هل سمعت مسبقا بـ"تضخم الجشع"؟.. إنه آخذ بالتلاشي
عندما انطلق التضخم في الولايات المتحدة وانتقل إلى دول العالم في عام 2021، حققت الشركات أرباحا غير مسبوقة، وقد لا تتكرر مرة أخرى.
هذه الأرباح، أطلقت ما يعرف بـ"تضخم الجشع"، وسط دعوات في بعض دول العالم لضبط الأسعار، من خلال خفض هوامش أرباح الشركات التي تحقق أرباحا طائلة، خاصة في مجالات الضيافة والغذاء.
وتظهر التطورات الأخيرة حول العالم أن التضخم المدفوع من قبل الشركات التي تستعرض قدرتها على رفع الأسعار أكثر من التكاليف -تضخم الجشع- كما أطلق عليه البعض، في طريقه إلى الانتهاء.
وتظهر بيانات الفيدرالي الأمريكي والمركزي الأوروبي وبنوكا مركزية في آسيا، أن هوامش الأرباح المرتفعة تراجعت بعد أن اتسعت بشكل حاد في 2021 و2022، وبدأت تسجل مستويات ما قبل الجائحة، خلال فترة الربع الأول من عام 2023.
- كيف أثر توحش التضخم على عادات الاستدامة في أمريكا؟
- صدمة التضخم في أبريل.. ألمانيا عالقة بين "الصدمة" والتفاؤل
ومع ذلك، فإن تضييق هوامش الربح لا يعني بالضرورة وضع حد للتضخم، إذ تنمو الأجور الآن بشكل أسرع من الأسعار، في حين أن هذا لا يثير نفس الغضب الذي يثيره ارتفاع الأرباح، إلا أنه يمثل مشكلة في خفض التضخم.
جعلت ظروف 2021 و2022 جنة للبائع والمنتج معا، وجحيما للمستهلك النهائي أينما وجد حول العالم، ومع إعادة فتح الاقتصاد سارع المستهلكون الذين تم تطعيمهم من كورونا إلى إنفاق المدخرات المكبوتة والتحفيز النقدي.
وقد اصطدم هذا الطلب بالعرض، الذي تقلص بسبب الاضطرابات الوبائية وعدم القدرة على تلبية هذا الطلب الكبير بالقدرة الحالية.
النتيجة، ارتفعت هوامش الربح قبل الضرائب من 15.6% في الربع الأخير من عام 2019 إلى 20% في الربع الثاني من عام 2021، وذلك استنادا إلى مقياس وزارة التجارة الأمريكية ومكتب الإحصاءات الأوروبي.
ويفصل هذا المقياس إجمالي التكاليف إلى العمالة والأرباح، والتكاليف غير العمالية مثل الاستهلاك والفوائد وضرائب الإنتاج، مع استبعاد المدخلات، مثل الطاقة.
إن تضخم الطمع أو الجشع هو عبارة جذابة، ولكنه ليس ذات قيمة تحليلية كبيرة، تحدد الشركات دائما الأسعار لتعظيم الأرباح، إن رفعها أكثر من اللازم يخاطر بتكثيف المنافسين العرض، للحصول على حصة في السوق.
لكن في عام 2021 ومعظم عام 2022، لم تتمكن العديد من الشركات من توسيع العرض بسبب نقص المواد أو العمالة أو قدرة النقل.
في الماضي عندما ارتفع الطلب على السيارات عزز المصنعون الإنتاج بسهولة، هذه المرة أدى النقص في أشباه الموصلات إلى تقليص الإنتاج واستجاب المصنعون للطلب القوي من خلال خفض الحوافز ورفع الأسعار.
باعت جنرال موتورز عددا أقل من السيارات في كل من 2021 و2022 مقارنة بعام 2019، لكنها حققت في كلا العامين أرباحا أكثر بنسبة 50%.
كذلك، من الممكن أن تتمتع الشركات بسلطة أكبر لترجمة الجشع إلى أسعار بسبب تراجع المنافسة، على سبيل المثال ألقت إدارة بايدن باللوم في ارتفاع أسعار اللحوم جزئيا على الاندماج بين مصنعي اللحوم.
ولكن هذا لم يكن ليترجم إلى مثل هذه الأسعار المرتفعة لولا الطلب الكبير من المستهلكين والصناعة التي تعاني من انقطاع الإنتاج ونقص العمالة بسبب Covid-19 والجفاف وإنفلونزا الطيور وتقلص القطعان.
في غضون ذلك، يبدو أن العرض يتحسن حول العالم على الأقل بالنسبة للسلع، في تقرير هذا الأسبوع قال الاقتصاديون في Goldman Sachs إن الشحنات العالمية لرقائق أشباه الموصلات للسيارات وإنتاج السيارات عالميا تجاوزت أخيرا مستويات ما قبل الجائحة.
aXA6IDE4LjIxOC43Ni4xOTMg
جزيرة ام اند امز