أغنية شعبية مغربية تحتفي بـ"نصر الكركرات".. دخلت تريند يوتيوب

بروح وطنية عالية، تراقص المغاربة ليلة رأس السنة على إيقاع أغنية تغنى فيها حجيب فرحان، بنصر الجيش المغربي بمنطقة الكركرات العازلة.

وفي نوفمبر / تشرين الثاني، تدخلت وحدات من الجيش المغربي بشكل سلمي وفي احترام تام لاتفاق وقف إطلاق النار، لتطهير معبر الكركرات من عصابات تابعة لمليشيات البوليساريو المسلحة، كانت تحتل المعبر وتمنع حركة التنقل التجارية والمدنية به.

الأغنية التي لاقت تفاعلاً إيجابيا من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، حصدت في وقت قصير على أكثر من نصف مليون مُشاهدة، ما جعلها ضمن الفيديوهات الأولى في التريند المغربي لموقع يوتيوب.

ويبدأ "حجيب"، الذي يعد المغني الشعبي، وأحد مُؤرخي تُراث "العيطة" بالمملكة،  أغنيته بالقول: "ملكنا العزيز محمد السادس، راه الدق تم"، وتعني بالداجة المغربية، نداء إلى عاهل البلاد الملك محمد السادس، وكأن المُغني يحكي له ما وقع من تعامل صارم من القوات المسلحة الملكية في المنطقة، لتطهيرها من ميليشيات الانفصال.

ويُستخدم هذا الأسلوب بشكل دائم في هذا النوع من الأغاني التُراثية، فقط مع تعديل بسيط في الجمل وفقاً لسياق الأغنية وموضوعها، قبل أن ينتقل المُغني للحديث إلى حبيبته وإخبارها بنفس الشيء، قائلاً: "راه الدق تم يا الحبيبة".

ومن كلمات الأغنية: "الراية فرفرات وفي الكركرات"، وتعني أن الراية المغربية ترفرف عالياً في منطقة الكركرات، ثم ينتقل إلى الإشادة بالتواجد العسكري على الحدود المغربية لحماية الوطن من أي تهديد عسكري تشنه المليشيات الانفصالية المسلحة.

وفي هذا الصدد، يقول حجيب في أغنيته: "جيشنا موجود في الحدود، الجيش الملكي محزم يطاكي"، ما معناه، أن الجيش المغربي متواجد بصرامة وجاهزية على الحدود، وأن القوات المسلحة الملكية تُدافع بشراسة عن الوحدة الوطنية للبلاد.

ويُتعبر الفنان المغربي حجيب فرحان، المُلقب بـ"حجيب الرباطي"، نسبة لكونه من أبناء العاصمة الرباط، من أكبر مُؤرخي الغناء الشعبي المغربي، وخاصة فن العيطة الذي يُعتبر ركيزة الغناء التُراثي للمملكة، والذي كان وسيلة لمقاومة الاستعمار الفرنسي، ونقل الأخبار بين القبائل.

ويلجأ العديد من الباحثين الأكاديميين في تاريخ الفن الشعبي والتُراثي المغربي، إلى الفنان حجيب فرحان من أجل الاستفادة من ضبطه الشديد لتاريخ هذا التراث العريق، وخاصة تسلسل شُيوخه، وحفظه المُتقن لكلمات هذه الأغاني التي تُعتبر تُراثا شفهيا ثمينا للمملكة.