«هاري».. قصة شفرات غيرت وجه الحلاقة في العالم

لماذا يجب أن تكون شفرات الحلاقة باهظة الثمن؟، كان هذا هو السؤال الذي طرحه مؤسسا شركة «هاري» لشفرات الحلاقة، جيف رايدر وآندي كاتز-مايفيلد، عندما قررا البحث عن حل يقدم شفرات عالية الجودة بأسعار معقولة يمكن للعملاء طلبها من منازلهم بسهولة.
ونتيجة لذلك، أطلقا في عام 2012 شركة «هاري»، وهي شركة متخصصة في العناية بالرجال، تقدم شفرات حلاقة ومنتجات عناية فاخرة بأسعار تناسب الجميع.
وقد اكتسبت هذه العلامة التجارية، التي سميت تيمنا بجد جيف، قاعدة واسعة من العملاء المخلصين.
ورغم المنافسة الشرسة التي واجهتها «هاري» من شركة أخرى تقدم خدمات شراء شفرات الحلاقة عبر الإنترنت، هي «دولار شيف كلوب» التي أطلقت عام 2011، فإن السوق كان واعدا للغاية. وبحلول عام 2021، بلغت قيمة شركة «هاري» نحو 1.7 مليار دولار.
تعد «هاري» اليوم علامة تجارية رائدة في مجال ماكينات الحلاقة ومنتجات العناية الشخصية، إذ تقدم مجموعة واسعة من المنتجات عالية الجودة، تشمل ماكينات الحلاقة، وكريمات الحلاقة، وبلسم ما بعد الحلاقة. وتوفر ماكينات «هاري» حلاقة ناعمة ومريحة بفضل ميزاتها المتطورة مثل المفصل المرن، والشفرات الألمانية الصنع، وأداة التشذيب الدقيقة.
كما تتميز ماكينات «هاري» بمقبض مريح ذي قبضة محكمة، يجعلها سهلة الاستخدام حتى أثناء الحلاقة السريعة.
ورغم أن «هاري» بدأت كمنصة إلكترونية تبيع منتجاتها عبر نموذج اشتراك مباشر للمستهلك أو حسب الطلب من متجرها الإلكتروني، فإنها اليوم تعرض منتجاتها أيضا في سلاسل متاجر تقليدية كبرى مثل «وولغرينز» و«تارغت».
ومن أبرز ما يميز «هاري» عن غيرها من العلامات التجارية في سوق الحلاقة هو التزامها الصارم بالجودة.
فعلى موقعها الإلكتروني، تؤكد الشركة أن المستهلكين لا ينبغي أن يتنازلوا عن جودة المنتجات التي يستخدمونها يوميا.
ولضمان الجودة المثلى، يضم فريق «هاري» أكثر من 600 مصمم ومهندس وكيميائي وحرفي، يعملون باستخدام مواد عالية الجودة لإنتاج شفرات حلاقة دقيقة الصنع. وتؤكد الشركة أن هذا الاهتمام بالتفاصيل هو ما يضمن تجربة حلاقة استثنائية لا مثيل لها.
سئم مؤسسا «هاري»، جيف وآندي، من دفع مبالغ طائلة مقابل ماكينات حلاقة ذات تصميمات مبالغ فيها من الشركات الكبرى. وكانا يعتقدان أن سوق الحلاقة بحاجة إلى منتجات بسيطة، عالية الجودة، مريحة في الاستخدام، وبسعر مناسب.
وبعد استطلاع آراء أصدقائهما، اكتشفا أن كثيرين يعانون من الإحباط نفسه تجاه الأسعار المرتفعة وجودة المنتجات، فقررا اتخاذ خطوة حاسمة بتأسيس شركة «هاري» لتلبية هذا الطلب الواضح في السوق.
وأطلق المؤسسان على الشركة اسم «هاري» تيمنا بجد جيف، الذي كان يتمتع بروح عملية وجادة، معتبرين أن الاسم يعكس صورة دافئة وودية تتناسب تمامًا مع الرسالة التي أرادا إيصالها للعملاء.
يقول جيف: "أحببنا أنا وآندي فكرة توريث الحلاقة من الأجداد إلى الآباء، ومن الآباء إلى الأبناء. وعندما كنا نفكر في اسم الشركة، وضعنا قائمة بالشخصيات الذكورية المؤثرة في حياتنا، وكان هناك رجل يُدعى هاري في حياتي، هو جدي".
وللعثور على منتج الحلاقة المثالي لبيعه، طلب جيف وآندي شفرات من جميع أنحاء البلاد، واستخدما وجهيهما كمختبر للتجربة. لكن النتائج لم تكن مرضية، وترك الاختبار وجهيهما مليئتين بالندوب التي أكدت لهما سوء جودة المتاح في السوق.
حينها قرر الثنائي البحث عن شفرة أوروبية بعيدة المنال تسمى «كروما»، تعرفا عليها من مدونات الحلاقة.
واكتشفا أن هذه الشفرة تنتج في مصنع ألماني يدعى «فينتكنيك»، وهو أحد الأماكن القليلة في العالم التي أتقنت تقنية «القوس القوطي»، وهي تقنية تشحذ الفولاذ على كلا الجانبين لتوفير حلاقة فائقة الدقة.
وبعد جمع 122.5 مليون دولار من المستثمرين في عام 2014، اشترت «هاري» هذا المصنع الذي يبلغ عمره 93 عاما مقابل 100 مليون دولار، لتضمن بذلك سيطرتها الكاملة على عملية التصنيع وجودة المنتج.
ويعتمد نموذج أعمال «هاري» على المبيعات المباشرة إلى المستهلك، ما ألغى دور الوسيط التجاري، وسمح لها بتقديم منتجات بأسعار معقولة لجمهورها المستهدف.
وكان لجيف خبرة سابقة في إطلاق هذا النموذج؛ إذ ساهم عام 2010 في تأسيس شركة «واربي باركر» المتخصصة في بيع النظارات الطبية مباشرة للمستهلكين، والتي أصبحت لاحقا مؤسسة تبلغ قيمتها مليار دولار.