«حماس» خارج رادار أمريكا منذ 11 سبتمبر.. لماذا؟
كرد فعل لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، تغيرت دفة الاستخبارات الأمريكية فتوقفت عن مراقبة حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية وتحولت لمراقبة تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير لها إنه في السنوات التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة توقفت وكالات الاستخبارات الأمريكية عن التجسس على حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية.
وأضاف التقرير أنه بدلا من ذلك وجهت وكالات الاستخبارات مواردها لملاحقة قادة تنظيم القاعدة، ثم تنظيم داعش لاحقا.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن "واشنطن، رأت أن حماس لم تهدد الولايات المتحدة بشكل مباشر مطلقًا وبالتالي وفي ظل أولويات تجسس أخرى أثقل كاهلها تنازلت عن مراقبة الحركة لإسرائيل".
وأضاف المسؤولون أن واشنطن كانت على ثقة أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ستكتشف أي تهديد، وقال أحد كبار المسؤولين الأمريكيين في مجال مكافحة الإرهاب، إنه كان ينبغي أن يكون "رهاناً في محله".
لكن بعد عملية "طوفان الأقصى" التي قُتل فيها أكثر من 30 أمريكيًا وفُقد 10 آخرين ومع تزايد المخاوف من نشوب حرب إقليمية، وتوجه معدات عسكرية أمريكية بمليارات الدولارات إلى الشرق الأوسط، يقول بعض المسؤولين إن الولايات المتحدة أخطأت في تقدير التهديد الذي يواجه المواطن الأمريكي.
وقال مارك بوليمروبولوس، ضابط العمليات المتقاعد في وكالة المخابرات المركزية "فيما يتعلق بالإخفاقات الاستخباراتية، التي تقع في معظمها على عاتق إسرائيل، أعتقد أننا يجب أن نتقاسم بعض اللوم أيضًا".
وأضاف الضابط الذي يتمتع بخبرة واسعة في مكافحة الإرهاب، أنه "يبدو الآن أن التنازل عن الهدف للإسرائيليين كان له عواقب".
وقال مسؤولون حاليون وسابقون إن وكالات المخابرات الأمريكية، كان لديها عدد قليل من المحللين الذين يتتبعون الأحداث في قطاع غزة قبل الهجوم الأخير، حيث اعتمدت على إسرائيل لاختراق حماس بمصادر بشرية ومراقبة الحركة بتكنولوجيا التنصت.
وقال مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إن المخابرات الإسرائيلية والأمريكية لم تحذر من هجوم حماس رغم أن مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز حذر في أوائل 2023 من زيادة التوترات والعنف المحتمل بين إسرائيل والفلسطينيين.
وفي مقال عن السياسة الخارجية لبايدن، كتب مستشار الأمن القومي جيك سوليفان قبل هجوم حماس لمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية إنه "على الرغم من أن الشرق الأوسط لا يزال يعاني من تحديات دائمة، إلا أن المنطقة أصبحت أكثر هدوءًا مما كانت عليه منذ عقود".
وقال إن "الوضع الإسرائيلي الفلسطيني متوتر، خاصة في الضفة الغربية، ولكن قمنا بتهدئة الأزمات في غزة واستعدنا الدبلوماسية المباشرة بين الطرفين بعد سنوات من غيابها" ولاحقا حدث سوليفان النسخة الإلكترونية للمقال.
ولم يتم ذكر حماس أو غزة في التقييم السنوي للتهديدات الذي يجريه مدير المخابرات الوطنية، والذي يسلط الضوء على أهم التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة، والذي صدر في فبراير/شباط الماضي.
وخلال جلسات الاستماع العامة، لم يسأل أعضاء مجلس الشيوخ أو ممثلو لجان الاستخبارات في الكونجرس رؤساء المخابرات عن هذه القضية.
ورغم ميزانيتها الإجمالية التي تبلغ حوالي 90 مليار دولار وسمعتها بامتلاك عيون وآذان في كل مكان، فإن تحديد أولويات وكالات الاستخبارات الأمريكية يتم عبر عملية رسمية شديدة التعقيد.
وقال مسؤولون أمريكيون إن السنوات الأخيرة شهدت تركيز المزيد من الموارد على الصين، وتقليل التركيز على الشرق الأوسط.
وفي المقابل، رفض بعض المسؤولين هذه الانتقادات، وقال مسؤول كبير سابق في وكالة المخابرات المركزية: "لا أذكر في ذلك الوقت أن أحداً قال إنك ركزت كثيراً على تنظيم القاعدة".
وقال إميل نخلة، الذي قاد وحدة تحليل الإسلام السياسي في وكالة المخابرات المركزية، إنه "أخطأت إسرائيل والولايات المتحدة في قراءة حماس من قبل، مشيرا إلى صدمة الغرب بفوز الحركة في انتخابات 2006".
وقال جوناثان شانزر، الذي تابع حركة حماس كمحلل لتمويل الإرهاب في وزارة الخزانة الأمريكية، إن "التركيز على الشبكات المالية لحماس تراجع مع سعي الرئيس الأسبق باراك أوباما، ثم بايدن، إلى التعامل مع طهران".
aXA6IDMuMTQ5LjI5Ljk4IA== جزيرة ام اند امز