فتح الله غولن يندد بأطماع أردوغان في ليبيا
غولن يرى أن يد أردوغان ملطخة بالدماء في ليبيا وسوريا، محملا إياه مسؤولية تشريد وقتل ملايين السوريين.
ندد الداعية التركي، الذي يعيش في واشنطن، فتح الله غولن، الإثنين، بأطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ليبيا، والدور السلبي الذي تمارسه قواته بدعم الإرهابيين ومليشيات طرابلس.
- معارضة تركية ترجح عودة النظام البرلماني بعد فشل أردوغان
- حزب داود أوغلو يدعو لإلغاء النظام الرئاسي لفشل أردوغان
وقال غولن، الذي خرج عن صمته، خلال مقابلة مع صحيفة "لا تريبين دو جنيف" السويسرية الناطقة بالفرنسية، إن أردوغان "قاتل ويدعم التنظيمات الإرهابية في سوريا وليبيا".
وتابع: "يد أردوغان ملطخة بالدماء في سوريا وليبيا، سيلاقي مصير الزعيم النازي أدولف هتلر، والديكتاتور السوفيتي جوزيف ستالين".
واستطرد "القوات التركية ومرتزقة أردوغان يلعبون دوراً سلبياً في الأزمة الليبية بدعم التنظيمات الإرهابية، وذلك لأن أردوغان يتطلع إلى زعامة مزعومة للعالم الإسلامي".
وتساءل غولن "كيف يمكننا المطالبة بمثل هذه المكانة عندما ندعم ونشجع الأعمال التي تؤدي إلى مواجهات بين المسلمين ببعضهم؟"، مضيفاً أن "أردوغان محاصر في تناقضاته".
وعن الأزمة السورية، أكد غولن أن "أردوغان مسؤول عن كل ما حدث في سوريا، وأوقع آلاف القتلى وملايين المشردين، إنه مسؤول عن كل الأشياء الفظيعة ويداه ملطخة بالدماء".
وأضاف: "يمكننا أن نرى النتيجة في سوريا، فأردوغان قاتل لأنه يدعم التنظيمات الإرهابية".
وعن سبل الخروج من الأزمة السورية، قال: "علينا إيجاد اتفاق للمضي قدماً نحو الديمقراطية ودعم عملية التحول الديمقراطي التدريجي في سوريا".
وتابع: "إذا لزم الأمر مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد على أن يبقى رئيساً لولاية أو فترتين، ولكن من خلال ضمان تمثيل كل مجموعة من الأغلبية أو الأقلية في البرلمان. لكنهم تجاهلوا نصيحتي".
وأكد أن أردوغان يحاول لعب دور على الساحة الدولية للفت انتباه الشعب التركي وللهروب من الأزمات الداخلية التي تعاني منها تركيا.
واعتبر غولن أن "تقارب أردوغان من تنظيم الإخوان الإرهابي يأتي من منطلق المبدأ الميكافيلي الذي يرى أن الغاية تبرر الوسيلة".
وأوضح أن "تنظيم الإخوان الإرهابي فقد قوته في المنطقة، وأن أردوغان سوف يخذل عناصره وسيتخلى عنهم بسرعة".
ويرى غولن أن سبب الأزمة الحالية في تركيا تعود إلى أن أردوغان متأثر بمشاعر الغيرة والكراهية والانتقام، كما أن حكومته تغرق في "جنون العظمة".
وحول تلويح أردوغان بالانسحاب من منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، قال غولن: "يبدو أن أردوغان يناور، لكنها في الحقيقة إنها خدعة وابتزاز"، موضحاً أن أردوغان لا يستطيع الاستغناء عن الغرب، فهو يحتاجهم لحماية نفسه، ولكنه يستخدم هذا الخطاب لخداع أنصاره.
وبالنسبة لملف انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، رأى غولن أنه في ظل تلك الحكومة الاستبدادية التي يقودها أردوغان، لا أرى كيف سيكون من الممكن أن تصبح تركيا عضواً في الاتحاد الأوروبي.
وتابع: "لا يوجد شيء يمكن توقعه من الناس الذين يبقون أنفسهم في السلطة من خلال العنف والكراهية والانتقام"، موضحاً أنه "في عيون فرنسا وألمانيا، فتركيا فقدت كل مصداقيتها في الوقت الحالي".
وأوضح: "أردوغان يعتبرني عدوه الأول، في حين أني لم أعتبره كذلك، وسبب عدائنا أني طلبته فقط أن يفي بوعوده أمام الشعب التركي".
وقالت الصحيفة السويسرية في مقدمة الحوار، رغم كونه رجلاً في الـ78 من العمر ( غولن)، فإن أردوغان ينظر إليه على أنه يشكل تهديداً على حكمه.
وأضافت: "طلبت أنقرة من واشنطن مراراً تسليمه بزعم وقوفه وراء الانقلاب الفاشل الذي وقع في يوليو/تموز 2016، وهو اتهام ينفيه غولن بشكل قاطع".
وأضافت الصحيفة: "لقد بذلت الحكومة التركية كل ما في وسعها للانسحاب من المنظمات التابعة للأمم المتحدة، فلم يعد بإمكان الأتراك المتضررين من حكم أردوغان الوصول إلى مجلس حقوق الإنسان، الذي من المقرر أن يبحث حالة تركيا، غداً الثلاثاء، في جنيف، كجزء من المراجعة الدورية الشاملة، على أمل رؤية أردوغان يمثل أمام هيئة تابعة للأمم المتحدة".
ويتهم أردوغان غولن بالوقوف وراء محاولة الانقلاب المزعومة في يوليو/تموز ٢٠١٦، وترد المعارضة التركية بأن هذه الأحداث كانت "انقلاباً مدبراً" لتصفية المعارضين من الجنود وأفراد منظمات المجتمع المدني.
وتشن السلطات التركية بشكل منتظم حملات اعتقال طالت الآلاف منذ المحاولة الانقلابية، تحت ذريعة الاتصال بجماعة غولن.