انتقاد عون لحزب الله.. "تقية سياسية "ورسائل للغرب
خبراء يؤكدون أن الخلافات الحالية بين عون وحزب الله ليست دليلا على شيء مهم حتى تتأثر العلاقات بينهما
اعتبر خبراء لبنانيون أن الانتقادات التي وجّهها الرئيس ميشال عون، أمس الإثنين، إلى حليفه السياسي مليشيا حزب الله، لا تعدو كونها "حديثا سياسيا ورسالة مبطنة إلى باريس وواشنطن".
ورغم ما اعُتبر أنه بمثابة هجوم من عون ضد مليشيا حزب الله وحركة أمل، فلم يسجل حتى الساعة أي رد من قبلهما على تلك الانتقادات، فيما نُقل عن الثنائي الشيعي تمسكهما بمطلبهما للاحتفاظ بوزارة المالية.
وعقب رد الرئيس اللبناني على سؤال حول الخروج من أزمة تشكيل الحكومة، بقوله "رايحين عجهنم"، اجتاح هاشتاق بنفس العنوان مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد.
واتفق المحلل السياسي مكرم رباح مع مسؤول الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور، على أن الخلافات الحالية بين عون وحزب الله ليست دليلا على شيء مهم حتى تتأثر العلاقات بينهما، مؤكدين أن العلاقة بين الطرفين مرت ببعض التمايز في فترات سابقة من دون أن يؤثر ذلك على تحالفهما.
وقال رباح، لـ"العين الإخبارية"،:"كلام عون لا يدل على شيء لسبب بسيط وهو أنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها التمايز عن حلفائه، كما أن التمايز ليس في الكلام إنما في الآداء".
وأضاف :"أداء عون يظهر أنه يبرر السلاح أو يمنحه نوعا من الشرعية"، لافتاً إلى أن "عون وجه اللوم لرئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب بقوله إن تشكيلته لم تلق دعما من الكتل النيابية، وكأنه يعتبر أن ما يطالب الثنائي الشيعي هو حق لهم".
وفيما وصف رباح حديث عون بـ"التقية السياسية"، قال "لا شيء يؤكد أن أمرا ما قد يتبدل في علاقتهما، والحديث الذي صدر عن مصادر ووسائل تابعة للتيار الوطني الحر ان هناك اعادة نظر باتفاق مارمخايل هو نوع من الخداع ليس أكثر".
أما شارل جبور، فاعتبر أن "الحكم في مأزق كبير لأن المبادرة الفرنسية التي وإن تم تطبيقها ستنقذ لبنان، لكن عدم ترجمتها تشكل نهاية للعهد الحالي".
وأضاف: "بالتالي عون يقول لحزب الله إن عدم تأييدك للمبادرة وكأنك تساهم بضرب عهدي الذي شكل غطاء لك ولسلاحك وكان سندا لك في كل المحطات السابقة انطلاقا من الموقع الدستوري لرئاسة الجمهورية والموقع المسيحي الذي يمثله التيار الوطني الحر".
وعن مدى سقوط الاتفاق بين حزب الله والتيار الوطني الحر، الذي يترأسه النائب جبران باسيل، صهر عون، علق جبور، قائلا:"لا أحد يمكنه التنبأ بحدود هذا التمايز خاصة وان عون لم يذهب بعيدا في هذا المجال واكتفى بشرح ما يحصل بدلا أن يدعو مصطفى أديب بشكل مباشر إلى تقديم تشكيلة حكومته".
وأضاف:"رئيس لبنان اكتفى بتوصيف المشكلة ليقول للفرنسيين إنني معكم وأؤيد مبادرتكم ولست موافقا على التعطيل، كما يبعث برسالة للأمريكيين مفادها أنه لا تفاهمات بينه وبين حزب الله".