حكايات من دفتر الحرب الأوكرانية.. هل بدأت روسيا تفقد سلاح النفط؟
نسف بوتين تجارة غاز كانت مربحة في السابق مع أوروبا دون خطة واضحة لتعويض الخسارة؛ لكنه يعول على الشرق لتوريد الغاز الطبيعي والنفط الخام.
بفاعلية، استخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سلاح النفط والغاز الطبيعي في وجه الغرب الذي بدأت بفرض عقوبات طالت المال والاقتصاد والتجارة وجزء من الطاقة، في محاولة لإضعاف موسكو.
واستخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبضته على جزء كبير من إمدادات الطاقة في العالم، لإلحاق ألم اقتصادي بالغرب كجزء من استراتيجيته الحربية في أوكرانيا.
وفعلا، نجح الرئيس الروسي الذي يلتقي غدا الخميس بنظيره الصيني "شي جين بينغ"، في إيصال أوروبا التي قد تشهد ارتفاعا جديدا في أسعار النفط في الأشهر المقبلة، إلى حافة مقلقة قبل حلول شتاء يبدو أنه سيكون باردا ومكلفا.
سلاح الطاقة الروسي
لكن اعتناق بوتين لسلاح الطاقة يبدو بشكل متزايد أنه سيكون له تكلفة كبيرة على روسيا؛ وضع صناعة الطاقة الخاصة به على مسار محفوف بالمخاطر.
في تقرير لصحيفة فايننشال تايمز، أشار فيه إلى أن بوتين استغل اعتماد أوروبا على الغاز الروسي لرفع تكلفة دعم الغرب لأوكرانيا؛ وأعرب عن أمله في أن تضعف وتكسر المساعدات الغربية لكييف؛ حتى الآن لم يحدث ذلك.
وبدلاً من ذلك، سارعت أوروبا لإعادة تشكيل مزيج إمداداتها من الطاقة بطريقة ينبغي أن تكون مصدر قلق عميق للكرملين.
يربح موردو الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة وأماكن أخرى بما فيها روسيا، بصفقات توريد جديدة؛ وكذلك الحال بالنسبة لمطوري مصادر الطاقة المتجددة، حيث أن الدفعة الخضراء للقارة تأخذ عباءة أمن الطاقة؛ وموردي الفحم يفوزون أيضا في الوقت الحالي على الأقل.
وبينما تواجه أوروبا شتاء صعبا بدون غاز روسي، إلا أن مزيج الطاقة ما بعد روسيا بدأ في التركز داخل دول التكتل، ما يعني أن عودة تجارة الطاقة بي روسيا والاتحاد الأوروبي لن تعود كما كانت قبل 24 فبراير/شباط الماضي.
في غضون ذلك، نسف بوتين تجارة غاز كانت مربحة في السابق مع أوروبا دون خطة واضحة لتعويض الخسارة؛ لكنه يعول على الشرق لتوريد الغاز الطبيعي والنفط الخام، حتى لو بأسعار تنافسية، وهو أيضا أحد إشكال إفقاد موسكو لجزء من مداخيلها، ناتج عن الخصومات.
هو ما يحصل الآن، عبر تسريع محور روسيا تجاه الصين فهو أفضل خيار لبوتين؛ لكن من غير المحتمل أن يحدث ذلك بطريقة تعوض الخسائر في أوروبا. سيأتي بسعر باهظ حيث سيتعين إنفاق العديد من المليارات على البنية التحتية لربط حقول الغاز الروسية بالصين.
إلى جانب تلك الصعوبات العملية، من المحتمل أيضا أن تكون هناك حدود لشهية الصين لمزيد من الطاقة الروسية.
كان أحد المبادئ التي تلتزم بها سياسة الطاقة الصينية على مدى العقدين الماضيين، هو تنويع العرض؛ ستنظر بكين إلى ألم أوروبا اليوم على أنه ليس مجرد فرصة للاستيلاء على الموارد الرخيصة، ولكن أيضا كحكاية تحذيرية حول الإفراط في الاعتماد.
الحرب وسوق النفط
النفط سلعة أكثر مرونة من الغاز الطبيعي، وربما تكون يد بوتين أقوى هنا؛ لكن ما تزال هناك الكثير من علامات التحذير.
أولاً، تُجبر موسكو على بيع نفطها بخصومات كبيرة، حتى للحلفاء؛ وتم تعويض الألم الاقتصادي لهذه الخصومات من خلال ارتفاع الأسعار في معظم فترات هذا العام، مما أدى إلى تدفق الكثير من دولارات النفط إلى خزائن الكرملين.
أصبحت موسكو أيضا معتمدة على مجموعة أقل من العملاء، مما يضعف قدرتها على المساومة؛ تساعد الهند والصين في الحفاظ على تدفق النفط أكثر بكثير مما توقعه صناع السياسة والمحللون الغربيون قبل بضعة أشهر.
وتعرض سقف أسعار النفط المطروح في الغرب لانتقادات شديدة ويبدو أنه من غير المرجح أن توافق الصين والهند على الخطة. ولكن حتى إذا لم يقبلوا الخطة، فمن المحتمل أن يستخدموا وجودها كوسيلة ضغط في مفاوضاتهم مع موسكو لترسيخ خصومات كبيرة.
بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا، قد يكون هذا نتيجة لاضطراب كبير في الإمدادات من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط الخام في الداخل مرة أخرى.
لن تؤدي العقوبات المفروضة حتى الآن إلى انهيار وشيك في الإمدادات الروسية، لكن التوقعات على المدى الطويل أضعف بكثير مما كانت عليه قبل عام.
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0NiA= جزيرة ام اند امز