القمم الخليجية.. 4 عقود من التقارب والتوحد
انعقاد قمة الرياض سبقته 39 قمة خليجية، أكد خلالها قادة دول المجلس تعزيز وتعضيد دوره ومسيرته لتحقيق تطلعات مواطنيه.
تستضيف العاصمة السعودية الرياض، غدا الثلاثاء، القمة الخليجية رقم 40 برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والتي تأتي في إطار العمل المشترك المستمر منذ 4 عقود.
ويعد تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية تجسيدا لواقع تاريخي واجتماعي وثقافي واحد، حيث تتميز دول مجلس التعاون بعمق الروابط الدينية والثقافية، والتمازج الأسري بين مواطنيها.
- القمة الخليجية 10 ديسمبر في الرياض برئاسة الملك سلمان
- الإمارات تتسلم دعوة لحضور القمة الخليجية في الرياض
وهذه المميزات في مجملها عوامل تقارب وتوحد عززتها الرقعة الجغرافية المنبسطة عبر البيئة الصحراوية الساحلية التي تحتضن سكان هذه المنطقة.
ومن هذا المنطلق جاء في النظام الأساسي للمجلس في مادته السابعة قرار بأن يكون هناك مجلس أعلى وهو السلطة العليا لمجلس التعاون ويتكون من رؤساء الدول الأعضاء وتكون رئاسته دورية حسب الترتيب الهجائي لأسماء الدول.
وقد سبق انعقاد قمة الرياض عقد 39 قمة خليجية، أكد خلالها قادة دول المجلس تعزيز وتعضيد دور مجلس التعاون ومسيرته المباركة نحو الحفاظ على المكتسبات وتحقيق تطلعات مواطنيه بالمزيد من الإنجازات بفضل حِكمة وحنْكة أصحاب قادة دول مجلس التعاون ورعايتهم لهذه المسيرة التي أصبحت ركيزة أمن واستقرار وازدهار على المستوى الإقليمي والدولي.
ويبحث قادة دول مجلس التعاون الخليجي خلال قمة الرياض عددا من الموضوعات المهمة لتعزيز مسيرة التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات السياسية والدفاعية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى تدارس التطورات السياسية الإقليمية والدولية، والأوضاع الأمنية في المنطقة، وانعكاساتها على أمن واستقرار دول المجلس.
ومن المرتقب أن تخرج القمة بقرارات بنّاءة تعزز من اللحمة الخليجية وتعمق الترابط والتعاون والتكامل بين الدول الأعضاء، وترسخ أركان هذا المجلس.
وتُعقَد القمة الـ40 بعد تعديل أصبح يسمح لدولة الرئاسة (الإمارات هذه المرة) بأن تُعقَد القمة في دولة المقر، وهو إجراء تم الاتفاق عليه خلال القمة الخليجية الـ37 التي عقدت بمملكة البحرين عام 2016.
وتم تطبيق هذا الإجراء لأول مرة في القمة الخليجية السابقة رقم 39، حيث ترأست سلطنة عمان الدورة الخليجية السابقة، في حين عقدت القمة في دولة المقر في الرياض، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
ومن هنا، يمكن فهم وضع شعار الإمارات أعلى شعار القمة الخليجية الـ40، كونها رئيس الدورة القادمة.
والقمة الـ40 المرتقبة هي تاسع قمة خليجية اعتيادية تستضيفها السعودية، منذ نشأة مجلس التعاون الخليجي، والقمة الاعتيادية التي تستضيفها للعام الثاني على التوالي.
وسبق للعاصمة السعودية أن استضافت الاجتماعات الخليجية 8 مرات بدءا من الدورة الثانية، التي حفلت بالكثير من المبادرات والقرارات، خدمة لمواطني دول المجلس ورفعة كيان هذه العصبة.
ففي الحادي عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 1981 عقدت بالسعودية الدورة الثانية لاجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي بدعوة من الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- حيث استعرض القادة الوضع السياسي والاقتصادي والأمني في منطقة الخليج في ضوء التطورات الراهنة آنذاك.
وتلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- عقدت الدورة الثامنة للمجلس في العاصمة في الفترة من 26 إلى 29 ديسمبر/كانون الأول 1987.
وخلال أيام القمة افتتح الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود مع قادة دول المجلس "مقر مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض".
وتجدد لقاء قادة دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض للمرة الثالثة في 25 ديسمبر/كانون الأول 1993 برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود أيضا.
وفي السابع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني لعام 1999 استضافت الرياض اجتماعات الدورة العشرين بقصر الدرعية بالعاصمة الرياض، وتكرر الأمر في التاسع من ديسمبر عام 2006، حيث أطلق عليها "قمة جابر" نظرا لانعقادها بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت -رحمه الله- عرفانا بما قدمه من جهود في خدمة التعاون الخليجي.
وبعدها تشاطرت عواصم الدول الأعضاء شرف انعقاد القمم الخليجية، إلى أن حل القادة مجددا ضيوفا على المملكة بالرياض يوم 19 ديسمبر/كانون الأول من عام 2011 للمشاركة في اجتماعات الدورة الثانية والثلاثين.
كما شهدت الرياض في التاسع من ديسمبر/كانون الأول 2015 بلوغ مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية عامها السادس والثلاثين، بقمة افتتحها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وفي الثاني من 9 ديسمبر/كانون الأول 2018، وتلبية لدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عقد المجلس الأعلى دورته التاسعة والثلاثين في الرياض، وناقش خلالها تطورات العمل الخليجي المشترك.