خبير: زلزال الليرة التركية يضرب التنظيمات الإرهابية في سوريا
التنظيمات الإرهابية في سوريا سعت لدعم أردوغان بشراء الليرة التركية خلال الشهرين الماضيين، لكن خسائرها المتواصلة أربكت تجارة الموت.
أكد الخبير السوري في شؤون تمويل الإرهاب فادي يوسف، أن التراجع الزلزالي الذي يعصف بالليرة التركية هذه الأيام سيسهم بشكل كبير في ضرب اقتصاديات الجماعات الإرهابية المتطرفة في سوريا.
ونوه، في حديثه لـ" الإخبارية" بدعوة الإرهابي عبدالله المحيسني، القيادي بـ"جبهة النصرة"، فرع القاعدة في بلاد الشام، سكان المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم إلى تداول الليرة التركية بدلا من الدولار أو الليرة السورية، في مسعى لدعم العملة التركية التي بدأت مؤشرات ترنحها في ذلك الوقت.
- مؤشرات "الخطر" تلف المشهد الاقتصادي في تركيا.. وأردوغان يراها "مؤامرة"
- أردوغان يتلاعب بمشاعر الفقراء.. ويلقي فشله الاقتصادي على مخططات وهمية
وقاد النزيف المتواصل لليرة التركية إلى انهيار مدو، ما تسبب في خسارة فادحة للتنظيمات الإرهابية في الشمال السوري.
ونقلت تقارير صحفية محلية عن مصادر مطلعة في مدينة عفرين قولها إن خلافات نشبت بين تجار أسلحة أتراك وقادة التنظيمات الإرهابية بعد أن رفض الأتراك تحصيل ثمن الأسلحة بالليرة التركية، مطالبين بالتعامل بالدولار بعد أن فقدت الليرة 50% من قيمتها أمام الدولار.
وأضاف يوسف، والذي يعيش في مدينة حلب السورية، أن "تركيا تتلقى مئات ملايين الدولارات لتحويلها إلى الفصائل داخل سوريا، إضافة إلى المساعدات الإنسانية التي تضطر لعبور الطريق التركي، فيتم تحويلها جميعا إلى الليرة التركية.
وتلقى التنظيم الإرهابي أوامر قبل أشهر قليلة بنقل ما لديه من مخزون بالعملات الصعبة واستبدالها بالليرة التركية، التي باتت أيضا العملة المعتمدة في دفع رواتب عناصر التنظيم والموظفين.
وأشار يوسف إلى أن "تمويل الأنشطة الإرهابية ارتبك كثيرا هذه الفترة، فهو مرتبط بالدعم التركي بشكل مباشر أو غير المباشر، بل أصبح جزءا من الاقتصاد التركي في السنوات الأخيرة، إلا أن مافيا السلاح لا تبحث إلا عن مصالحها، ويهمها بالنهاية أن تقبض الثمن بالعملة المستقرة وإلا فإنها غير مضطرة لبيعه، كما أن حركة الانشقاق ستتوسع مع تململ العناصر الذين انخفضت رواتبهم أكثر من النصف لقاء غلاء المعيشة وانهيار العملة.
فيما أكد نقيب سابق في الجيش السوري يقيم في إدلب، أن الضربة المالية موجعة، وأتت في وقت حرج جدا مع اقتراب قوات النظام السوري من شن عملية عسكرية واسعة في إدلب بعد توافد حشود وتعزيزات كبيرة إلى هناك، وبالتالي يمكن القول إن الليرة السورية هي المستفيد الأكبر مما يحدث.
وعلى الجانب الآخر من الحدود وتحديدا في ولاية هاتاي التركية، التقت "العين الإخبارية" بشاب يدعى عصمت، يعمل على شراء الليرة السورية مقابل الليرة التركية، ولدى سؤالنا له عن السبب، قال إنه يعلم أن معركة إدلب لن تطول، والناس التي تهرب باتجاه تركيا ستبيع كل ما لديها من عملة سورية، وهذه العملة ستتحسن برأيه قريبا بفعل التغيير الميداني على الأرض.
وتابع مؤكدا على أن العملة التركية تعيش أسوأ أيامها بالمقابل ولعل "زمن الأصفار" سيعود، في إشارة إلى زمن التضخم حين كانت تركيا تطبع أوراقا نقدية بقيمة مليون ليرة كورقة واحدة، ولكنها لم تكن تساوي قبل 18 سنة أكثر من عشرة دولارات.
وبحسب الخبراء حاول أردوغان خلال سنوات أن يوسع نفوذه في الشمال السوري، ليجد في التنظيمات الإرهابية هناك داعما لمشروعه وخط دفاع أول عن سياساته، إلا أن اقتصادياتها باتت رهينة بتقهقر عملة مموليها في أنقرة.
aXA6IDMuMTQzLjI0MS4yNTMg جزيرة ام اند امز