"حماس".. خطوة للوراء وعين على "التهدئة"
بعد 3 أيام من التصعيد والقصف المتبادل، أبدت حركة "حماس" استعدادها المشروط لوقف إطلاق النار ونزع فتيل التوتر في الشرق الأوسط.
خطوة جاءت بعد ساعات قليلة من إعلان إسرائيل توجيه ضربة قوية لقيادات ميدانية في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وقتل عدد منها، لكنها تثير تساؤلات حول مدى استعداد الحركة لمواصلة النزاع، وتأثرها من استهداف قادتها.
إعلان "حماس" استعدادها للتهدئة جاء بلسان روسي، إذ نقلت الخارجية الروسية، الأربعاء، عن مسؤول كبير في الحركة أنها مستعدة لوقف العمليات ضد إسرائيل على أساس الوقف المتبادل.
كما نقلت الوزارة عن المسؤول، الذي لم تسمه، قوله لنائب وزير الخارجية الروسي إن على المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل لوقف العنف في المسجد الأقصى.
وتفتح حماس بهذه الخطوة الباب أمام عودة المعادلة القديمة للتهدئة في قطاع غزة وهي "الهدوء مقابل الهدوء"، والتي نجحت في أزمات سابقة في نزع فتيل التوتر.
وفي وقت سابق اليوم، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان: "عملية مشتركة لجيش الدفاع وجهاز الأمن العام تم خلالها القضاء على عدد من كبار قادة هيئة أركان الجناح العسكري لحماس ومن بينهم قائد لواء مدينة غزة وقائد منظومة السايبر وتدقيق الصواريخ التابعة لحماس، بالإضافة إلى قائد منظومة الإنتاج في الحركة".
كما قتل في الغارات نحو عشرة نشطاء آخرين في منظومة الإنتاج والبحث والتطوير التابعة لحماس، وفق المصدر ذاته.
تراجع مبرر
وقال الخبير المصري في شؤون الإسلام السياسي، طارق أبو السعد، في حديث لـ"العين الإخبارية" إن "حماس دخلت على خط الأزمة في القدس وغيرت أنظار الناس من قضية المقدسيين وحي الشيخ جراح، وحولتها لقضية تخص غزة".
وتابع "حماس ليس لديها نفس طويل لحرب طويلة الأمد مع إسرائيل، لكن ما حدث هو محاولة للظهور مرة أخرى، وإعادة تدوير المنظمة".
وأضاف "الحركة تبدي الآن استعدادها لوقف إطلاق النار لأنها تعي أنها من سيتضرر من الصراع في الفترة المقبلة في حالة استمراره".
وأضاف أن "مقتل عدد من قيادات الحركة يمكن أن يكون أيضا سببا في إبداء حماس استعدادها لوقف إطلاق النار".
الانحناء للعاصفة
بدوره، قال الخبير المصري في شؤون تنظيمات الإسلام السياسي، أحمد بان، في حديث لـ"العين الإخبارية": "هناك فارق نوعي بين حركة حماس وإسرائيل"، مضيفا "الحركة تعمل تحت سماء مكشوفة لإسرائيل".
وتابع "إسرائيل تملك التفوق النوعي والعسكري والإستخباراتي"، لافتة إلى أنها "كانت تستهدف تصفية أهم عناصر الهيكل الإداري لحماس"، وهو ما حدث بالفعل.
وأضاف "هذا الموقف يجبر حماس على الانحناء للعاصفة" والموافقة على وقف إطلاق النار، "حتى تستطيع الاحتفاظ بقدراتها العسكرية لمواجهات مستقبلية"، على حد قوله.
ومضى قائلا "حرمان حماس من قيادات مهمة خسارة كبيرة للحركة على المديين القصير والمتوسط، لكن الحركة تستطيع إخراج كوادر جديدة على المدى الطويل تحل محل القيادات الميدانية" التي أعلنت إسرائيل تصفيتها في غزة.
وخلال اليومين الماضيين، كانت مصر تقود جهود وساطة لنزع فتيل الأزمة، وسط دعوات لوقف التصعيد من دول عدة حول العالم.
وبعد ساعات من إعلان الخارجية الروسية استعداد حماس للتهدئة، أعلنت إسرائيل أعلنت مساء اليوم رفض مقترحات وقف عملية حارس الأسوار في قطاع غزة.
وقالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي: " أعلن نتنياهو رفض إسرائيل اقتراحات لوقف عملية حارس الأسوار في قطاع غزة".
وأشارت الهيئة إلى أن نتنياهو طلب من المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية خلال الجلسة التي عقدت مساء اليوم، المصادقة على توسيع العملية العسكرية ضد حركة حماس والمنظمات الأخرى في قطاع غزة على خلفية التصعيد الأمني.
ويتواصل التصعيد العسكري بين حركة حماس وإسرائيل بضربات إسرائيلية جديدة استهدفت غزة بعد إطلاق أكثر من ألف صاروخ من القطاع.
aXA6IDE4LjE5MS4xMDcuMTgxIA== جزيرة ام اند امز