منذ تأسيسه في 25 مايو 1981، شكّل مجلس التعاون لدول الخليج العربية درعًا صلبًا في وجه التحديات، وسندًا قويًا لمسيرة التنمية والاستقرار في المنطقة.
كتبه :
لقد أثبت المجلس، على مدى أكثر من أربعة عقود، أنه ليس مجرد إطار شكلي، بل كيان فعّال حافظ على وحدة الصف الخليجي أمام العواصف السياسية والأمنية، وكان سدًا منيعًا في وجه كل من سعى لزعزعة أمن الخليج أو التدخل في شؤونه.
جاءت فكرة تأسيس المجلس برؤية استشرافية من القادة المؤسسين، وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي آمن بأن المصير المشترك يتطلب تعاونًا فعليًا وتكاملاً حقيقيًا. فكان من أوائل من دعوا لإنشاء كيان خليجي موحد، يجمع الدول الست في تنسيق سياسي واقتصادي وأمني، يواكب المتغيرات العالمية ويحفظ استقلالية القرار الخليجي.
لقد نجح مجلس التعاون في تجاوز أزمات كبيرة، وكان عاملاً حاسمًا في حفظ الاستقرار في أوقات حرجة، بدءًا من الحرب العراقية الإيرانية، وصولاً إلى تهديدات الإرهاب والتدخلات الإقليمية المتواصلة. كما أسهم المجلس في خلق منظومة تكاملية في قطاعات عدة، أبرزها الدفاع المشترك، والربط الكهربائي، والسوق الخليجية الموحدة.
لكن مسؤولية الحفاظ على هذا الكيان لا تقع فقط على عاتق الحكومات، بل هي مسؤولية جماعية تشمل كل مواطن خليجي. فدعم وحدة الصف والتلاحم الوطني، والوعي بخطورة محاولات بث الفرقة والتشكيك في النوايا، هو واجب كل فرد. فمجلس التعاون ليس إرثًا سياسيًا فقط، بل صرح استراتيجي يجب أن نحميه ونطوره للأجيال القادمة.
إن التحديات مستمرة، لكن ما دام هناك إيمان صادق بوحدة الهدف والمصير، وإرادة سياسية متماسكة، وشعوب واعية، فإن مجلس التعاون سيبقى عنوانًا للأمن والازدهار، ونموذجًا يحتذى في العمل العربي المشترك.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة