كانت القارة الأمريكية من أكثر مناطق العالم ترحيباً بأعضاء جماعة الإخوان بعد هروبهم من تركيا وأوروبا وبعض دول أفريقيا.
فمثلا لم تصنّف الحكومة الكندية جماعة الإخوان المسلمين ككيان إرهابي.. لذا تمكّن العديد من أعضاء التنظيم من طلب اللجوء في هذا البلد قبل سنوات.
وتحظر السلطات الكندية دخول أراضيها على "أي شخص لديه نوع من الارتباط المادي مع منظمة متورطة في أعمال عنف".. لكن يبدو أن كندا تناست أن الحرب الدعائية، التي يمارسها الإخوان لا تسبب الموت بشكل مباشر، لكنها لا تقل خطورة عن باقي الحروب.
وفي أوائل عام 2021، أضافت كندا 13 جماعة جديدة إلى قائمتها للكيانات الإرهابية ضمت فروع "داعش" و"القاعدة"، والتي ينشط معظمها في أفريقيا عبر ممارسات دموية.
من ناحية أخرى، فإن الأشخاص الذين يدافعون عن موقف هؤلاء الإرهابيين -ما لم تتلطخ أيديهم بدم- لا تتم متابعتهم.. لكن ذلك خطأ فادح ستدرك السلطات خطورته مستقبلاً.
وفي الولايات المتحدة، بينما يطالب أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون بإدراج الإخوان في قائمة التنظيمات الإرهابية، يحذر آخرون من تداعيات ذلك القرار.. إنها لعبة خطيرة تعتمد على من سيفوز في الانتخابات، والذي قد تكون له رؤية مختلفة للإرهاب، لكن الظاهر أنه ما دام "بايدن" في السلطة فلن يواجه الإخوان مشكلة بقاء في أمريكا.
وكانت إدارة "ترامب" قد ناقشت تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية في مناسبتين: الأولى في عام 2017، بناء على طلب من المعارضين الوطنيين للمتأسلمين، ثم مجدداً في عام 2019 بعد ضغوط من دول عربية تضررت من إرهاب الإخوان.
وهنا ننتقل إلى أمريكا الوسطى والجنوبية، حيث رسّخت جماعة الإخوان المسلمين وجودها منذ سنوات عديدة، ولن تواجه مشكلة في توسّعها هناك، إذ تتمركز جميع الجماعات الإرهابية، بما فيها عناصر الإخوان، تقريباً في الحدود الثلاثية للبرازيل والأرجنتين وباراجواي منذ أكثر من 30 عاما، فمثلا استخدم تنظيم "القاعدة" الإرهابي الحدود بين أوروجواي والبرازيل، حيث اتّخذ من المكان قاعدة خلفية له للتخطيط لهجماته في أوروبا.
وفي البرازيل، توصّل المحققون إلى نتيجة مفادها أن جزءًا من مخطط الهجوم على قاعة "باتاكلان" في باريس تم التخطيط له في هذا البلد. وتم الكشف عن وجود الإرهابيين بعد عملية "هاشتاغ"، التي حاولوا من خلالها تنفيذ اعتداءات في أثناء انعقاد الألعاب الأولمبية في البرازيل.
وتم اعتقال عدد كبير من الإرهابيين الذين كانوا في البلاد في أثناء مغادرتهم، إما إلى أوروبا وإما إلى وجهات أخرى.
وقد حذّرت المخابرات الأمريكية البرازيل منذ سنوات من أن "قيادة العاصمة الأولى" هي التي كانت تزوّد الإرهابي مختار بلمختار -أحد قادة القاعدة في بلاد المغرب- بالكوكايين.
وفي كولومبيا، نتساءل: أين يُقيِم العديد من أعضاء جماعة الإخوان؟
الإجابة هنا بسيطة جدا، إذ لن يجد أتباع الجماعة صعوبة كبيرة في العثور على وطن جديد لهم هناك.. وتجدر الإشارة هنا إلى أن إرهابيي حركة "فارك" الكولومبية قد تعاونوا سابقاً مع تنظيم "القاعدة" الإرهابي، فهناك واقعة تثبت تلك العلاقة، حيث أرسلوا طائرة بوينج 727 من فنزويلا إلى مالي محمّلة بأطنان من الكوكايين.. وفي عام 2010، التقى متمردو حركة "فارك" الكولومبيون أيضاً بعبد الكريم التارقي، أحد قادة "القاعدة"، في مكان مجهول في غرب أفريقيا، ولم يواجهوا أي مشكلة أيضاً في ربط العلاقات مع "بوكوحرام".
وفي فنزويلا تم الكشف عن حالات عدة لبيع جوازات السفر.. فبين عامي 2008 و2009 تم إصدار 10000 جواز سفر فنزويلي لإرهابيين من دول في الشرق الأوسط، كما فتحت السلطات الماليزية تحقيقاً كشف عن البيع غير القانوني لجوازات سفر فنزويلية لتسهيل حركة الإرهابيين عبر القارة الأمريكية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة