مقترح الحريري.. روشتة مضادة لـ"سم" حزب الله
مبادرة قدمها رئيس الوزراء اللبناني السابق كتبت روشتة أمل بالتوصل لحل في ملف تشكيل الحكومة
مبادرة قدمها رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، كتبت روشتة أمل بالتوصل لحل بملف تشكيل الحكومة الذي ظل رهين عبث حزب الله.
مقترح يستجيب لمطلب الثنائي الشيعي "حزب الله وحركة أمل" المتمسك بالاحتفاظ بوزارة المالية، ما عرقل تشكيل الحكومة في واحدة من أصعب الفترات التي يشهدها لبنان منذ الحرب الأهلية.
وبتقديم المبادرة التي قال الحريري إنها كانت "قرارا بتجرع السم"، يقدم رئيس الوزراء السابق روشتة تفاؤل وسط العبث السياسي السائد، أمنتها ردود الأفعال المتواترة.
تفاؤل بانتظار الرد
وفيما يتريّث الثنائي الشيعي في الرد على المبادرة بشكل رسمي، نقلت وسائل إعلام لبنانية عن نبيه بري، رئيس مجلس النواب (رئيس حركة أمل)، إعرابه عن تفاؤله حيال إمكانية التوصل إلى حل في تشكيل الحكومة.
ولفتت إلى أن المخرج سيكون عبر تسمية بري لعشرة أسماء شيعية "غير استفزازية" ليختار منها رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب شخصية تتولى وزارة المالية.
من جانبها، قالت مصادر مقربة من الرئاسة اللبنانية، لـ"العين الاخبارية"، إنه "لا موعد محددا -حتى الساعة ـ للرئيس المكلف للقاء الرئيس ميشال عون اليوم".
فيما نقلت وكالة "الأنباء المركزية" عن أوساط الثنائي الشيعي، قولها: "نسعى لأن تنضج الأمور بسرية تامة ونأمل خيرا.. عندما تنتهي الأمور نتكلم".
وغداة تقديم المقترح، أكد أديب حرصه على تشكيل حكومة مهمة ترضي جميع اللبنانيين، وتعمل على تنفيذ ما جاء في المبادرة الفرنسية من إصلاحات اقتصادية ومالية ونقدية وافقت عليها جميع الأطراف.
وجدد أديب، في بيان، التزامه بثوابت أن تكون الحكومة من ذوي الاختصاص وأصحاب الكفاءة القادرين على نيل ثقة الداخل كما في المجتمعين العربي والدولي، معتبرا أن من شأن ذلك أن يفتح الباب أمام حصول لبنان على الدعم الخارجي الضروري لانتشال الاقتصاد من الغرق.
من جهته، قال نائب رئيس البرلمان إيلي الفرزلي، عقب لقائه بري: "لم يعد التشاؤم سيّد الموقف حكومياً، وهناك إمكانيات واعدة يمكن البناء عليها ولكن علينا الانتظار قليلاً".
تفاؤل سبقه للتعبير عنه النائب في التيار الوطني الحر ماريو عون، والذي تحدث عن أجواء إيجابية في الملف الحكومي.
وتوقع ماريو عون، في تصريحات إذاعية، أن "يشهد الملف الحكومي حلحلة في الساعات المقبلة"، مبديا تفاؤله بقرب تأليف الحكومة "نظرا لاقتناع الجميع بضرورة الذهاب إلى عملية التشكيل في أسرع وقت، عبر ضغط فرنسي واضح".
نافذة بحائط
بدوره، اعتبر النائب بالتيار نفسه آلان عون، في تصريحات متلفزة، أن مبادرة الحريري "فتحت نافذة في الحائط الموجود، ويعول على توسيع هذه الفجوة للوصول إلى حكومة جديدة".
أما رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، فدعا إلى تسهيل تأليف الحكومة.
وقال عبر حسابه بموقع تويتر: "آن الأوان لالتقاط ورقة الأمس والبناء عليها، وتسهيل التشكيل بعيدا عن الحسابات الضيقة، فكل دقيقة تمر ليست لصالح لبنان. لا تعطوا حكومة الوباء والكوارث الحالية مزيدا من الوقت".
تأييد فرنسي
فرنسا، من جهتها، أيدت اقتراح الحريري، ودعت المسؤولين اللبنانيين للتوصّل "بدون تأخير" إلى اتّفاق على تشكيل حكومة لإخراج البلاد من أزمتها.
وقالت الخارجية الفرنسية في بيان: "تأسف فرنسا، في هذا الإطار، لعدم وفاء المسؤولين اللبنانيين إلى حدّ الآن بالتعهّدات التي قطعوها في الأول من سبتمبر (أيلول) للرئيس إيمانويل ماكرون، بتشكيل الحكومة في غضون أسبوعين".
ودعا البيان إلى "التوصّل بدون تأخير لاتّفاق على تشكيل مصطفى أديب حكومة مهمّةٍ تطبّق الإصلاحات اللازمة".
واعتبر أنه "يتعيّن على القوى السياسية اللبنانية أن تختار بين الإصلاح وانهيار البلاد. إنّها مسؤولية كبيرة تجاه اللبنانيين".