قسوة المناخ في أفريقيا.. "فاتورة ظالمة" تدفعها القارة السمراء (دراسة)
لطالما اشتكت الدول الأفريقية من ظروف مناخية قاسية طرأت عليها نتيجة تغير مناخي لم تكن طرفا في حدوثه، دون أن يبالي العالم جديا بمآسيهم.
ومع ذلك، أكدت دراسة علمية أن الجفاف الشديد الذي يضرب القرن الأفريقي نجم عن تضافر غير مسبوق لنقص الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وما كان ليحدث لولا انبعاثات غازات الدفيئة.
- العراق والمناخ.. كيف حُرمت دولة المصب من أنهارها؟ (دراسة)
- أفضل السيارات الكهربائية.. 4 ترشيحات أمريكية لأنظف طراز في كل فئة
وتعضد نتائج هذه الدراسة من موقف الدول الأفريقية التي تطلب الدول المتقدمة الأكثر تورطا في انبعاثات غازات الدفيئة، بسداد التعويضات العادلة التي تمكنهم من تخفيف آثار التغير المناخي.
سر المناخ القاسي
وقالت شبكة "وورلد ويذر اتريبيوشن" (دبلو دبليو ايه)، التي تجري تقييمًا للعلاقة بين العوامل الجوية القصوى وتغيّر المناخ، إن "تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية جعل إمكانية حدوث الجفاف الزراعي في القرن الأفريقي أكبر بمئة مرة".
ومنذ نهاية العام 2020، تشهد دول القرن الأفريقي الأوسع (إثيوبيا وإريتريا والصومال وجيبوتي وكينيا والسودان) في شرق القارة الأفريقية، أسوأ موجة جفاف في تاريخها منذ 40 عامًا.
وتسببت المواسم الخمسة المتتالية من عدم هطول الأمطار حتى الآن في نفوق الملايين من رؤوس الماشية وتدمير محاصيل ودفعت بملايين الأشخاص إلى مغادرة مناطقهم بحثا عن الماء والغذاء في أماكن أخرى.
الكثير من الحرارة والقليل من الأمطار
وأشار معدّو الدراسة التي نشرت الخميس إلى أن التغير المناخي أثّر "بشكل طفيف على كميات الأمطار السنوية" الأخيرة في المنطقة، لكنه أثّر بشدّة على ارتفاع درجات الحرارة المسؤول عن زيادة حادة في النتح التبخّري الذي أدى إلى تجفيف قياسي للتربة والنباتات.
وقالت العالمة المناخية الكينية المشاركة في إعداد الدراسة جويس كيموتاي في إحاطة هاتفية، "إنه التغير المناخي الذي جعل هذا الجفاف خطرًا واستثنائيًا إلى هذا الحدّ".
الخسائر والأضرار
وخلال مؤتمر المناخ الأخير COP27 تزايد مطالبات الدول النامية بمدفوعات قدرها 100 مليار دولار سنوياً من الدول الأكثر ثراءً لتعويض الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ.
وتشمل هذه البنود الخسائر الاقتصادية كخسارة المنازل والأراضي والمزارع والشركات، فضلا عن خسارة المواقع الثقافية أو فقدان التنوع البيولوجي.
وبينما تعاني الدول الأفريقية من خسائر وأضرار ناجمة عن العواصف الشديدة والفيضانات المدمرة، فإنها لا تحصل على دعم في الوقت المناسب لإعادة البناء والتعافي قبل وقوع الكارثة التالية.
ويقول تقرير صدر حديثاً عن "جمعية الخسائر والأضرار"، وهي مجموعة تضم أكثر من 100 باحث وصانع سياسات من جميع أنحاء العالم، إن 55 من أكثر الاقتصادات عرضة للتأثر بالمناخ عانت من خسائر اقتصادية ناجمة عن تغير المناخ تجاوزت نصف تريليون دولار بين عامي 2000 و2020.
ويمكن أن يرتفع هذا الرقم بمقدار نصف تريليون آخر في العقد المقبل.