«مرشحة لا تعليق».. هاريس تعتمد «استراتيجية الغموض»
إذا كان هناك شيء واضح حول سياسات كامالا هاريس، فهو أنها لا تريد أن يعرفها الناخبون.
كان السؤال دائما حول نية المرشحة الديمقراطية لسباق البيت الأبيض، كامالا هاريس، التمسك بآرائها الليبرالية الديمقراطية إذا فازت في الانتخابات الرئاسية المقررة بعد غد، أم أنها ستحكم بفكر وسطي جديد؟، لكن نائبة الرئيس تمسكت دوما برغبتها في ألا يعرف الناخبون توجهاتها.
وعن عمد ولهدف استراتيجي أصبحت هاريس مرشحة "لا تعليق" بعدما رأت أنه سيكون من الآمن لها حاليا أن تكون غامضة بشأن مسائل السياسة بدلاً من أن يتم السخرية منها باعتبارها متقلبة أو يسارية، وذلك وفقا لما ذكره موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وعلى مدار الأشهر الثلاثة الماضية رفضت هاريس وفريقها الرد على أسئلة "أكسيوس"، وتفصيل توجهاتها بشأن أكثر من 12 موقفًا سابقًا لها، وكانت الإجابة دوما "لا تعليق".
هذا التكتم على سياساتها يجعل خططها الفعلية للحكم لغزًا حتى بالنسبة للعديد من الديمقراطيين أنفسهم، وذلك في ضوء سجلها الليبرالي السابق ووعودها الحالية بأن إدارتها ستكون وسطية.
وإذا فازت هاريس في السباق الرئاسي فسيُنظر إلى هذه الاستراتيجية على أنها "سياسة ماكرة"، أما إذا خسرت فسيتم إلقاء اللوم عليها وعلى فريقها لأنهم تركوا الناخبين في حيرة بشأن آرائها الحقيقية وشخصيتها، كما سينال الرئيس جو بايدن جانبا من اللوم، لأنه دعم مرشحة تتمتع بسجل ليبرالي مثل نائبته.
ومنذ فوزها بترشيح الحزب الديمقراطي للسباق الرئاسي هذا الصيف، رفض فريق هاريس الإجابة على أسئلة بشأن ما إذا كانت لا تزال تدعم بعض القضايا مثل الإجراءات التنفيذية للحصول على الجنسية من جانب مليون إلى مليوني "حالم" من المهاجرين غير الشرعيين الذين قدموا إلى الولايات المتحدة، وهم أطفال.
ومن بين القضايا الأخرى التي رفض فريق هاريس تحديد ما إذا كانت تدعمها أم لا، إنهاء عقوبة الإعدام على المستوى الفيدرالي، وإلزام شركات صناعة السيارات بإنتاج مركبات كهربائية أو هيدروجينية فقط بحلول عام 2035، والإجراءات التنفيذية لحماية أكثر من 6 ملايين مهاجر غير شرعي من الترحيل، فضلا عن قضايا إلغاء تجريم الدعارة وإغلاق السجون الخاصة التي تعمل بهدف الربح.
كما رفضت حملة هاريس التعليق حول العديد من المواقف التي اتخذتها خلال حملتها الرئاسية للانتخابات التمهيدية في 2019، بما في ذلك موقفها من السجناء الفيدراليون والمهاجرون المحتجزون الذين يجرون جراحات للتحول الجنسي بتمويل من دافعي الضرائب، وأيضا تعهدها المفتوح "بإنهاء" احتجاز المهاجرين، وتقديم تعويضات للأمريكيين من أصول أفريقية بسبب العبودية ودعم "مدن الملاذ" التي توفر الأمان والملجأ للمهاجرين غير المسجلين واستعادة حقوق التصويت لجميع السجناء السابقين.
وهناك أيضا موقفها من إعادة التفاوض على القواعد الدولية للجوء لتوفير الحماية للأشخاص النازحين بسبب تغير المناخ والترحيب بهم في الولايات المتحدة وتعيين مبعوث للمناخ في كل سفارة رئيسية حول العالم وإصدار حماية وطنية لـ 30٪ من المناطق البرية والبحرية في الولايات المتحدة بحلول عام 2030.
وعلى الرغم من مواقفها المراوغة، ذكرت هاريس بعض أولويات سياستها وهي تعزيز الأمن على الحدود الجنوبية الغربية، وفرض المزيد من القيود على اللجوء، وخفض تكاليف الغذاء والإسكان.
كما أوضحت هاريس، أنها لم تعد تدعم بعض مواقفها التقدمية السابقة مثل حظر التكسير الهيدروليكي، وتمرير الرعاية الصحية للجميع، وتنفيذ عمليات إعادة شراء الأسلحة الإلزامية، وإلغاء تجريم عبور الحدود غير القانوني.
وزعمت هاريس أن بعض مواقفها تغيرت بسبب عملها كنائبة للرئيس، لكنها أكدت أن "قيمها لم تتغير".
وفي ظل ترشحها قبل 3 أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية، لم يكن لدى هاريس سوى القليل من الوقت لوضع أجندتها السياسية التي تتداخل مع الكثير من مقترحات الرئيس جو بايدن التي لم تجد طريقها للتنفيذ عبر الكونغرس.