استقبال مهيب لحفتر.. "أجدابيا الليبية" من معقل للدواعش لواحة سلام
سلط الاستقبال المهيب لقائد الجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، في أجدابيا، شرقي البلاد، الضوء على المدينة وكيف عادت الحياة إليها بعد تحريرها من الإرهاب، وانطلاق مسارات التنمية.
فالمدينة التي كانت العاصمة الحربية لليبيا منذ ما قبل الميلاد، ارتدت أبهى زينتها لاستقبال قائد الجيش الوطني، في زيارة تاريخية هي الأولى منذ تحرير المدينة من التنظيمات الإرهابية في فبراير/شباط 2016.
ووصف مجلس المدينة في بيان رسمي المشير خليفة حفتر بـ"الضيف البار".
مدينة الشعراء
ويعرف عن أجدابيا أنها مدينة الشعراء والأدباء والثقافة والرياضة حيث تعود إلى العصر الروماني (323 ـ 31 ق.م) وكانت المركز الحربي قبل فتحها على يد عمرو بن العاص في سنة 22 هجرية.
وتأتي أهمية أجدابيا كونها البوابة الغربية لإقليم برقة والامتداد الطبيعي لواحات جالو وأوجلة والكفرة وكان لذلك أبعاد سياسية واقتصادية واستراتيجية، خاصة في العصر الحديث مع اكتشاف النفط، كونها تعد مفتاح الهلال النفطي الذي يصدر غالبية إنتاج ليبيا الذي يتجاوز مليونا و200 ألف برميل يوميا، كما تتوسط الطريق بين عاصمتي شرق وغرب ليبيا بنغازي وطرابلس.
معقل للدواعش
وبين أجدابيا والجيش الوطني علاقات متجذرة، فالمدينة التي كان يراد لها أن تصبح معقلاً للدواعش كانت من أوائل المناطق التي ثارت على الإرهاب.
كما أعلنت تبعيتها للجيش الوطني الليبي منذ انطلاق عملية الكرامة 16 مايو/أيار 2014، والتحق أبناؤها بالجيش الوطني وشغلوا المناصب القيادية به وأنشأوا عدة ألوية وقادوا مناطق عسكرية وعمليات الجيش الوطني ضد تنظيم داعش الإرهابي في الهلال النفطي والجنوب وغيرها من المناطق.
كما ساند شيوخ أجدابيا وقبائلها الجيش الوطني وخرجوا بعدة بيانات داعمة له، وتصدوا لكافة الدعوات التخريبية ودعموا الاستقرار، وهو ما كان محط تقدير من القيادة العامة للجيش.
أجدابيا واحة السلام
وضربت أجدابيا نموذجا في التعايش السلمي والإخاء خاصة مع استقبالها آلاف المهجرين من مدن ومناطق الغرب والجنوب الليبي خاصة مدن مرزق وترهونة الذين دفعتهم المليشيات لترك منازلهم، حيث وجد المهجرون في المدينة واحة سلام ونموذجا على التعايش السلمي والمصالحة.
كما احتضنت أجدابيا عددا من مبادرات المصالحة ونشر فكر التعايش السلمي، من بينها عدة محاضرات حول المصالحة الوطنية وتيسير العدالة، كما عمل شيخ قبيلة المغاربة في أجدابيا صالح الأطيوشي مع شيوخها الآخرين على نشر فكرة المصالحة الوطنية، من خلال علاقاته مع القبائل في المدن المختلفة.
ورغم ضعف الإمكانات والميزانيات المرصودة للشرق الليبي مع سيطرة المليشيات على عائدات النفط، إلا أن الحياة عادت إلى أجدابيا بعد تحريرها من الإرهاب، وبدأت تتنفس الصعداء، مع انطلاق مشاريع التنمية وإعادة الإعمار وفقا للمتاح.
وشهدت المدينة عدة مشاريع ضمن البرنامج الوطني للمشروعات الصغرى والمتوسطة لخدمة شرائح المجتمع بالمدينة والمدن المجاورة لها، كما تعمل الجهات على تنفيذ مشروع الطريق الدائري الجنوبي أجدابيا الرابط مع المدن الأخرى، إلى جانب مشاريع الإسكان والمرافق.
كما لم تغفل القيادة العامة للجيش الليبي المدينة التي كانت أحد أعمدة معركة الكرامة ضد الإرهاب حيث ساهمت في إعادة تطوير مستشفى الشهيد امحمد المقريف المركزي التعليمي أجدابيا وأمدتها بكل ما يلزم من أدوية ومستلزمات وأجهزة، كما عملت على استقدام أطقم طبية مساعدة من المتخصصين المهرة خاصة من الجارة مصر؛ لتقليل أعداد الباحثين عن العلاج في الخارج.
aXA6IDMuMTQ0LjExNC44IA== جزيرة ام اند امز