كان للقمة الخليجية 42، التي عُقدت في الرياض، أثر كبير في تحقيق مزيد من الألفة والتآلف بين أبناء الخليج العربي قادة وشعوباً.
فقد كان استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود للقادة والرؤساء تأكيدا لحرص المملكة على دول الخليج العربي واستمرار التعاون بينها لتحقيق أهداف مجلس التعاون الأساسية، والتي منها تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء، وصولا إلى تعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون القائمة بين شعوبها في مختلف المجالات.
لفت نظرنا ذلك الترحيب من قادة مجلس التعاون بهذا الاجتماع ورغبة الجميع في تحقيق وتعزيز التعاون العسكري والأمني للحفاظ على الأمن الإقليمي، وكذلك أهمية استمرار الترابط والتكامل فيما بين دول المجلس عبر القمة التي ترأستها حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة ولي العهد.
اجتماع القمة سعدنا به وسعد به قادة الدول، مثلما وصفت كلمات نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في سلطنة عمان، حين قال: "لم نشهد منذ سنوات في المجلس مثل هذا الاهتمام والتآلف الذي يعكس الرغبة الصادقة والجادة لتعزيز التعاون وخدمة شعوب دول الخليج، ولذا نطلب أن تستمر الرياض في احتضان القمم القادمة".. إنها شهادة يعتز بها كل سعودي من حسن ظن الجميع بالمملكة وقوتها ومكانتها، فهذا يدل على تمتع المملكة وقائدها وولي عهده الأمين بالحكمة والمحبة والثقة، ليس فقط عند السعوديين بل عند دول الجوار والعرب عموما، وذلك بفضل ملامسة القيادة السعودية تحديات دول الخليج العربي وجعلها من الواقع حقيقة سارت على دربها بالخير والعطاء، فالجهود التي قام بها ولي العهد السعودي تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، سواء قبيل القمة أو خلالها، عززت وحدة وتماسك وترابط دول المجلس، حيث قام ولي العهد السعودي بزيارات خلال الفترة من 6 إلى 10 ديسمبر الجاري لسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وقطر، وأجرى مع قادتها مباحثات مكثفة لتوحيد الرؤى والمواقف تجاه القضايا والتحديات المشتركة لدول المنطقة، وهذا جهد عظيم من قائد شاب طموح يبذل جهدا كبيرا ومخلصا ويقف بنفسه على حقيقة كل شيء لمن أجل تعميق الوحدة.
ويأتي البيان الختامي "إعلان الرياض" الصادر عن أعمال اجتماع الدورة 42 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تتويجا لهذه الجهود السعودية، إذ تضمن تأكيده من قبل أصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أهمية التنفيذ الدقيق والكامل والمستمر لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، واستكمال مقومات الوحدة الاقتصادية والمنظومة الدفاعية والأمنية المشتركة، وتنسيق المواقف، بما يعزز التضامن واستقرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويحافظ على مصالحها، ويجنبها الصراعات الإقليمية والدولية، ويلبي تطلعات مواطنيها وطموحاتهم، ويعزز دورها الإقليمي والدولي، وذلك من خلال توحيد المواقف السياسية وتطوير الشراكات على المستوى الإقليمي والدولي.
وختاما ندعو لقادة مجلس التعاون بالتوفيق والعمل لما فيه خير ونماء أوطانهم ورفاه شعوبهم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة