نقلت رويترز عن قيادي بـ"حماس"، الأحد، أن وفدا من الحركة سيزور القاهرة، الإثنين، لإجراء محادثات بهدف وقف إطلاق النار في غزة، بينما يكثف الوسطاء جهودهم للتوصل إلى اتفاق قبل هجوم إسرائيلي مزمع على مدينة رفح بجنوب القطاع.
وأضاف القيادي الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه أن الوفد سيناقش اقتراحا لوقف إطلاق النار قدمته الحركة إلى قطر ومصر، اللتين تضطلعان بدور الوساطة، فضلا عن مناقشة رد إسرائيل.
ولم يكشف القيادي عن تفاصيل أحدث المقترحات. لكن مصدرا مطلعا على المحادثات قال لرويترز إن حماس من المتوقع أن ترد على أحدث اقتراح إسرائيلي بخصوص هدنة على مراحل والذي سلمته أمس السبت.
وذكر المصدر أن هذا يشمل اتفاقا لقبول إطلاق سراح أقل من 40 رهينة مقابل الإفراج عن فلسطينيين من سجون إسرائيلية ومرحلة ثانية من هدنة تشمل "فترة هدوء مستدام"، وهو رد إسرائيل على مطلب حماس بوقف دائم لإطلاق النار.
وبعد المرحلة الأولى ستسمح إسرائيل بحرية الحركة بين شمال وجنوب قطاع غزة وانسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من القطاع.
وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، وقال البيت الأبيض إنهما بحثا المحادثات الرامية لوقف لتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل جنبا إلى جنب مع وقف إطلاق نار فوري في غزة.
وأضاف أنهما ناقشا أيضا زيادة وتيرة توصيل المساعدات بما في ذلك تجهيزات فتح معابر جديدة إلى غزة.
وقالت واشنطن إنها لا يمكنها أن تدعم عملية في رفح بدون خطة إنسانية ملائمة وموثوقة.
وبعد فترة وجيزة من الاتصال الهاتفي بين بايدن ونتنياهو، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير أنتوني بلينكن سيمد زيارته إلى الشرق الأوسط من أجل مناقشة جهود وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن ليزور الأردن وإسرائيل بعد زيارته للسعودية.
وقال مسؤول كبير آخر في حماس لرويترز إن الوفد سيتوجه إلى القاهرة من العاصمة القطرية الدوحة مضيفا أن الوفد سيرأسه خليل الحية نائب رئيس حماس في غزة.
وستنعقد المحادثات بين وفد حماس والوسطاء القطريين والمصريين لبحث موقف الحركة من الرد الإسرائيلي على اقتراحها الأخير.
وقال المسؤول لرويترز "لدى حماس بعض التساؤلات والاستفسارات فيما يتعلق بالرد الإسرائيلي على مبادرة الحركة، الذي تسلمته من الوسطاء يوم الجمعة".
وتشير تلك التعليقات إلى أن حماس قد لا تقدم ردا فوريا للوسطاء بشأن الاقتراح الإسرائيلي الأخير.
واندلعت الحرب، التي دخلت الآن شهرها السابع، بسبب هجوم شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول مما أدى بحسب الإحصاءات الإسرائيلية إلى مقتل 1200 واحتجاز 253 رهينة.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس التي تسيطر على غزة في عملية عسكرية تقول السلطات الصحية في القطاع إنها أودت حتى الآن بحياة أكثر من 34 ألفا من الفلسطينيين، منهم 66 في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وتسببت الحرب في نزوح معظم سكان الجيب البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ودمرت معظم أنحائه.
وقال الحية القيادي في حماس يوم الجمعة إن الحركة تلقت رد إسرائيل على اقتراحها لوقف إطلاق النار وإنها تدرسه قبل تسليم ردها إلى الوسطاء المصريين والقطريين.
ولم تفض جولات محادثات سابقة إلى تقارب مواقف الجانبين.
وتريد حماس التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب تماما مع سحب إسرائيل لقواتها من قطاع غزة بينما لم تعرض إسرائيل سوى هدنة مؤقتة لتحرير نحو 130 رهينة لدى حماس والسماح بإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية. وقالت إسرائيل إنها لن تنهي عملياتها حتى تحقق هدفها المتمثل في القضاء على حماس.
تعليق التوغل بشرط
وفي وقت سابق، أشار وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى إمكان تعليق توغل مزمع في رفح حيث يعيش ما يربو على مليون نازح فلسطيني في حالة التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
وتسببت هذه الأزمة في شقاق داخل الائتلاف الحاكم بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ويصر وزراء متشددون على التوغل في رفح بينما يقول شركاء من تيار الوسط إن اتفاق الرهائن يمثل أولوية قصوى.
وحث وزير المالية القومي المتشدد بتسلئيل سموتريتش، الأحد، نتنياهو على عدم التراجع عن الهجوم على رفح قائلا إن الموافقة على مقترح وقف إطلاق النار ستكون هزيمة مذلة.
وأضاف سموتريتش في بيان مصور متحدثا إلى نتنياهو أنه بدون القضاء على حماس فإن "حكومة برئاستك لن يكون لها الحق في الوجود".
وقال عضو حكومة الحرب بيني غانتس في منشور على منصة إكس "دخول رفح مهم في الصراع الطويل ضد حماس. عودة مختطفينا... أمر ملح وله أهمية أكبر بكثير".
وناشدت دول غربية، منها الولايات المتحدة، إسرائيل بالتراجع عن مهاجمة المدينة الجنوبية المتاخمة للحدود المصرية بسبب احتمال سقوط قتلى مدنيين.