ظهر في مدرسة مصرية.. ما هو فيروس اليد والفم والقدم؟

أعلنت إدارة إحدى المدارس الدولية في مصر عن غلق أحد فصول مؤقتًا، بعد ظهور إصابات مؤكدة بمرض اليد والفم والقدم (HFMD) بين عدد من الطلاب.
كشف عدد من أولياء الأمور في مدرسة (ال .أ) الدولية الواقعة بمنطقة سقارة بالمريوطية، عن تلقيهم رسالة بريد إلكتروني رسمية من إدارة المدرسة، تفيد بإغلاق فصل دراسي بالصف الخامس الابتدائي مؤقتًا بسبب تسجيل إصابات بفيروس شائع بين الطلاب.
وأوضحت الرسالة، بحسب مصادر محلية مصرية، أن "القرار يأتي ضمن خطوات احترازية لحماية صحة وسلامة جميع الطلاب"، مشيرة إلى أن الفصل سيُغلق اعتبارًا من يوم الأربعاء الموافق 1 تشرين الأول/أكتوبر وحتى يوم الأحد، على أن يعود الطلاب للدوام المدرسي يوم الإثنين الموافق 6 تشرين الأول/أكتوبر.
فيروس اليد والفم والقدم يظهر في مدرسة مصرية
أكدت إدارة المدرسة في البيان نفسه أن عملية تعقيم شاملة ستُجرى داخل الفصل لضمان تطهير البيئة الدراسية من أي بقايا فيروسية. وأشارت إلى أن عودة الطلاب المصابين ستكون مشروطة بالحصول على شهادة طبية تثبت تعافيهم الكامل من المرض. كما أوضحت الإدارة أنها تواصلت مباشرة مع أولياء أمور الحالات المصابة لتنسيق العودة بعد الشفاء.
وذكرت المدرسة أن مرض اليد والفم والقدم يُعد أحد الأمراض الفيروسية الشائعة لدى الأطفال، وتتمثل أعراضه في ارتفاع درجات الحرارة، التهاب الحلق، وظهور تقرحات في الفم، بالإضافة إلى طفح جلدي أو بثور على اليدين والقدمين وربما الأرداف.
من جهته، صرّح سعيد عطية، مدير مديرية التربية والتعليم بمحافظة الجيزة، بأنه تم رصد أربع حالات إصابة بالفيروس بين الطلاب ظهرت عليهم أعراض تشبه أمراض الجلد من حيث ظهور بثور على اليدين. وأشار إلى أن إدارة المدرسة تحركت فورًا بتطبيق الإجراءات الوقائية وتعقيم الفصل المصاب، وذلك حفاظًا على سلامة بقية الطلاب، مؤكدًا في الوقت ذاته أن المديرية تتابع الوضع الصحي بشكل يومي ودقيق للتأكد من عدم ظهور حالات إضافية.
ما هو مرض اليد والقدم والفم؟
ينتشر مرض اليد والقدم والفم (HFMD) عادة بين الرضع والأطفال دون سن الخامسة، ويُعتبر من الأمراض الفيروسية سريعة الانتقال. يُشتق اسمه من الطفح الجلدي الذي يشبه البثور ويظهر على اليدين والقدمين، إلى جانب تقرحات فموية مؤلمة. وقد يمتد الطفح إلى مناطق أخرى من الجسم مثل الذراعين، الساقين، الصدر، الظهر، الأرداف، وحتى الأعضاء التناسلية.
ورغم أن الأطفال الصغار هم الأكثر عرضة للإصابة، إلا أن العدوى قد تنتقل أيضًا إلى الأطفال الأكبر سنًا والبالغين. وبسبب تعدد الفيروسات المُسببة له، يمكن تكرار الإصابة بالمرض أكثر من مرة خلال حياة الشخص.
مراحل وأعراض فيروس اليد والفم والقدم
تمر الإصابة بالمرض بمرحلتين رئيسيتين، في البداية تظهر أعراض شبيهة بالإنفلونزا تشمل:
- حمى خفيفة.
- التهاب الحلق.
- سيلان الأنف.
- ألم في المعدة.
- فقدان الشهية.
وبعد أيام قليلة، تبدأ الأعراض الجلدية والفموية بالظهور، وتتضمن:
- طفح جلدي مثير للحكة على اليدين، القدمين، الركبتين، المرفقين، الأرداف، أو الأعضاء التناسلية.
- تقرحات داخل الفم، خصوصًا على اللسان، تبدأ كبقع وردية ثم تتحول إلى بثور.
- تضخم الغدد اللمفاوية في الرقبة.
عادةً تختفي الأعراض خلال 7 إلى 10 أيام، لكن الأطفال دون السنتين قد يحتاجون وقتًا أطول للتعافي.
أسباب الإصابة بفيروس اليد والفم والقدم
ينتمي الفيروس المسبب للمرض إلى عائلتي فيروس كوكساكي والفيروسات المعوية. وغالبًا ما تستقر هذه الفيروسات في: الفم، المريء، المعدة، الأمعاء الدقيقة والغليظة، المستقيم، وفتحة الشرج.
طرق انتقال العدوى
- الرذاذ المحمول في الهواء عند السعال أو العطس.
- ملامسة اللعاب أو البراز أو البثور ثم لمس الوجه.
- التقبيل أو الاتصال الجسدي المباشر.
- مشاركة الأدوات الشخصية مثل الأكواب أو المناشف.
- لمس الأسطح أو الألعاب الملوثة.
ورغم أن البثور تجف خلال 10 أيام تقريبًا، إلا أن الفيروس قد يبقى نشطًا في براز الطفل لأسابيع.
الفئات الأكثر عرضة والمضاعفات المحتملة
الأطفال دون سن الخامسة، خصوصًا في الحضانات والمدارس. أما المضاعفات نادرة لكنها قد تشمل: الجفاف، تساقط الأظافر مؤقتًا، أو التهابات في الدماغ والسحايا.
لا يسبب عادة مشكلات كبيرة للحامل، لكن يُنصح الحامل بإبلاغ الطبيب فورًا عند التعرض للفيروس.
التشخيص والعلاج
- يعتمد التشخيص على الفحص الإكلينيكي.
- لا يوجد علاج محدد للفيروس، والمضادات الحيوية غير فعالة.
يشمل العلاج المنزلي:
- مسكنات مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين.
- الغرغرة بالماء المالح (لمن هم في السن المناسب).
- غسول فم أو بخاخ لتخفيف الألم.
- شرب سوائل باردة وتجنب الأطعمة الحمضية أو الحارة.
متى يمكن للطفل العودة إلى المدرسة؟
على الطفل أن يعود إلى المدرسة في الحالات التالية، بعد مراجعة الطبيب المعالج:
- زوال الحمى.
- جفاف البثور.
- تحسن الحالة العامة.
الوقاية وإجراءات النظافة
- غسل اليدين جيدًا.
- تغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال.
- تنظيف الأسطح والألعاب.
- فصل الطفل المصاب حتى التعافي.
أسئلة شائعة حول الفيروس
قد يدور في بال الكثيرين بعض الأسئلة حول هذا الفيروس من بينها ما يلي:
- هل يُصاب البالغون؟ نعم، لكن الأعراض غالبًا خفيفة.
- هل يشبه الحمى القلاعية؟ لا، فالحمى القلاعية تصيب الحيوانات فقط.
- ما الفرق مع جدري القرود؟ السبب الفيروسي مختلف رغم تشابه الأعراض.
- ما الفرق مع الذباح الحلئي؟ الذباح الحلئي يسبب تقرحات فموية فقط دون طفح جلدي.
أخيرًا، المرض يشفى تلقائيًا غالبًا، والعناية بالطفل وعزله أهم خطوات الوقاية. النظافة وتجنب مشاركة الأدوات الشخصية من أنجع سبل الحماية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE3IA== جزيرة ام اند امز