حاصباني لـ"العين الإخبارية": استقالة وزراء "القوات" ليست ضد الحريري
نائب رئيس الحكومة اللبنانية غسان حاصباني أكد أن قرار "حزب القوات" نهائي ولا عودة عنه، رافضا وصف ما قام به الحزب بـ"المناورة".
صرح نائب رئيس الحكومة اللبنانية غسان حاصباني بأن قرار استقالته ووزراء حزب القوات اللبنانية ليس موجها ضد رئيس الوزراء سعد الحريري، وجاء بعد اقتناعهم بأن التركيبة الحالية غير قادرة على إيجاد حلول للتحديات.
وقال "حاصباني"، في حديث مع "العين الاخبارية"، إن قرارهم جاء للدفع باتجاه تشكيل حكومة استثنائية لإنقاذ لبنان بدلا من الحكومة الحالية الخاضعة لحكم الأكثرية، في إشارة إلى حزب الله و"التيار الوطني الحر" الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل.
وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أعلن مساء السبت عن استقالة وزرائه فيما يمكن اعتباره أولى تداعيات الاحتجاجات الشعبية المستمرة في لبنان منذ مساء الخميس والمطالبة بإسقاط النظام.
ولـ"حزب القوات" أربعة وزراء في الحكومة، هم، إضافة إلى حاصباني، وزير العمل كميل أبو سليمان ووزير الشؤون الاجتماعية وريشار كيومجيان ووزيرة التنمية الإدارية مي شدياق.
وأشار "حاصباني" إلى أن وزراء "القوات" كانوا قد رفضوا التصويت على موازنة العام 2019 لخلوّها من الإصلاحات، وكانت هناك وعود بأن تتضمنها موازنة عام 2020.
وأضاف في حديثه لـ"العين الإخبارية": "أعطينا فرصة مع خريطة طريق للخروج من الأزمة، لكن لم يتم تنفيذ كل الوعود ولم نلق إلا المماطلة وعدم جدية في اتخاذ القرارات بعيدا عن أي خطوات تنفيذية، بل على العكس كانت كل القضايا الأساسية توضع جانبا، من هنا بات من الضروري تشكيل حكومة اختصاصيين لإدارة الملفات الحيوية في هذه المرحلة التي سيتكون مرحلة تحول مالي واقتصادي".
وحمّل "حاصباني" مسؤولية التعطيل في الحكومة الحالية للأكثرية التي تتحكّم بقراراتها ومسارها في إشارة إلى "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، فيما كان الحريري ولا يزال يحاول يبذل جهودا لتحييدها عن التشنجات التي كانت تؤدي إلى تحوير العمل لمكان آخر.
وأردف "لكن الفرقاء الآخرين لم تكن أولويتهم إلا أجندتهم السياسية والاقتصادية الخاصة متجاهلين كل التحديات التي يمر بها لبنان، وكنا نحرص دائما على المواجهة، سعيا لإحداث خرق ما، وأحيانا كنا ننجح وأحيانا لا؛ لأن زمام السلطة ليس بأيدينا".
وبين أنه "نتيجة لهذه المعارضة من الداخل التي استطعنا خلالها أن نحقق تعديلات في بعض الأمور، كان يتم تهميشنا والتضييق علينا وعلى وزاراتنا".
وأكد نائب رئيس الحكومة اللبنانية: "لم نتأخر في الاستقالة إذ كان لدينا أمل حتى اللحظة الأخيرة بتحقيق خرق ما في جدار الأزمة، وأعطينا هذه الحكومة فرصا كثيرة. مع التذكير أننا كقوات لبنانية لوحنا بالاستقالة في مراحل سابقة".
وشدد على أن ما يدعو إليه الشارع اللبناني اليوم كنا نقوله منذ سنوات والناس لم تعد تثق في السلطة أو الانتظار من دون أي خطوات عملية.
وعن سبب عدم لقاء "حزب القوات" رئيس الحريري ضمن الاجتماعات التي عقدها مع ممثلي الكتل الوزارية للبحث في مبادرة الإنقاذ التي أعدّها، قال حاصباني "كنا على تواصل دائم مع رئيس الحكومة لكن موقفنا من المبادرة كان انطلاقا من عدم ثقتنا في قدرة الحكومة على إحداث تغيير لأن المشكلة الأساسية هي في التركيبة السياسية الحالية، ورغم كل ذلك نعود ونؤكد أن العبرة تبقى في التنفيذ".
وعن المرحلة التي ستلي الاستقالة، قال "حاصباني": "إن قرار حزب القوات نهائي ولا عودة فيه وبالتالي سيتم تعيين وزراء بدلا منه وزملائه في الكتلة"، رافضا وصف ما قام به "القوات" بـ "المناورة".
وتابع: "استقالتنا غير موجهة ضد الحريري إنما القرار كان بعد قناعة بأن الحكومة الحالية ليست قادرة على اتخاذ قرارات استثنائية في مرحلة استثنائية من تاريخ لبنان، وحريصون على أن تكون هناك حلول فعلية على الأرض".
كما شدد نائب رئيس الحكومة اللبنانية على أن هليس هناك ما يسمى بالفراغ أو بالخوف من الفراغ، فإذ كان بإمكانهم إجراء تعديلات وزارية خلال ساعات فيمكن تشكيل حكومة جديدة خلال 24 ساعة إن وجدت نية سليمة".
ورأى أن "المخاطرة الأكبر هي البقاء في حكومة عاجزة، والحكومة الحالية عاجزة عن القيام بما هو مطلوب لإنقاذ البلاد، ومهما حاولت لن تستطيع".
وقال "حاصباني": "إن الحلول واضحة والأمل غير مفقود، لكن لا يجدي الحديث اليوم عن أوراق عمل إضافية بل المطلوب العمل على الأرض، أصوات الشارع تريد رؤية أفعال وقرارات تنفيذية وليس ورقية".
وعن اعتبار البعض أن "حزب القوات" أراد بهذا القرار الاستثمار في الشارع الثائر اليوم، أجاب "حاصباني": "لا أحد يمكنه أن يفعل ذلك ولا ندّعي أننا سنقود الشارع الذي انتفض لحقوقه ومعاناته بعيدا عن الأحزاب السياسية".
وفي رده على سؤال عما إذا كان "حزب القوات" سيشارك في حكومة مقبلة، إذا قدّمت الحالية استقالتها، قال "حاصباني": "هذا القرار سابق لأوانه ونبحثه في حينه، لكننا نؤكد أهمية أن تتميز أي حكومة جديدة بوزراء متخصصين ولديهم مصداقية أمام الشعب اللبناني قادرين على التعامل مع التحديات الحالية الكبيرة التي يعاني منها لبنان".
aXA6IDE4LjExOC4zNy44NSA= جزيرة ام اند امز