عودة المعارضين لمصر تكرس كساد تجارة الإخوان بسوق "المزايدة"
عودة جديدة للمعارضين المصريين إلى بلادهم وهي تفتح ذراعيها لتشكل ضربة جديدة للإخوان الذين كانوا يعولون على جبهة في الخارج، لتسويق تجارة "المظلومية الكاسدة".
وحاول الإخوان التجارة بأصوات العديد من المعارضين غير المنخرطين في أيديولوجية الإسلام السياسي، في الفترة ما بعد ثورة يونيو/ حزيران 2013، ولكن مع عودة الكثير منهم وآخرهم المهندس ممدوح حمزة، وقبله المخرج الدكتور عمرو حمزاوي، والمغني حمزة نمرة؛ شكلت ضربات قاسمة للمتاجرين بهم من قنوات الجماعة.
وكان السياسي المعارض ممدوح حمزة قد عاد إلى القاهرة، مساء الأحد الماضي، عائدا من لبنان بعد فترة غياب استمرت لـ 3 سنوات، حيث رحّب به مسؤولون أمنيون في مطار القاهرة، وأخبروه أن مصر ترحب به وبأبنائها المخلصين وتحتاج لجهودهم.
وقال حمزة في مقطع فيديو صوّره في قاعة كبار الزوار، ونشره على حسابه بموقع "فيسبوك"، إنه كان يتوقع القبض عليه فور وصوله، خاصة عندما وجد رجلًا ينتظره عند باب الطائرة ويطلب منه التحرك معه، ولكنه وجد نفسه مع مستقبليه في صالة كبار الزوار ويلقى استقبالا جيدا.
وأكد خبراء وباحثون ومنشقون عن جماعة الإخوان، أن عودة المعارضين إلى داخل مصر وممارستهم حقوقهم بكل قوة تكرس كساد تجارة الإخوان بأصوات معارضة الخارج.
"مصر ترحب بأبنائها".. عودة المعارض البارز ممدوح حمزة "لن تكون الأخيرة"
تجارة كاسدة
يرى الكاتب والباحث في الإسلام السياسي والجماعات المتطرفة، هشام النجار أن تجارة الإخوان ببعض المعارضين الليبراليين أصبحت كاسدة.
وأكمل النجار في حوار مع "العين الإخبارية" أن ذلك لسبب بسيط هو "أن من ساعدوا الجماعة بالسابق وسهلوا لها بيع الأوهام المتعلقة بمزاعم كونها تيارا سياسيا معارضا، يستحق المشاركة في المشهد فضلا عن الوصول للسلطة هم من عادوا بعد اكتشاف الحقائق وتجريب الجماعة عمليا والاقتراب منها".
وتابع: "كما أنهم عرفوا طريقة تفكير قادة الإخوان وعناصرهم وأهدافهم، عادوا ليعترفوا بخطئهم وانضمامهم للصف الوطني".
المعارضة من الداخل
واتفق مع النجار، الكاتب والباحث في الإسلام السياسي، عمرو عبد المنعم، الذي قال إن "مصر دولة على درجة كبيرة من الوعي تدرك جيدا التعامل مع الملفات والأفكار الحيوية والهامة:.
ويضيف عبد المنعم في تصريح خاص لـــ"العين الإخبارية" أن "جميع من في الخارج لهم أجندات حقيقية تسعى لضرب المصالح الوطنية"، لافتا إلى أن "ممدوح حمزة واحد من ضمن العشرات الذين عادوا منهم الإعلامي جمال الجمل والناشط وائل غنيم، والدكتور عمرو حمزاوي".
وبين أن "المعارضة الحقيقية عادت وناقشت قضاياها بالداخل حتى وإن تم الحكم عليها في إحدى القضايا غيابياً تعاد الإجراءات كافة بما يضمن الحقوق بمحاكمة عادلة، بالإضافة إلى التعامل الراقي والجيد مع حقوق الإنسان".
وأكد أن "المنتمين إلى الإخوان لن يضحوا بآلاف الدولارات وقد تتخطى عشرات الآلاف في الشهر من أجل العودة لمصر".
التوظيف قبل التجنيد
من جانبه يقول عضو الإخوان المنشق والباحث في الحركات الإسلامية، إسلام الكتاتني، إن هناك قاعدة لدى الإخوان تعمل على " التوظيف قبل التجنيد" بمنعى أنه ليس من الضرورة أن يكون الجميع من تنظيم الإخوان، ولكن يتم توظيف الآخرين.
ويضيف الكتاتني لــ" العين الإخبارية" أن "نظرة الإخوان لتلك المعارضة هي أن ليس لديها رصيد في الشارع بل يحتقرها، ولكن عندما بدأ بعضهم في معاداة النظام استقطبهم الإخوان للتجارة بأصواتهم".
إخوان مصر.. زلزال في لندن وهزات ارتدادية بإسطنبول
وشدد الكتاتني على أن عودة حمزة والعديد من الليبراليين والمعارضين الآخرين لمصر مرة أخرى، شكل ضربة قوية للجماعة التي كانت تعتمد على أصواتهم، بعد حرق كافة الأوراق وانتهاء مطالبهم بالحكم بوفاة الرئيس المعزول محمد مرسي.
إفشال مخططات الإخوان
عضو مجلس أمناء الحوار الوطني المصري، والخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الدكتور عمرو هاشم ربيع، رأى أن "عودة المعارضين لمصر شيء إيجابي، ويجب التوسع لكافة الشرفاء البعيدين عن الدم".
وأضاف ربيع في في تصريحات لــ" العين الإخبارية" أن عودة المعارضة ستشهد فتح المجال العام، مشيرا إلى أنه يجب أن يكون معها خطوات أخرى ودمجهم في المجتمع بإعادتهم لوظائفهم.
وشدد على أن خطوات الدولة لإعادة بعض المعارضين ممن خرجوا إلى دول أخرى يفشل مخططات الإخوان ودعواهم وتفنيد كافة إشاعتاهم وأقوالهم وادعاءاتهم.
aXA6IDMuMTQyLjEzNi4yMTAg جزيرة ام اند امز