إسرائيل وحزب الله.. جبهات وأسلحة جديدة تهدد بحرب «سريعة»
خلف قرى منتشرة بمنطقة جبلية تقع الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، وعلى الجانب الآخر يكمن أحد أكبر أعداء تل أبيب. حزب الله
يمتلك حزب الله، الذي تدعمه إيران، ترسانة هائلة من الصواريخ والقذائف، بما في ذلك صواريخ كروز المضادة للسفن وصواريخ أرض جو، فضلا عن القدرات السيبرانية المتقدمة، وفق تحليل طالعته "العين الإخبارية" في مجلة "فورسي بوليسي" الأمريكية.
ومنذ الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على مستوطنات في غلاف غزة، يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلق حزب الله، حليف الحركة الفلسطينية، مئات الهجمات بقذائف الهاون والصواريخ على إسرائيل في اشتباكات شبه يومية.
وردت إسرائيل بما يقرب من 4000 ضربة من جانبها، معظمها بالمدفعية والصواريخ، بين أكتوبر الماضي ومارس/آذار من هذا العام، بحسب مشروع بيانات موقع النزاع المسلح والأحداث.
منحى قتالي جديد
ولهذا، تبقى الحدود اللبنانية الإسرائيلية جبهة يخشاها الكثيرون كونها لا تزال لديها القدرة على التحول إلى حرب جديدة كارثية يمكن أن تجتاح المنطقة بسرعة.
وأصبحت هجمات حزب الله متطورة بشكل متزايد في الأسابيع الأخيرة، إذ تمتد إلى عمق إسرائيل.
وبين الحين والآخر يعلن الحزب عن أسلحة جديدة في نزاعه مع إسرائيل، كان آخرها مسيّرة هجومية مسلحة مزودة بصاروخين من طراز "إس-5" تطلق صواريخ قبل الانقضاض على أهدافها، استخدمها للمرة الأولى منذ بدء التصعيد قبل 8 أشهر.
والأسبوع الماضي، استهدف حزب الله بالونين للمراقبة تابعين للجيش الإسرائيلي، بصواريخ من طراز "إس-5" تم إطلاقها من طائرة دون طيار، يُعتقد أنها طائرة إيرانية.
ويعتقد أن الهجوم هو المرة الأولى التي ينجح فيها حزب الله في تنفيذ ضربة جو-أرض داخل المجال الجوي الإسرائيلي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، بحسب تحليل أجراه مركز ألما، الذي أشار إلى أنه وعلى الرغم من أن هذه ليست قدرة متقدمة جدا في هذه المرحلة، فإنها تشكل قفزة كبيرة إلى الأمام بالنسبة لحزب الله".
وذكرت تقارير نشرها إعلام تابع لحزب الله أن وزن الرأس الحربي للمسيرة يتراوح بين 25 و30 كيلوغراما من المواد شديدة الانفجار.
وقبل هذه المسيرة، كان الحزب قد أعلن عن استخدام صواريخ موجهة وأخرى ثقيلة من نوع بركان وألماس الإيرانية و"جهاد مغنية"، نسبة إلى قيادي في الحزب قُتل في غارة إسرائيلية عام 2015 في سوريا.
وفي الخامس من أبريل/نيسان الماضي، زعم الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن حزبه لم يستخدم بعد "لا سلاحه الأساسي ولا قواته الأساسية" ضد إسرائيل.
وفي حين تمتلك إسرائيل نظام دفاع جوي متعدد الطبقات قادرا على اعتراض الصواريخ القصيرة والطويلة المدى، إلا أنها لا تملك وسيلة للدفاع ضد هجمات الصواريخ الدقيقة المضادة للدبابات، التي استخدمها حزب الله بطريقة "غير مسبوقة".
والأسبوع الماضي، ومن الحدود الشمالية مع لبنان حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من أن "العملية العسكرية ضد حزب الله هي مسألة وقت فقط".
وقال "أنا على علم بحجم الأضرار التي لحقت بشمال إسرائيل، لكنني أفهم أيضا أن خسائر الجانب الآخر ذات حجم مختلف"، مشيرا إلى أنه "لم يأت إلى الحدود الشمالية هباء".
وأضاف "نحن ملزمون بالاستعداد لكل احتمال".
مخاوف من تكرار جبهة غزة
تقول ساريت زيهافي، محللة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابقة، وتشغل حاليا منصب رئيس مركز ألما للأبحاث والتعليم، إن استخدام حزب الله هذا النظام جديد. مضيفة "نحن على دراية بالتكنولوجيا، ولكن ليس بحقيقة أنها في أيدي حزب الله".
وتم إجلاء ما يقرب من 60 ألف شخص من البلدات الإسرائيلية الواقعة على طول الحدود الشمالية مع لبنان في الأيام والأسابيع التي تلت هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول.
كما أدت الاشتباكات إلى نزوح نحو 90 ألف شخص في جنوب لبنان من منازلهم، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، ذكرت رويترز أن القتال على طول الحدود أسفر عن مقتل أكثر من 250 من حزب الله ونحو 75 مدنيا.
وأمس الخميس، نعى حزب الله أحد مقاتليه في أعقاب غارة اسرائيلية بطائرة مسيرة استهدفت سيارة في منطقة النبطية في جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة تلاميذ بجروح، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء اللبنانية ومصدر في الدفاع المدني.
إيتاي بيريز، أحد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من كيبوتس دفنا، الواقع على بعد ما يزيد قليلا على كيلومتر واحد من الحدود اللبنانية، قال إنه قبل هجمات أكتوبر كان قد نسي مدى قرب الحدود من بلدتهم.
وفي أعقاب حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006، كانت المنطقة هادئة نسبيا، إذ لم يشن الحزب سوى بضع عشرات من الهجمات خلال الأعوام السبعة عشر التي تلت ذلك.
وفي هذا الصدد، لفتت زيهافي إلى أن التصور العام كان "أن حزب الله تم ردعه”.
في الأيام الأولى من الحرب، كان بيريز، وهو من الجيل الثالث من سكان الكيبوتس، مترددا في مغادرة المكان مع زوجته وبناته الثلاث.
وأضاف "لقد مررنا بحروب، ومررنا بحرب لبنان الثانية، وقلنا لأنفسنا: إذا كانوا سيقصفون، فنحن نعرف ما الذي سيرسلونه".
لكن هجوم حماس جلب معه احتمالا جديدا ومرعبا لغزو بري مماثل من قبل حزب الله.
وهو ما أتى عليه بيريز "ما لدينا الآن ولم يكن لدينا في الماضي هو التهديد الذي كان لدينا في الجنوب".
aXA6IDE4LjIyNy40OC4yMzcg جزيرة ام اند امز