حماس والرهائن.. هل يُسقط «احتلال غزة» رهان الحرب؟

«احتلال» مدينة غزة يعني آليا أن إسرائيل ستوسع عملياتها بالقطاع في خطوة قد تفسد مخطط "حماس" القائم بالأساس على الرهائن كرهان للبقاء.
واليوم الجمعة، اعتبرت "حماس" أن الخطة التي أقرتها إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة تعني "التضحية" بالرهائن الذين تحتجزهم في القطاع.
وقالت الحركة في بيان إن "قرار احتلال غزة يؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته لا يكترثون بمصير أسراهم، وهم يدركون أن توسيع العدوان يعني التضحية بهم".
وكانت تقارير صحفية ذكرت خلال الأيام الماضية أن هدف نتنياهو من توسيع العمليات العسكرية في القطاع الفلسطيني دخول المناطق التي يحتجز فيها الرهائن.
رهان حماس
تدرك حماس منذ اليوم الأول لهجومها على إسرائيل أن درعها الوحيد في الحرب التي أشعلتها هم الرهائن الذين تحتجزهم.
ولذلك كلما علت أمواج الاستياء في القطاع أو صدرت قرارات إسرائيلية، تشهر ورقة الرهائن وتحاول جاهدة الاستفادة من غضب ذويهم والاستياء المخيم على المزاج العام في إسرائيل بسبب استمرار احتجاز عدد منهم.
وبثّت حماس وحركة الجهاد ثلاثة تسجيلات مصوّرة نهاية الأسبوع الماضي أحدثت صدمة في إسرائيل وأثارت إدانات دولية، إذ ظهر فيها اثنان من الرهائن نحيلين ومتعبين.
وبدأت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم لحماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفر عن مقتل 1219 شخصا في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية.
ومن أصل 251 شخصا خطفوا في الهجوم واقتيدوا إلى غزة، لا يزال 49 محتجزين في القطاع الفلسطيني. ويقول الجيش الإسرائيلي إن 27 من هؤلاء لقوا حتفهم.
وتردّ إسرائيل منذ ذلك الوقت بحملة عسكرية مدمّرة في قطاع غزة تسبّبت بمقتل أكثر من 61258 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحماس.
"التخلي عن الرهائن"
وأعلن منتدى عائلات الرهائن أن قرار الحكومة "يعني التخلي عن الرهائن"، وقال إن "الحكومة اختارت الليل الماضي الانطلاق في مسيرة متهورة جديدة على حساب الرهائن والجنود والمجتمع الإسرائيلي ككل".
وندد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد بالقرار، معتبرا أنه "كارثة ستجّر معها العديد من الكوارث".
وحذّر على إكس من أنه سيؤدي الى "مقتل الرهائن والعديد من الجنود، ويكلّف دافعي الضرائب الإسرائيليين مليارات الدولارات، وإفلاس دبلوماسي".
ضغوط
رغم أهمية ورقة الرهائن بالنسبة لحماس، إلا أن الخطة الأمنية الإسرائيلية الأخيرة ضربت الحركة بمقتل.
وما يدعم هذا الطرح هو تأكيدها في ختام بيانها اليوم بأنها "لن تألو جهدا في اتخاذ كل الخطوات التي تمهّد الطريق للتوصل إلى اتفاق، بما في ذلك الذهاب نحو صفقة شاملة للإفراج عن جميع أسرى الاحتلال دفعة واحدة، بما يحقق وقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال".
وأقر مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي ليل الخميس/الجمعة خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هدفها "السيطرة" على مدينة غزة في شمال القطاع المحاصر الذي يشهد أزمة انسانية حادة ودمارا هائلا بعد 22 شهرا من الحرب.
وأثارت الخطة ردود فعل محذرة ومعارضة ولا سيما من الأمم المتحدة وبريطانيا وتركيا.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء بأن الجيش الإسرائيلي "يستعدّ للسيطرة على مدينة غزة مع توزيع مساعدات إنسانية على السكّان المدنيين خارج مناطق القتال".
وأضاف في بيان أنّ "مجلس الوزراء الأمني أقرّ، في تصويت بالأغلبية، خمسة مبادئ لإنهاء الحرب هي: نزع سلاح حماس؛ إعادة جميع الأسرى - أحياء وأمواتا؛ نزع سلاح قطاع غزة؛ السيطرة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة؛ إقامة إدارة مدنية بديلة لا تتبع لا لحماس ولا للسلطة الفلسطينية".
وأكّد أنّ "أغلبية ساحقة من وزراء الحكومة اعتبروا أنّ الخطة البديلة" التي عُرضت على الكابينت للنظر فيها "لن تهزم حماس ولن تعيد الأسرى"، من دون مزيد من التفاصيل.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز