سقوط الليرة يؤكد هشاشة الاقتصاد التركي
الليرة التركية لم تبد أي تماسك أمام الدولار بمجرد الإعلان عن العقوبات الأمريكية على أنقرة، إذ انهارت سريعا وهبطت 3% في يوم واحد.
قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاست، إنه لا يمكن إرجاع الانهيار التاريخي الذي تشهده الليرة التركية اليوم إلى الضرائب الإضافية، التي فرضتها أمريكا على واردات الصلب والألومنيوم التركية وحدها".
وأرجع هاست التراجع الحاد في سعر صرف الليرة التركية إلى وجود خلل في عدد من دعائم الاقتصاد التركي، مضيفا: "أعتقد أن الوضع في تركيا يكتنفه الكثير من الغموض من هذه الزاوية".
ولم تبد الليرة التركية أي تماسك أمام الدولار بمجرد الإعلان عن العقوبات الأمريكية على أنقرة، إذ انهارت سريعا وهبطت 3% في يوم واحد –الجمعة - إلى 6.2499 ليرة للدولار.
وفقدت الليرة نحو 40% من قيمتها مقابل الدولار هذا العام بفعل القلق من تنامي تأثير أردوغان على الاقتصاد، ودعوته المتكررة لخفض أسعار الفائدة رغم ارتفاع التضخم.
وتخلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجددا عن المسؤولية وألقى باللائمة على من وصفهم بالمتآمرين على اقتصاد بلاده.
وخفضت وكالتا ستاندرد آند بورز وموديز، أمس، التصنيف الائتماني السيادي لتركيا إلى درجة تقترب أكثر من التصنيف مرتفع المخاطر.
سندات
ومن المنتظر أن تسدد تركيا وشركاتها سندات بالعملات الأجنبية تصل قيمتها إلى نحو 3.8 مليار دولار في أكتوبر/تشرين الأول، في الوقت الذي تواجه فيه البلاد صعوبات جراء هبوط الليرة.
وسيكون شهر أكتوبر/تشرين الأول الأثقل من حيث سداد السندات، حيث ستصل قيمة أصل المبلغ إلى ثلاثة مليارات، فضلا عن 762 مليون دولار قيمة الفائدة.
وتظهر بيانات من إل.بي.سي أن قروضا بنحو سبعة مليارات دولار من المقرر أن يحل موعد استحقاقها حتى نهاية العام، وتشكل القروض المصرفية ما يزيد على 90% منها.
وحث صندوق النقد الدولي، تركيا على الالتزام بالسياسات الاقتصادية السليمة من أجل دعم الاستقرار والحد من الاختلالات.
وأضافت متحدثة باسم صندوق النقد الدولي أن الصندوق يراقب الوضع في تركيا عن كثب.
ويقول محللون إن تركيا ستحتاج على الأرجح إلى الذهاب لصندوق النقد من أجل بناء الثقة في سياساتها الاقتصادية.
وقالت إس أند بي "إن التقلبات الحادة لليرة التركية وما سينتج عنها من تعديل حاد متوقع في ميزان المدفوعات سيقوضان اقتصاد تركيا.. نتوقع ركودا العام القادم".
وتوقعت أيضا أن التضخم سيصل إلى الذروة عند 22% خلال الأشهر الأربعة القادمة وقالت إن ضعف الليرة سيضع ضغوطا على قطاع الشركات المدينة، وإنه زاد بشكل كبير من مخاطر تمويل البنوك التركية.
ووفق وسائل إعلام تركية، أوقفت شركة "Ctrip"، عملاق السياحة عبر الإنترنت في الصين، تعاملها بالليرة التركية؛ بسبب الهبوط الحاد في قيمتها وبدأت تطالب العملاء بسداد المدفوعات باليوان الصيني.