كيف تجري محادثات الهدنة بين إسرائيل و«حماس»؟
هل هناك انفراجة في محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة؟.. سؤال لم يغب خلال الساعات الماضية عن أهل القطاع المحاصر مدفوعا بمؤشرات تفاؤل.
بحسب باراك رافيد من موقع "أكسيوس"، فإن الاقتراح الإسرائيلي هو التوصل إلى اتفاق محتمل مع حماس لوقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن وإجراء محادثات حول “استعادة الهدوء المستدام” في غزة.
وفي الأيام الأخيرة، بثت حماس أيضا العديد من مقاطع الفيديو التي تثبت حياة الرهائن الذين من المتوقع أن يتم تبادلهم في مرحلة ما خلال الصفقة المرتقبة، الأمر الذي قد يزيد من الضغوط السياسية الداخلية على إسرائيل، حيث تشكل عودة الرهائن قضية محورية.
وتقترح تل أبيب "الهدوء المستدام" بدلا من "النصر الكامل" الذي روج له مرارا وتكرارا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تعهد بتفكيك حماس.
ومن المثير للاهتمام في هذا السياق، أن هذا يعكس أيضا اقتراحا بهدنة من أحد كبار قيادات حماس، خليل الحية، الأسبوع الماضي الذي طرح فكرة الهدنة.
ومع ذلك، فإن الرسائل الصادرة عن المحادثات حملت أكثر من مؤشر.
ففي حين تحدثت قطر أحد أطراف الوساطة، علنا عن إحباطها إزاء المحادثات المتوقفة، كان هناك المزيد من النشاط في الأيام الأخيرة حول المحادثات المصرية الإسرائيلية، الطرفان اللذان نجحا في التوصل إلى وقف إطلاق النار في الصراعات السابقة.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لوسائل إعلام عبرية إن المحادثات مع المصريين كانت “جيدة للغاية ومركزة وشهدت حالة معنوية جيدة وتقدمت في جميع النواحي”.
واليوم الإثنين، من المرتقب أن يصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة، لإجراء محادثات بهدف وقف إطلاق النار في غزة.
ومع إعلان حماس أنها تدرس العرض الإسرائيلي الجديد، أشارت تقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية يوم الأحد إلى أن الاجتماعات الأخيرة لمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي اقترحت موقفا أكثر “مرونة”.
ومن المتوقع أيضا أن يزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إسرائيل في الأيام المقبلة لبحث المفاوضات، في إطار جولته الشرق أوسطية التي استهلها بالسعودية يوم أمس.
ماذا عن التهديد الإسرائيلي بشن هجوم على رفح؟
يقول مراقبون إن الكثير من الأسباب تدفع إلى تفاؤل الساعات الأخيرة والانفتاح على المحادثات.
تفاؤل ربطه مراقبون بالضغوط الدولية والإقليمية الرافضة لاجتياح رفح التي نزح إليها أكثر من مليون فلسطيني من مناطق متفرقة بالقطاع منذ اندلاع الحرب، العام الماضي، والتكهنات بأن المحكمة الجنائية ربما تدرس إصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين كبار،
وللتأكيد على ذلك، قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، يوم الجمعة، إن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس فرض قيود على الصادرات الدفاعية إلى إسرائيل إذا شنت عملية واسعة النطاق في رفح.
ولتوضيح الرابط، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، للقناة 12 العبرية، بعد اجتماعه بالوفد المصري: “إذا كان هناك اتفاق، فسنعلق العملية. إن إطلاق سراح الرهائن يمثل أولوية قصوى بالنسبة لنا”.
ماذا يوجد على الطاولة؟
بالنظر إلى ما يتم تداوله من تصريحات واقتراحات، فإن الشكل الأساسي لأي صفقة لم يتغير كثيرا.
وبموجب أية هدنة مرتقبة، ستطلق حماس سراح الرهائن مقابل وقف إطلاق النار لمدة أسابيع والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وخلال الجولات السابقة، تعثرت المحادثات حول قضيتين رئيسيتين ــ مطالبة حماس بانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وإنهاء الصراع، وتفاصيل أخرى تتعلق بالأعداد والمعتقلين الفلسطينيين الذين ينبغي إطلاق سراحهم.
ومن الواضح أن الصيغة الحالية ستسمح بالإفراج عن عدد أقل قليلا من الرهائن، 33 مريضا ومسنا وجريحا - وهو ما يمثل عدد الرهائن الباقين على قيد الحياة في الفئة الإنسانية - مقابل أعداد غير محددة من الأسرى الفلسطينيين.
وتشير بعض التقارير إلى أن إسرائيل أبدت استعدادها لتقديم المزيد من التنازلات في المستقبل، بما في ذلك سحب القوات التي تقسم قطاع غزة إلى نصفين والسماح بعودة السكان إلى الشمال.