اتفاق انتقالي وتنحي رئيس الوزراء.. هل تنجو هايتي من دوامة العنف؟
دوامة عنف مستمرة من شهور زادت حدتها مؤخرا، في هايتي، التي باتت تسيطر عليها العصابات وسط عنف مستشر أسفر عن سقوط قتلى ونزوح الآلاف.
لكن قرارا اتخذه رئيس الوزراء أرييل هنري بالتنحي، واتفاقا انتقاليا يمهد للانتقال لسلطة سلمية بات الأمل الأخير في عودة الهدوء لهذا البلد، وسط اتفاق دولي على نشر قوة متعددة الجنسيات، تسهم في دعم الأمن.
- إطلاق نار كثيف قرب القصر الوطني في هايتي
- العصابات تجهز مجلسا لحكم البلاد.. «باربكيو» يتأهب لاختطاف هايتي
تنحي رئيس الوزراء
ووافق هنري، الإثنين، على التنحي عن منصبه، حسبما أعلن رئيس مجموعة دول الكاريبي (كاريكوم) في مؤتمر صحفي عقب اجتماع عقِد في جامايكا لبحث الوضع في هايتي.
وقال محمد عرفان علي، رئيس غويانا وكاريكوم "أخذنا علما باستقالة رئيس الوزراء أرييل هنري"، معلنا عن "اتفاق حكم انتقالي يمهد الطريق لانتقال سلمي للسلطة".
وشكّلت الأزمة التي تشهدها هايتي محور اجتماع أزمة، الإثنين، في جامايكا، بينما تعمل سفارات غربيّة على إجلاء دبلوماسيّيها من العاصمة بورت أو برنس التي باتت تحت سيطرة عصابات إجراميّة.
وكانت المجموعة الكاريبيّة (كاريكوم) هي من دعت إلى هذا الاجتماع الذي شارك فيه أيضا وزير الخارجيّة الأمريكي وممثّلون عن كندا والأمم المتحدة.
دعم أمريكي
وأعلن بلينكن أنّ الولايات المتحدة ستُقدّم 133 مليون دولار إضافيّة لدعم حلّ الأزمة في هايتي.
وفي حديثه خلال الاجتماع الطارئ في جامايكا بشأن هايتي، قال بلينكن إنّ الوضع الخارج عن السيطرة في الدولة الكاريبيّة الفقيرة يظهر الحاجة الملحّة لنشر قوة متعدّدة الجنسيّات.
وتابع: "ستُساهم فيها الولايات المتحدة بمبلغ إضافي يصل إلى 100 مليون دولار، بينما سيتمّ توفير 33 مليون دولار للمساعدة الإنسانيّة".
ولفت بلينكن إلى أن تصاعد العنف "أوجد وضعا لا يمكن تحمّله بالنسبة إلى الهايتيّين، ونحن نعلم أنّ ثمّة حاجة إلى اتّخاذ إجراءات عاجلة على المستويين السياسي والأمني".
وأضاف: "الهايتيّون وحدهم يمكنهم تقرير مستقبلهم ولا أحد سواهم"، لكنه استدرك "لكنّ الولايات المتحدة وشركاءها يمكنهم المساعدة في استعادة الأمن الأساسي" والاستجابة "للمعاناة الهائلة للهايتيّين".
وعرض رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الذي كان حاضرا افتراضيا خلال المحادثات، أكثر من 91 مليون دولار لهايتي.
كما أعلنت دول أخرى عن المساهمة في مساعدات ماليّة أو لوجستيّة، بما في ذلك بنين وفرنسا وألمانيا وجامايكا وإسبانيا، وفقا لمسؤولين أمريكيين، واستبعدت الولايات المتحدة وكندا إرسال قوّات إلى هايتي.
وقالت كينيا إنّها مستعدة لنشر عناصر شرطة، لكنّها لم تتمكّن من فعل ذلك حتّى الآن بسبب قرار أصدرته محكمة كينيّة.
ولم يتمكّن رئيس وزراء هايتي أرييل هنري من العودة إلى البلاد بسبب تصاعد العنف، وهو لا يزال عالقا في بورتوريكو.
من جهته، قال رئيس غويانا والرئيس الحالي لمجموعة كاريكوم محمد عرفان علي، بعد الاجتماع، إنّه "متفائل" بشأن إمكان التوصّل إلى حلّ سياسي في هايتي.
وأكّد عدد من الدبلوماسيّين أنّ اجتماع كينغستون كان يهدف إلى إضفاء الطابع الرسمي على اقتراح تمّ تقديمه إلى أرييل هنري، بحيث يتنازل عن السلطة لمجلس انتقالي يضمّ طيفا واسعا من المجتمع المدني الهايتي.
بداية العنف
وتفاقمت في نهاية الأسبوع في هايتي أعمال العنف المرتبطة بالعصابات التي تطالب على غرار جزء من السكّان، باستقالة رئيس الوزراء أرييل هنري.
وقال المتحدث باسم شرطة الحدود في بورتوريكو، الإثنين، إنّ هنري لا يزال عالقا في هذه الأرض الأمريكيّة في منطقة البحر الكاريبي.
وفي خضمّ الفوضى التي شهدتها عاصمة هايتي، تمكّنت قوّات الأمن في البلاد من استعادة السيطرة على ميناء بورت أو برنس بعد اشتباكات مع العصابات في نهاية الأسبوع الماضي، حسبما أفاد مدير هيئة الموانئ الوطنية جوسلان فيلييه.
وأضاف أن سفناً تمكنت من إفراغ حاويات، لكن التحدي الرئيسي يبقى في إخراج المنتجات والمواد الغذائية من الميناء لأن الطرق الرئيسة ليست آمنة.
«تحت الحصار»
وتشهد العاصمة اشتباكات بين الشرطة والعصابات المسلحة التي تهاجم مواقع استراتيجية بما في ذلك القصر الرئاسي وأقسام الشرطة والسجون، ووصفت المنظمة الدولية للهجرة العاصمة الهايتية بأنها "مدينة تحت الحصار".
وأعلنت السلطات حالة الطوارئ قبل أسبوع والتي تشمل حظر تجول ليليا في الإدارة الغربية التي تضم العاصمة.
ولمعالجة هذه المشكلة وافق مجلس الأمن الدولي على إرسال بعثة دولية بقيادة كينيا لمساعدة الشرطة الهايتية لكنّ نشر هذه البعثة تأخر.
ووقع رئيس الوزراء أرييل هنري اتفاقا في نيروبي في بداية مارس/آذار، للسماح بإرسال عناصر شرطة كينيين، ويحاول منذ ذلك الحين العودة إلى هايتي.
ولم تشهد هايتي التي لا رئيس أو برلمان لها حاليا، انتخابات منذ 2016، وكان يفترض أن يغادر أرييل هنري الذي عينه الرئيس جوفينيل مويز قبل اغتياله في عام 2021، منصبه في أوائل فبراير/شباط.
وتسببت أعمال العنف في إغلاق إدارات ومدارس العاصمة أبوابها منذ أيام، ولم يعد المطار يعمل. ولا تستطيع المستشفيات التي تستهدفها العصابات أن تعمل بشكل طبيعي.
وبحسب منظمة الدولية للهجرة، هناك 362 ألف شخص أكثر من نصفهم أطفال، نازحون حالياً في هايتي، في ارتفاع بنسبة 15% منذ بداية العام.
aXA6IDMuMTIuMTIzLjQxIA== جزيرة ام اند امز