كورونا يفسد عيد الحصاد في كوريا الجنوبية
سكان المناطق الريفية في كوريا الجنوبية يخشون توافد الشباب من المدن الكبيرة بكثافة في هذه المناسبة وانتقال العدوى إليهم
لن يكون عيد الحصاد، وهو أحد أهمّ عيدين في كوريا الجنوبية، كسابق عادته هذه السنة، إذ لم تفلت هذه المناسبة لجمع شمل العائلات وتكريم الموتى من شرّ أزمة كورونا.
فقد طلبت سلطات كوريا الجنوبية من السكان البقاء في منازلهم هذه السنة خلال عيد "تشو سوك" الذي يحتفل به هذا العام من الأربعاء إلى الجمعة.
وتقول مون هاينغ-جا (83 عاما) التي تعيش وحيدة في بلدة وانجو الريفية في إقليم جيولا الشمالي حيث لم ترصد أي إصابة "يأتي عادة أحفادي وأولاد أشقائي لزيارتي في هذا العيد".
ويخشى السكان توافد الشباب من المدن الكبيرة بكثافة في هذه المناسبة وانتقال العدوى إليهم. وتكتفي مون، كغيرها من الكبار في السنّ، باجتماع افتراضي مع عائلتها. لكن إجراء اتصال بالفيديو عبر الهاتف هو مهمّة شاقة بالنسبة إليها.
وهي لم تر أولادها الخمسة منذ كانون الثاني/يناير، وذلك قبل أن تضرب جائحة كوفيد-19 كوريا الجنوبية.
"أكبر خطر"
وهي تقرّ "أشعر بالوحدة وأشتاق إليهم، لكن هكذا يحلّ العيد علينا هذه السنة".
وقد فسّروا لها مرارا كيف تستعمل هاتفها الذكي، لكنها ما زالت تواجه صعوبات في استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، وهي تعرف أن هاتفها سيكون هذه السنة أفضل حليف لها لمواجهة الوحدة.
ويقول كيم هي-سوك، وهو مرشد اجتماعي حاول تعليم مون كيف تجري اتصالا بالفيديو من هاتفها "الأمر في غاية البساطة بالنسبة إلى الشباب، لكن الكبار في السنّ لم يشهدوا مثيلا لهذه التكنولوجيا في ما مضى. وهم كانوا أصلا يواجهون صعوبات في استخدام الهواتف المحمولة".
اعتمدت كوريا الجنوبية نهجا فعّالا جدّا للتصدّي للوباء، غير أنها تواجه منذ فترة ازديادا في بؤر التفشّي.
وكان رئيس الوكالة الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يونغ أون-كييونغ، قد قال إن "تشو سوك يشكّل أكبر خطر في النصف الثاني من العام".
وبغية ثني الناس عن التنقّل بين المناطق، خُفّض عدد تذاكر القطارات المطروحة للبيع إلى النصف خلال عطلة "تشو سوك" ومن المقرّر إبقاء بعض المقابر مغلقة.
تنظيف المقابر
وقد تشكّل هذه الظروف الاستثنائية مصدر ارتياح للبعض. فعيد الحصاد يزيد من العبء الملقى على عاتق الزوجات اللواتي ينبغي بهنّ الطبخ والتنظيف لأفراد العائلة كافة.
وفي الأحوال العادية، تبدأ كيم سون-جو بترتيب البيت قبل شهر من العيد.
وهي تقول "أكون أحيانا متوتّرة بسبب وجبات الطعام التي ينبغي تحضيرها. وإن العيد سيكون أكثر هدوءا من هذه الناحية". وأهمّ محطّات عيد الحصاد هي التقدمات التي توضع على قبور الأجداد، ما يفترض تنظيف الأضرحة مسبقا.
وبسبب القيود المفروضة هذه السنة، سيتعذّر على عائلات كثيرة زيارة القبور، ما يخدم بدوره مصالح شركات صيانة المقابر.
وكان اتحاد التعاونيات الحرجية الوطنية قد سجّل حتّى تاريخ 15 أيلول/سبتمبر ارتفاعا بنسبة 23 % في الطلبيات من هذا النوع، نسبة إلى العام 2019 برمتّه.
ونتيجة هذا الارتفاع، لن تنظّف بعض القبور سوى بعد العيد.
ويؤكد كيم يون-راي الذي يعمل في صيانة المقابر في مدينة باجو (الشمال) هذا الازدياد في الطلب موازاة بالأعوام السابقة.
وهو يتحمّل هذا العبء الإضافي "بسعادة وحماسة"، قائلا "أقوم بعملي كما لو كانت مقابر أجدادي".
aXA6IDE4LjExOS4xNDMuNDUg جزيرة ام اند امز