مأساة في زفاف الحمدانية.. ذهب مع والدته وعاد بنصف جثتها المتفحمة
لم تبح فاجعة الحمدانية بعد بكل مآسيها، بعدما فقدت البلدة التابعة لمحافظة نينوى العراقية قرابة 100 من أبنائها في حريق قاعة أفراح.
وانتشر مقطع فيديو لشاب عراقي يحتضن ثوب والدته التي عُثر على نصف جثتها بين ضحايا قاعة "الهيثم" المحترقة، مخلفًا موجة تعاطف كبيرة مع أهالي الضحايا.
وروى الشاب العراقي وميض متي، وهو ابن خالة العريس "ريفان"، تفاصيل الحادث الأليم، وكيف عثر على جثمان والدته بعد يومين من اندلاع الحريق الكارثي، وفقًا لصحيفة "الدستور" المصرية.
وقال الشاب إن الحريق اندلع بسبب إطلاق الألعاب النارية، وكانت الشرارة الأولى من سقف القاعة، مؤكدًا أن النيران أحاطت بجميع أرجاء القاعة، وانعدمت الرؤية سريعا بسبب تصاعد الدخان وانقطاع الكهرباء.
وأضاف أن القاعة كانت تضم قرابة 1000 شخص من المدعوين لحفل الزفاف، ولم يستغرق الحريق سوى دقائق حتى أتى على كل شيء، مشيرًا إلى أن ضيق القاعة وازدحامها وسوء التنظيم ضاعف الكارثة.
وأوضح الشاب العراقي أنه بدأ في إخراج عائلته من القاعة، فأخرج والده وأولاده الصغار وزوجته، بينما كانت والدته في دورة المياه قبل اندلاع الحريق بدقائق، فدخل القاعة ثانية للبحث عنها ولكن لم يجد لها أثرا.
وبينما كان "متي" يبحث عن والدته وسط الدخان وألسنة النيران، تعرض لحالة اختناق لم يشف منها إلى الآن، مشيرا إلى أنه كان يشعر بشيء غير جيد قبل بدء حفل الزفاف: "كان يوما مشؤوما، ولم أرغب في الحضور".
وأشار إلى أن والدته حضرت الحفل بزي فلكوري تقليدي يحمل علم العراق، وارتدت مشغولاتها الذهبية رغم أنها لم ترتد الذهب طوال 40 عاما، وطلبت منه الجلوس بجوارها حتى تتباهى به وبحضوره النادر للحفلات.
واختتم بأنه عثر على جثة والدته بعدما وجد ثوبها بين الركام عند مدخل القاعة، وتابع البحث عنها في المستشفيات، وفي اليوم الثاني للكارثة وجد نصف جثتها متفحمة في مستشفى الطب العدلي بمدينة الموصل.