سياسة
المتحدث باسم حراك فزان لـ"العين الإخبارية": لا تنازل عن مطالبنا
المتحدث الرسمي باسم حراك "غضب فزان" محمد إمعيقل، كشف لـ"العين الإخبارية" مطالب وتداعيات اعتصامهم أمام أكبر الحقول النفطية في ليبيا.
كشف محمد إمعيقل المتحدث الرسمي باسم حراك "غضب فزان"، مطالب وتداعيات اعتصامهم، الذي وصفه بـ"الحراك السلمي والشعبي" أمام حقل الشرارة، أكبر الحقول النفطية في ليبيا، مؤكدا أن الليبي يعيش وضعا مأساويا، ولا تنازل عن مطالب الحراك في ظل تهميش الجنوب.
وأوضح إمعيقل، في حوار خاص لـ"العين الإخبارية"، أن الحراك انطلق يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، وولد مما وصفه بـ"معاناة الشارع"، مؤكدا أنه قبل سؤالهم عن آثار هذا الحرك يجب مساءلة الحكومة عن الـ270 مليار دينار التي ضاعت، وأوجه إنفاقها، والمبالغ التي صرفت للحكومات الليبية المتتالية والتي عاش في كنفها المواطن الليبي حياة بائسة.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الحراك أن الجميع يعلم أن الجنوب الليبي يعاني الكثير من المشاكل الأمنية والأزمات الاقتصادية، ما كان الدافع وراء تنظيم الحراك، الذي دعمه أهالي وأعيان ومؤسسات المجتمع المدني ببلديات فزان.
وفيما يلي نص الحوار..
أين ومتى انطلق حراك "غضب فزان"؟ وما مطالبه؟
انطلق الحراك يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، وبدأ بالاعتصام أمام الحقول النفطية، وأمهل الحكومة ليوم 25 من الشهر نفسه للنظر في مطالب الحراك "المشروعة"، والمتمثلة في توفير السيولة النقدية، وتوفير الدواء، والخدمات، وفتح المطارات، وتشغيل محطة أوباري الغازية، والتي تعتبر مشروعا استراتيجيا لو دخلت على الشبكة العامة ما يحسن من جودة التيار الكهربائي، ليس لأهالي الجنوب فقط ولكن لليبيين بشكل عام".
وما نتيجة اعتصامكم وتقديم مطالبكم للحكومة الليبية؟
أمهلنا الحكومة لـ25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ولكن دون جدوى، فأمهلناها لموعد آخر وهو 11 نوفمبر/تشرين الثاني، ولم يتحقق شيء أيضا، ورأينا أن الجنوب الليبي خارج اهتمام هذه الحكومات ووصلنا لمرحلة من اليأس، ما أجبرنا للعودة للاعتصام أمام الحقول النفطية، رغم أننا ضد العبث بمقدرات الشعب الليبي وضد إغلاق الحقول النفطية، وضد حتى الاعتصام السلمي أمامها، ولكن الظروف الحياتية التي يمر بها الجنوب "صعبة".
أطفال الجنوب تقتلهم لدغات العقارب، بسبب غياب الأمصال، ونساء الجنوب يجهضن حملهن، فقد سجلت حالات قادمة من مناطق "القطرون" و"غات"، ولم تستطع الوصول إلى المراكز الصحية في المدن، ناهيك عن مشكلة الوقود غير المتوفر، ما يدفع مواطني الجنوب لحمل الوقود بجالونات، ونتج عن ذلك أضرار وحوادث لعائلات كاملة أحرقت نتيجة هذا العمل.
ما المعلومات المتوفرة لديكم عن سير العمل داخل حقل شرارة النفطي؟
الإقفال تم بطريقة فنية، كما أنه تم إرسال منسقين من قبل الحراك، لمهندسي حقل الشرارة للتحذير من أنه في حال عدم الإقفال لن يستطيع الحراك السيطرة على اندفاع البشر، الذي قد يشهده الحقل خلال أسبوع أو أسبوعين، ما يلحق الأضرار به.
ماذا تقصد بأن الإقفال تم بطريقة فنية؟
"الحراك" مجموعة ضاغطة تسعى لإغلاق الحقل والاعتصام أمامه، والهدف من الاعتصام أن يحدث نوع من التخويف لدى الجهات المسؤولة في البلاد تجاه هذا الحقل، وبالتالي تنظر السلطات الليبية إلى مطالبنا.
لكن ألا يشكل إغلاق الحقول النفطية أزمة جديدة تعيشها البلاد؟
أزمات ليبيا بشكل عام شيء، وأزمات الجنوب شيء آخر، فالجنوب الليبي مرفوع عنه الدعم منذ قرابة عامين، ومواطنوه يشترون لتر الوقود بداية من 2 دينار وحتى 3 دينار، وسعر أسطوانة الغاز من 50 دينار إلى 70 و80 دينار، وتتضاعف هذه الأسعار كلما ذهبت بعيدا في الجنوب.
مطالب أهل الجنوب قد يعتبرها أهالي الشرق أو الشمال الليبي "مشروعة"؛ لأنها عبارة عن غذاء ودواء ووقود، على عكس ما شهدته الحقول النفطية من اعتصامات وتعديات كانت بسبب مكاسب سياسية، وبسبب بعض الأمور الجهوية وغيرها، لكن أول مرة يحدث اعتصام أمام الحقول النفطية بحثا عن الحياة.
ولماذا اخترتم الحقول النفطية واستخدامها كأداة ضغط على الحكومة؟
هذه الحكومة لا يحركها إلا النفط، وبالحديث عن المياه فهي خط أحمر فالمتضرر الأول والأخير هم أهلنا في باقي المدن الليبية ومن ينتفع بها الشعب الليبي كاملاً، وليس شرق أو شمال أو جنوب، والحقيقة أن تجاهل الحكومة لمطالب أهل الجنوب دفع الحراك للأعمال التي شهدتها منطقة الحقول النفطية.
هل ترى وجه شبه بين ما قمتم به تجاه الحقول النفطية وما قام به إبراهيم الجضران؟
شتان بين هذا العمل وذاك، فحراكنا سلمي ويضم أطفالا ونساءً وشيوخا من كل مدن وقرى الجنوب، أما ما قام به الجضران -شخص قاد مجموعات مسلحة من المرتزقة التشادية والسودانية للهجوم على منطقة الهلال النفطي التي يخرج منها 70% من النفط الليبي- فهو هجوم مسلح من أجل صراعات نحن لا نفهمها ولا نفكر بها، ونحن كأهالي فزان نبحث عن الحياة والآخرون يبحثون عن المكاسب السياسية وغيرها.
هناك تخريب لمحطات الكهرباء والصرف الصحي يصمت عنها مواطنو الجنوب.. كيف يطالب "الحراك" الحكومة بالإصلاح رغم هذا الصمت؟
الجنوب منطقة شاسعة وحدود مفتوحة وغير مؤمنة، وهذه مسألة أمن قومي ليبي وليست مسؤولية أبناء الجنوب فقط، وأرى أن الحل هو تقدم كافة الليبيين تجاه الجنوب للسيطرة على الوضع الأمني هناك، فالجنوب يطل على 3 أو 4 دول فقيرة، وتتدفق ملايين البشر من هذه الدول إلى الجنوب الليبي سواء لكسب العيش أو الهروب إلى أوروبا، فنحن إذا كنا نلوم على مواطني الجنوب، فهم غير قادرين على حماية الحدود مع تلك الدول.
الحكومة أنشأت محطات كهرباء في الجنوب وتتم تخريبها لأنها غير مؤمنة.. كيف ترى الوضع؟
القضية الأمنية الخاصة بالجنوب "متفاوتة"، فهناك بعض المناطق في الجنوب آمنة جداً، ودائما ما نرى أن الأزمة لم تكن أمنية إلى هذا الحد، فنحن نتساءل لماذا يغلق مطار سبها؟ ودائما ما ترد الحكومة: لعدم الاستقرار الأمني، وفي الوقت نفسه نرى الحروب داخل مطار معتيقة (في طرابلس) وقت الفجر، وحركة الطيران تبدأ في الـ7 صباحا!
ويمكن استثناء البلديات التي شهدت حروبا مثل (أوباري وسبها)، لكن هناك العديد من البلديات الآمنة، مثل: (البوانيس والشاطئ ووادي عتبه، ومرزق، وبنت بية، والقطرون، وتراغن)، فالمسؤولون في الحكومة والسلطات الليبية يخترعون حججا دائما، والوضع الأمني سيئ في الجنوب، رغم أن به بلديات آمنة يمكن أن يقام بها أي مشاريع.
ما رأي مواطني الجنوب فيما يقوم به الحراك؟
تشكلت ثقافة في الرأي العام لدى مواطني الجنوب حول إغلاق الحقول النفطية، فالمواطن يعيش وضعا مأساويا، وهناك تهميش متعمد للجنوب الليبي، وفي الوقت الذي تحدث فيه الأزمات بالجنوب فهناك أموال تخصص من قبل الحكومات والسلطات الليبية، وتشكل لجان أزمات وغيرها، ولكن لا نعرف أو نرى أيا من هذه الأموال التي خصصت، فأعتقد أن لجان الأزمات هذه هي التي تخلق الأزمات أصلاً.
ماذا عن دور المتواجدين داخل السلطات التنفيذية والتشريعية من أبناء الجنوب؟
أبناء الجنوب المتواجدون بالسلطات لم نعد نعول عليهم كثيراً في شيء، حيث إننا نعيش في هذا الوضع السيئ منذ قرابة 4 أو 5 سنوات ولم يقدموا شيئا لأهاليهم وكان أقل ما يمكن فعله منهم أن يعودوا إلى بلدياتهم ويعترفوا بعدم قدرتهم على تقديم المساعدة والعون، وحينها كان يمكن أن يكون هناك رد فعل لهذا التجاهل من قبل السلطات التنفيذية والتشريعية.
إغلاق الحقول حاليا قد يسبب أزمة اقتصادية.. هل تدركون عمق هذه الأزمة على البلاد اقتصاديا؟
قبل كل شيء يمكن أن نسأل عن الـ270 مليار دينار التي ضاعت، وأين صرفت؟.. والمبالغ التي صرفت للحكومات الليبية المتتالية والتي عاش في كنفها المواطن الليبي حياة بائسة. ونلاحظ أنه عندما تشهد الحقول والمنشآت النفطية أي حادثة، تتداول السلطات الحديث عن تأثير تلك الحوادث على الاقتصاد الليبي، ونحن نستغرب عن أي اقتصاد يتحدث هؤلاء؟ وأين تصرف أموال النفط الليبي؟
ثروات الشعب الليبي تتعرض إلى نهب ممنهج، فنطالب بإغلاق الحقول النفطية إلى أن تأتي حكومة رشيدة تجمع ثروات الليبيين، وتستخدمها في صالح المواطنين الليبيين.
كل ما نراه أن الدولة منهارة ولا يوجد لها بنية تحتية، فهناك مجموعة من السراق يقتادون على أموال النفط، هذه الأموال تذهب من المؤسسة الوطنية للنفط إلى مصرف ليبيا المركزي، وتصرف على الحكومات وتتلاشى هذه الأموال.
ألا تخشون التعرض للمساءلة القانونية نتيجة إغلاق الحقول النفطية بالجنوب؟
بالفعل قدمت المؤسسة الوطنية للنفط مذكرات في بعض من أعضاء الحراك، ويتم حالياً ملاحقتهم للمساءلة القانونية، ونحن نستغرب من المؤسسة الوطنية للنفط، فهي لم تقدم مذكرات في حق من قاموا بأعمال تخريبية تجاه الحقول النفطية، وقدمت مذكرات بشأن حراك فزان السلمي، الذي يطالب بوقود ودواء ودعم لمواطني الجنوب.
نحن كحراك نتساءل: ما المسؤولية القانونية التي تقع على المؤسسة الوطنية للنفط، تجاه عدم إمدادها للجنوب الليبي بالغاز لمدة تقترب من العامين؟ وما الدور الذي تقوم به (المؤسسة الوطنية للنفط)! "المفترض أننا الذين نحاسبها وليس هي من تحاسبنا!"
والمؤسسة (الوطنية للنفط) حريصة على تدفق أموال النفط الليبي إلى جيوب مجموعة من سراق المال العام، وهي التي تأمن مصدر تلك الأموال، وفي النهاية أتمنى أن يتم إغلاق كافة الحقول والمنشآت النفطية إلى أن تأتي حكومة ليبية رشيدة تعيد توزيع عائدات النفط الليبي بشكل عادل على مختلف مناطق البلاد.
aXA6IDE4LjExNy4xODguNjQg جزيرة ام اند امز US