أكلتم الأخضر واليابس، بعتم البلد، استحوذتم على الكراسي وورثتموها لأحفادكم،
ساسة لبنان، قيادات لبنان، أحزاب لبنان، تحالفوا مع من تشاؤون، ارتموا في أحضان إيران فذلك بلدكم وذلك شأنكم الداخلي، ارتهنوا لحزب رفع السلاح عليكم، طأطئوا رأسكم له، أنتم أحرار، إنما رجاءً ارحموا اللبنانيين الذين فرّوا منكم وهاجروا وتركوا ما وراءهم وما أمامهم هرباً منكم ومما فعلتموه بلبنان، اختاروا الغربة مُرغمين، واليوم تلاحقونهم حتى في مهجرهم؟
رئيس الدولة وصهره وزير الخارجية وكل من لفّ لفهم بمهاجمة دول الخليج والسعودية، هل خوّلكم أحد من النصف مليون لبناني الذين يعيشون في الخليج للتحدث باسمهم؟ لم تحترموا حتى قداسة البطريرك الذي زارهم والتقى بهم، وأكد على متن وحسن العلاقة التي تربط هؤلاء المغتربين بالدول الخليجية.
أكلتم الأخضر واليابس، بعتم البلد، استحوذتم على الكراسي وورثتموها لأحفادكم، هنيئاً لكم، لا أحد يريد أن يتدخل بشؤونكم أنتم أدرى بشعابكم، إنما ما ذنب النصف مليون لبناني الذين وجدوا في دول الخليج ملاذاً آمناً؟.
هؤلاء الساسة الذين يزبدون ويرعدون على المملكة العربية السعودية وعلى دول الخليج، والذين يهددون دول الخليج بالنصف مليون لبناني، وبتأليبهم علينا يتحدثون عن اللبنانيين وكأنهم ملكهم أو بضاعتهم، ألا تدركون أنكم تحولون هؤلاء إلى وقود لمعارككم دون حتى إذن منهم، كل من (يتشطر) ويتاجر لا ببضاعته ولا بأمواله ولا بكرسيه إنما بهؤلاء المغتربين، بهؤلاء الذين تركوا لكم الجمل بما حمل هل تدرون حجم الخوف والرعب الذي تسببونه لهم ولأبنائهم؟ إلى أين يفرّون منكم؟ أأبعد من هذه الأميال؟ حتى وهم في الغربة مصائبكم تلاحقهم؟.
هؤلاء الذين يعيشون بيننا كأهلنا معززين مكرمين نحبهم ويحبوننا، وطول فترة وجودهم في دولنا لم نرَ منهم إلا كل خير، أبناؤهم في المدارس مع أبنائنا، جيراننا، معارفنا، العديد منهم تزوج وأنجب وأبناؤه في بلداننا، يعرفون الخليج أكثر مما يعرفون لبنان.
على مر السنين وعلى عكس جنسيات أخرى احترم اللبنانيون قوانين كل بلد تواجدوا فيه، لم يتدخلوا في شؤوننا الداخلية احترموا خصوصيتنا، من النادر جداً أن ترى أحداً منهم في مراكز للشرطة أو مسببين أي مشكلة مع أحد تعايشوا معنا بسلام، يسافرون إلى لبنان إجازة ويعودون إلى الحضن الذي جمعهم، يحولون ما بين خمسة إلى سبعة مليارات دولار سنوياً من الخليج مالاً استحقوه من جهدهم ومن عرق جبينهم، ولا بأس أن ينعشوا به وطنهم واقتصاده، فروا من حروبكم وصراعاتكم ونهبكم للبلد وتركها عارية صفصافاً، فأعطوا الوطن حتى بعد أن نهبهم هذا الوطن، كلما جاء حزب نهب أكثر مما قبله، كلما جاءت عائلة استأثرت أكثر مما قبلها، تركوها لكم، قبلوا بطعم الغربة المر رضوا بقسمتهم، بنوا أنفسهم بعرق جبينهم، قبلوا بمكان غير مكانهم وبناس غير ناسهم وتأقلموا مع الوضع ومعهم، اتركوا ما تبقى لهم إذاً من يسر الحياة بعد أن جعلتم وطنهم عسراً تلاحقونهم الى هنا بمصائبكم، بعتم الوطن والآن تريدون التصفية النهائية بالمتاجرة بهم؟ ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
رئيس الدولة وصهره وزير الخارجية وكل من لفّ لفهم بمهاجمة دول الخليج والسعودية، هل خوّلكم أحد من النصف مليون لبناني الذين يعيشون في الخليج للتحدث باسمهم؟ لم تحترموا حتى قداسة البطريرك الذي زارهم والتقى بهم، وأكد على متن وحسن العلاقة التي تربط هؤلاء المغتربين بالدول الخليجية، على الأقل البطريرك التقى بهم سمعهم يعرف ماذا يريدون كيف يعيشون، والأمان الذي يحظون به والاحترام الذي ينعمون به، إنما أنتم من عليائكم تحولونهم إلى حطب لنيرانكم. إلى هذه الدرجة يرخص لبنان واللبنانيون في أعينكم؟
نقلا عن "الوطن البحرينية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة