرا حيث ساد الهدوء لاحقا مختلف أرجاء المدينة.
لكن الانتشار العسكري الكثيف كان ينبئ بوجود خطب ما، حيث انتشر جنود ودوريات خصوصا في وسط العاصمة وفي جميع المحاور الاستراتيجية للمدينة، وبمحيط مقر قيادة الجيش ومقر لجنة الانتخابات، وفق تقارير إعلامية.
وفي غضون ذلك، تجمع عسكريون في قيادة مقر قيادة الجيش بالعاصمة وتلوا بيانا مقتضبا لم تتجاوز مدته 5 دقائق قبل أن يعلنوا سيطرتهم الكاملة على البلاد، وفق مراسلي وكالة "فرانس برس".
وفي البيان، أعلنوا «هيئة عليا عسكرية لاستعادة النظام» كما أسموها، وقالوا إنهم استولوا على السلطة حتى إشعار آخر، وقاموا بتعليق العملية الانتخابية وعمل مؤسسات الدولة وعزلوا الرئيس عمر سيسوكو إمبالو مؤكدين في الآن نفسه أنه «بخير».
كما طلبوا من الشعب البقاء هادئا وأغلقوا جميع النقاط الحدودية للبلاد، دون أن يتطرقوا لأسباب الانقلاب.
غرب أفريقيا والانقلابات
ما يحدث اليوم في غينيا بيساو يبدو نسخة محدثة من انقلابات عسكرية هزت دولا أخرى في غرب أفريقيا، المنطقة التي باتت في جزئها الأكبر تحت الحكم العسكري.
ففي 30 أغسطس/آب 2023، أعلنت مجموعة من ضباط الجيش في الغابون استيلاءهم على السلطة وإلغاء نتائج الانتخابات الرسمية التي فاز فيها الرئيس علي بونغو أونديمبا بولاية ثالثة.
وحينها، كان بونغو يتولى السلطة منذ 14 عاما في الغابون الغنية بالنفط والواقعة في غرب أفريقيا، وقد انتخب لأول مرة في عام 2009 بعد وفاة والده عمر بونغو أونديمبا، الذي حكم البلاد لمدة 41 عاما.
وانقلاب الغابون كان الثاني آنذاك في أفريقيا خلال عدة أسابيع بعد انقلاب النيجر الذي حدث في 26 يوليو/ تموز من العام نفسه.
وفي بوركينا فاسو أيضا، يحكم مجلس عسكري استولى على الحكم في انقلاب قاده النقيب إبراهيم تراوري في 2022.
ومنذ ذلك التاريخ، حاول رفاقه الإطاحة به 5 مرات، الأولى كانت في 2022، و3 محاولات في 2024، والأخيرة كانت في أبريل/ نيسان 2025، وما زالت مجرياتها غائبة وبدون تفاصيل دقيقة.
والأمر نفسه حصل في مالي حيث يتقلد الحكم مجلس عسكري وصل إلى السلطة عبر انقلابين متتاليين في عامي 2020 و2021.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTgxIA== جزيرة ام اند امز