ثغرات وغموض.. «ثقوب سوداء» في أجندة هاريس السياسية
وصف تقرير لشبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية أجندة مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، كامالا هاريس بأنها مليئة بالثغرات والغموض.
قبل يومين من مناظرتها مع منافسها المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، نشرت هاريس على موقع حملتها الإلكتروني، "الأجندة الأكثر شمولية" لبرنامجها الانتخابي، والتي تسعى من خلالها إلى خفض الأسعار في الأسواق والإسكان، وتعزيز الخصم الضريبي للأطفال.
- من التصويت حتى إعلان الفائز.. محطات زمنية في رئاسيات أمريكا 2024
- زخم المناظرة يفتح شهية هاريس على «الولايات الحمراء».. خطة لـ«النصر»
لكن الأجندة تضمنت فجوات وغموضا بشأن عدد من القضايا الرئيسية، منها: الحد الأدنى للأجور، والإجازات مدفوعة الأجر، وتمويل رعاية الأطفال، مما يطرح أسئلة حول السياسات التي قد تتخذها بهذا الخصوص.
ما طرحه برنامج هاريس يركز بالترويج لسياسات إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أو ينتقد برامج ترامب.
خلال المناظرة لم تذكر هاريس قانون أشباه الموصلات، الذي يعتبر تاريخيا، بينما يقول مساعدوها إنها تتحدث عن الأشياء بطريقة ملموسة لتصل للأشخاص العاديين.
وتركز خطط هاريس في الرعاية الصحية على ما فعلته إدارة بايدن بمواصلة منح المساعدات وتوسيع سقف الرعاية الطبية.
ويدعو إلى استمرار إعانات قانون الرعاية الميسرة الحالي وتمديد سقف ميدكير البالغ 35 دولارًا على تكاليف الأنسولين الشهرية لجميع الأمريكيين.
وتتعهد أجندة هاريس بـ"النضال من أجل رفع الحد الأدنى للأجور"، لكنها لا تذكر إلى أي مدى تريد أن يصل هذا الحد، فيما تقول إنها تدعم "الإجازات العائلية والطبية مدفوعة الأجر"، دون تحديد عددها أو ضماناتها لذلك.
وتدعو الأجندة إلى "ضمان قدرة الأسر المجتهدة على تحمل تكاليف رعاية الأطفال عالية الجودة"، دون تحديد كيفية ذلك.
ورفضت حملة هاريس تقديم أي تفاصيل حول هذه القضايا، أو عما إذا كانت المرشحة الديمقراطية تدعم الأفكار التي يدعمها بايدن مثل توسيع مزايا الضمان الاجتماعي، وتوسيع تغطية الرعاية الطبية لتشمل الأسنان والعيون، وذلك ردا على طلب تعليق للشبكة الأمريكية.
وسيخضع الجزء الأكبر من أجندة هاريس لموافقة الكونغرس، حال فوزها، مما يتطلب على الأرجح سيطرة الديمقراطيين على مجلسي النواب والشيوخ للحصول على فرصة قوية لتنفيذها.
كما تدعم هاريس الحماية الفيدرالية القانونية لحق المرأة في الإجهاض، ويعارض ترامب الأمر. ولكل منهما حجته التي تبرر موقفه. لكن يبدو أن هناك تيارا واسعا من الأميركيين يؤيد حق المرأة في الإجهاض.
وتدافع هاريس عن قانون حماية صحة المرأة، وهو مشروع قانون لحماية حقوق الإجهاض في جميع الولايات الـ50 بموجب القانون الفيدرالي، ويحظر وضع عقبات غير ضرورية طبيا أمام الوصول إلى هذا الإجراء.
ولم تجب حملة هاريس على سؤال للشبكة الأمريكية فيما لو كانت هاريس قد تدفع باتجاه طرح الإجراءات للتصويت داخل الكونغرس من أجل تمريرها.
وفيما يتصل بالهجرة، روجت هاريس مرارا وتكرارا لسجلها كمدعية عامة وأصرت على أنها ستدعم على نطاق واسع مشروع قانون أمن الحدود الذي ناقشه مجلس الشيوخ والذي رفضه الجمهوريون في مجلس النواب بناء على طلب ترامب.
لكنها لم توضح بعد علناً ما إذا كانت تدعم بعض أحكام القانون. على سبيل المثال، يتضمن مشروع القانون 650 مليون دولار من الأموال المخصصة سابقا - ولكن غير المنفقة - لبناء الجدار الحدودي. وكانت قد وصفت في السابق جدار ترامب الحدودي بأنه "استخدام غبي للمال".
ويتسامح بعض الناخبين مع تغير مواقف هاريس، بحسب تقرير "إن بي سي نيوز".
سيدني سميث، طالب في جامعة ويك فورست في نورث كارولينا، قال للشبكة إنه يتفهم التحولات، مضيفا "أنا تقدميّ، على الأقل أسعى أن أكون كذلك.. لكنني أريد أن أكون تقدميا أكثر واقعية، لذلك لا أستطيع أن أفهم التحولات في مركزها".
ويسخر جمهوريون من تحول هاريس نحو "الوسط"، بحجة أن المواقف الأكثر تقدمية، التي اتخذتها في عام 2019، تمثل معتقداتها.
aXA6IDMuMjM3LjE1LjE0NSA= جزيرة ام اند امز