الحسن الثاني.. مؤسس المغرب الحديث
كان الملك المغربي الراحل الحسن الثاني، أمام تحديات جمة في أعقاب تربعه على العرش خلفا لوالده الملك محمد الخامس، بطل تحرير الوطن.
الحسن الثاني الذي كان بجانب والده، أحد الرجال الأفذاذ الذين قاوموا المُستعمر الفرنسي حتى تحرر الوطن، أشرف على مسيرة وضع الأسس الأولى لدولة المؤسسات بروح الحق والقانون.
38 عاماً من الحُكم، الذي تميز بسداد الرأي في العديد من الملفات الاستراتيجية، على رأسها الوحدة الترابية الوطنية، وملف الصحراء المغربية، واستكمال الوحدة الترابية عبر تخليص الأقاليم الجنوبية من الاستعمار الإسباني، كان من بين الإنجازات التاريخية للملك الراحل الحسن الثاني.
وكان للحسن الثاني، كُل الفضل في تنظيم المسيرة الخضراء، التي شارك فيها 350 ألف مغربي. ومضت بشكل سلمي من جميع جهات وأقاليم المملكة، نحو الصحراء المغربية لطرد المُستعمر .
وحرص الملك الحسن الثاني، على تعزيز المكانة الاستراتيجية للمغرب سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي، كما كان قبلة استشارة دائمة للعديد من زعماء وقادة الدول.
التاريخ الحديث للمغرب
وطبع الملك الراحل، التاريخ الحديث للمغرب من خلال تحقيقه تنمية اقتصادية واجتماعية عكستها الإصلاحات العميقة التي باشرها حتى أصبح المغرب مضرب المثل كبلد عصري وصاعد استطاع التوفيق بين الأصالة والمعاصرة، تصورا وممارسة.
وأرسى الملك الراحل، أسس المؤسسات الديمقراطية وعزز الحريات العامة، ورسخ حقوق الإنسان وشجع الإبداع على المستويات الثقافية والمعمارية والفنية والرياضية.
واستطاع الحسن الثاني، أن يرسي أسس الدولة المغربية الحديثة، فقد كان كذلك رمزا دينيا، وقائدا روحيا.
ويُشهد للحسن الثاني سعة اطلاعه على أصول الدين الإسلامي ومصادره وعلومه، وكان له الفضل في إحياء مجموعة من السنن الحميدة للمسلمين، منها على الدروس الحسنية.
وكانت هذه الدروس ولا تزال محجا لأقطاب الفكر الإسلامي من جميع الآفاق، ومن كل المشارب، ومناسبة للحوار بين المذاهب الإسلامية، بجانب دعمه لبناء المساجد بكل أنحاء العالم، وخاصة أفريقيا.
ويحتفل المغرب اليوم الخميس بالذكرى الـ66 لاستقلال المملكة عن الاستعمارين الفرنسي والإسباني.
وفي الثامن عشر من نوفمبر/تشرين الثاني من كُل عام، تُحيي المملكة المغربية ذكرى استقلالها، والتي طردت فيها نضالات الشعب المغربي بقيادة السلطان محمد الخامس المستعمرين الفرنسي والإسباني عام 1956.
وفي التاسع من أبريل / نيسان عام 1947، سافر محمد الخامس إلى مدينة طنجة التي كانت تحت الوصاية الدولية آنذاك، ومن هُناك ألقى خطابه التاريخي الذي أكد فيه على تشبث المغرب، ملكا وشعبا، بحرية الوطن ووحدته الترابية وتمسكه بمقوماته وهويته.
وقوف السلطان محمد الخامس إلى جانب أبناء المقاومة، وتحديه السلطات الاستعمارية، أدخلته في توتر مباشر مع السلطات الفرنسية آنذاك، وصلت إلى درجة نفيه وأسرته خارج الوطن، وتعيين سلطان شكلي خاضع لسلطتها.
الخُطوة الفرنسية كانت بمثابة الشرارة التي اندلعت بعدها ثورة الملك والشعب، والتي كانت البداية الفعلية لنهاية الاستعمار.
وبعد عامين من النفي، انتصرت الإرادة القوية للأمة المغربية، وانهارت مُخططات المُستعمر لتعود الأسرة الملكية من المنفى عام 1955، ويبزغ فجر الحرية والاستقلال، حيث زف الملك الراحل محمد الخامس، لدى عودته من المنفى، بشرى انتهاء نظام الوصاية والحماية الفرنسية.
وهي ذكرى مُضيئة في تاريخ المملكة المغربية، تنضاف إلى محطات عدة، تُجسد انتصارات الشعب والعرش، لبناء الدولة الحديثة، على أساس المؤسسات في احترام كامل للحق والقانون.
معركة نضالية طويلة اصطف فيها أبناء الوطن إلى جانب قيادتهم الرشيدة التي رفضت الخُنوع لسلطات الاحتلال، وجاهدت إلى جانب أبناء الوطن إلى أن عم الاستقلال والوحدة أرجاء البلاد.
aXA6IDE4LjE4OC4xMDcuNTcg جزيرة ام اند امز