صحيفة فرنسية: استقالة الحريري لم ولن تطفئ غضب اللبنانيين
الصحيفة رأت أن حراك الشباب يستهدف الطبقة الحاكمة التي يعتبرونها فاسدة وتفتقد الكفاءة في بلد يفتقر إلى الخدمات الأساسية.
أكدت صحيفة "لاكروا" الفرنسية، أن استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لم ولن تطفئ غضب الشارع اللبناني، لأن أسباب الاحتجاج عميقة، وتستهدف الطبقة الحاكمة التي يعتبرونها فاسدة.
وقالت الصحيفة، إن التوتر المتصاعد في شوارع لبنان منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقيام المحتجين بإغلاق الطرقات احتدم خلال الأيام الماضية، وأدى لوقوع العديد من الحوادث كان أشدها في قلب بيروت.
وأضافت الصحيفة الفرنسية، أنه رغم استقبال الشارع لاستقالة الحريري بصرخات من الفرح، إلا أن تلك الاستقالة لم تدفعهم للعودة إلى منازلهم.
وقال الحريري في خطاب الاستقالة: "لقد وصلت لطريق مسدود اليوم، وعلينا أن نخلق صدمة كبيرة للخروج من الأزمة.. وأدعو الجميع لوضع مصالح لبنان، وأمنه في المقام الأول ومنع الانهيار الاقتصادي، وأقول لشركائي السياسيين إن مسؤوليتنا اليوم هي أن نرى كيف نحمي لبنان".
ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإنه عقب قرار الاستقالة، حاول سكان الأحياء المجاورة لوسط المدينة، والتي احتلها المتظاهرون المناهضون للحكومة، إقناع المتظاهرين بإخلاء أحد الشرايين الرئيسية التي تربط بين شرق وغرب بيروت، ولكن دون جدوى، الأمر الذي أدى لحدوث مواجهات على خطى الحرب الأهلية القديمة.
وتابعت "لاكروا" أن المواجهات تحولت بسرعة لمشادات عنيفة، وبدأ أنصار كلا الجانبين في التدفق، وحولوا الطريق لساحة معركة، وانضم العديد من أنصار حزب الله، وجماعة أمل بقيادة رئيس البرلمان نبيه بري إلى المواجهات.
وكانت الشرطة اللبنانية، حاولت التدخل بين المجموعتين لفك الاشتباك، ولكن المتظاهرين المعارضين للاحتجاجات في ساحة الشهداء، دمروا الخيام والمعدات التي نصبها المتظاهرون.
وأرسل الجيش اللبناني وشرطة مكافحة الشغب تعزيزات لمواجهة الاحتجاجات، وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع، حيث أعلن الصليب الأحمر أنه نقل 11 مصاباً للمستشفيات.
حكومة جديدة
وأشارت الصحيفة الفرنسية، إلى أنه في ظل أجواء التوتر، قرر الحريري الاستقالة، وعن طريق عملية دستورية بسيطة، سيتعين على الرئيس اللبناني ميشال عون، تحديد موعد لإجراء مشاورات برلمانية ملزمة حتى يختار النواب، رئيس وزراء جديدا.
ووفقاً للصحيفة، فإن "الشخص المعين الجديد، يجب أن يكون سنياً، وسيكون مسؤولاً عن تشكيل حكومة جديدة بحسب ما يشترط الدستور، لكن من غير المرجح أن تنجح هذه العملية قريبا بسبب الاختلافات العميقة بين القوى السياسية الرئيسية.
وأوضحت "لاكروا" أن "المتظاهرين أعلنوا أنهم لن يغادروا الشارع رغم استقالة الحريري"، مشيرة إلى أن نزولهم للشارع جاء احتجاجًا على الإعلان المفاجئ لفرض ضريبة على المكالمات المرسلة عبر "واتساب" ورغم إلغاء هذا الإجراء بسرعة، لكن الغضب لم يهدأ.
ورأت الصحيفة الفرنسية، أن حراك الشباب يستهدف الطبقة الحاكمة التي يعتبرونها فاسدة في بلد يفتقر للكهرباء أو الماء أو الخدمات الطبية الأساسية بعد ثلاثين عامًا من نهاية الحرب الأهلية (1975-1990).
ولفتت الصحيفة، إلى أن هناك عدة مؤشرات مهمة عن الفقر، منها أن أكثر من ربع اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر منذ 2012، (وفقا لبيانات البنك الدولي)، نتيجة للأزمة السورية عام 2011، ووصول نحو 1.5 مليون لاجئ سوري للأراضي اللبنانية، الأمر الذي فاقم الوضع الاقتصادي المتردي للبنان.
وأضافت "لاكروا" أنه في طرابلس (الشمال) إحدى بؤر الاحتجاج، يعيش 57% من الأسر تحت خط الفقر، وفقا لما ذكرته الأمم المتحدة، كما يقدر البنك الدولي زيادة معدل البطالة بنحو 6.2% عام (2018) لتصل إلى 20% أو أكثر من 30 % بين الشباب.
ووفقا للمختبر المعني بعدم المساواة العالمية، فإن 1 % من الأثرياء اللبنانيين يحصدون أكثر من 25 % من الدخل القومي للبنان، في حين أن أكثر من 50% من اللبنانيين يحصلون على أقل من 10% من الدخل القومي.
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjUxIA== جزيرة ام اند امز