في الحقيقة حمد بن جاسم هو من وضع يديه بأيدي العدو، وشرع أبوابه لهم ليعبثوا برأسه.
يغرد المغردون وتطفو على السطح بعض أسماء هنا وهناك، لكنّ هناك أمرا يجب إلقاء الضوء عليه بشكل جوهري، ألا نستطيع تمييز الدمى التي تتحرك من تلقاء نفسها من تلك التي تحركها خيوط خفية.. حتى الأطفال يستطيعون ذلك.
نحن ندرك أن السياسة هي الدبلوماسية في التعامل مع المحيط والجوار، من بناء علاقات مع البلدان البعيدة وإنهاء بعضها بما يتناسب مع مصلحة الشعب التي تحكمه تلك السلطة السياسية، وكما لا نستطيع أن نحجب الشمس بإصبع يجب علينا أن نقف لبرهة قصيرة لمحاولة استيضاح وجهة نظر من يحاول أن يفعل ذلك.
بالله عليك يا حمد بن جاسم، ما الذي قدمته للحؤول بين القرار الأمريكي المتخذ حيال نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وتحويله إلى حقيقة؟ هل كان بإمكانك إيقاف هذا الصراع الأزلي بإصبع وهمي من أصابعك الخفية أم أنك نسيت رحلات التطبيع مع العدو وعلاقتك المفضوحة أمام العلن معه؟
نعم.. إنه حمد بن جاسم من يحاول أن يحجب الشمس بإصبع، لكن حمد بن جاسم فشل بأن يدرك أن الأصابع التي تمده بالحركة قد باتت مشوهة وغير قادرة على الحركة، كل التصرفات والخطوات التي قامت بها السياسة القطرية مؤخرا تثبت أن هذا النظام يتوجب عليه أن يكف عن الكذب وإلقاء اللوم على الآخرين عما اقترفت يداه، أما القانون الطبيعي لأي مشكلة؛ إن لم تجد حلا بديلا للحل المطروح فالزم الصمت، وإلا ستكون ممن يريدون لفت الانتباه لا أكثر.
بالله عليك يا حمد بن جاسم.. ما الذي قدمته للحؤول بين القرار الأمريكي المتخذ حيال نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وتحويله إلى حقيقة؟ هل كان بإمكانك إيقاف هذا الصراع الأزلي بإصبع وهمي من أصابعك الخفية أم أنك نسيت رحلات التطبيع مع العدو وعلاقتك المفضوحة أمام العلن معه؟
ولكن لحظة.. هل بالفعل تعتبره عدوا فعليا كما يعتبره معظم العالم؟
في الحقيقة حمد بن جاسم هو من وضع يديه بأيدي العدو، وشرع أبوابه لهم ليعبثوا برأسه، هو من كان يقوم باستخدامهم كوسيلة للضغط على أحد أشقائه، حمد وكل من اتبع خطاه مجرم بحق نفسه قبل أن يكون قد أجرم بحق أي شخص آخر أو جهة أخرى.
تستطيع الكلمات أن تأخذ اتساعا في هذا الفضاء الرحب، لكن الحقيقة فقط تلك التي تطفو على السطح في نهاية المطاف، ليست الأسباب مقنعة، ولا التصرفات المرادفة أو المضادة مقنعة، تغريداتك ما هي إلا فقاعات هواء طافية على سطح الماء، والقرارات التي كانت لك القدرة على عدم اتخاذها قررت اتخاذها، وجنيت على نفسك وعائلتك وشعبك، مشغول أنت ببث التفرقة والكراهية بين النفوس عن المشكلة التي قد تكون مفتاح الحل لباقي المشكلات، عندما تستطيع أن تصلح من شأن نفسك عليك بعد إذن أن تصلح من شؤون الآخرين، في حين لديك مفتاح إنهاء معاناة شعبك، بدأت بتوجيه الأصابع حول معاناة الآخرين، ببساطة لأنك لا تريد وكل من حولك يشدون على أياديك.
من كان لديه حلول.. فليتفضل بطرحها، أما من يقوم بتوجيه أصابع الخيانة لمن حوله فعليه أولا بأن يصلح من حال بيته وشأنه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة