ليس مجرد آلام بالرأس.. الصداع النصفي يمكن أن يسبب إعاقة كبيرة
تلقي دراسة استقصائية رائدة أجرتها جامعة أوتاجو النيوزيلندية، بالتعاون مع مؤسسة الصداع النصفي، الضوء على الآثار العميقة لمرض الصداع النصفي على حياة الأفراد وعملهم وصحتهم العقلية في نيوزيلندا.
وتشير نتائج الاستطلاع، الذي نُشر في "المجلة الطبية النيوزيلندية"، إلى أن أكثر من ربع المشاركين، أبلغوا عن غيابهم عن المدرسة أو العمل لأكثر من خمسة أيام خلال فترة ثلاثة أشهر بسبب الصداع النصفي.
بالإضافة إلى ذلك، واجه نصف المشاركين صعوبة في أداء المهام المنزلية، بينما اضطر ما يقرب من الثلث إلى التخلي عن الأنشطة العائلية أو الاجتماعية أو الترفيهية، ومن المثير للقلق أن ما يقرب من نصف المشاركين في الدراسة استوفوا معايير الإعاقة الشديدة، مما يؤكد التأثير الكبير للصداع النصفي على الأداء اليومي.
وأكدت الباحثة الرئيسية الدكتورة فيونا إملاش على الحاجة الملحة لزيادة الوعي والدعم لأولئك الذين يعانون من الصداع النصفي، مشيرة إلى انتشاره بين حوالي واحد من كل سبعة أفراد على مستوى العالم.
وكشفت الدراسة عن الطبيعة المنهكة لنوبات الصداع النصفي، والتي غالبا ما تكون مصحوبة بأعراض مثل الشلل والغثيان والضعف الإدراكي، مما يؤدي إلى القلق والاكتئاب ومشاعر العزلة بين المصابين.
وسلطت الباحثة المشاركة سو غاريت الضوء على التحديات التي يواجهها الأفراد الذين يعانون من الصداع النصفي المزمن، واصفة تجاربهم بأنها "نصف حياة" و"أيام ضائعة"، مع عدم قدرة الكثيرين على العمل أو الدراسة بسبب شدة أعراضهم.
وعلى الرغم من ارتفاع معدلات الإعاقة، وجدت الدراسة أن الدعم المالي المحدود متاح لمرضى الصداع النصفي من خلال إعانات البطالة أو العجز.
وشددت الدكتورة إملاش على الحاجة إلى تحسين الوصول إلى العلاجات القائمة على الأدلة وزيادة فهم الصداع النصفي باعتباره حالة عصبية لها استعدادات وراثية.
ودعت إلى تعزيز الدعم والوعي في أماكن العمل والخطاب العام لمكافحة الوصمة وتسهيل إدارة الإعاقات المرتبطة بالصداع النصفي بشكل أفضل.
وشدد الباحثون على أهمية إجراء المزيد من الأبحاث لفهم الآثار الاجتماعية والاقتصادية للصداع النصفي بشكل شامل في نيوزيلندا، ودعوا إلى زيادة التمويل والاهتمام لمعالجة طبيعة هذه الحالة التي لم يتم بحثها ونقص تمويلها منذ فترة طويلة.
aXA6IDMuMTQ1LjU5LjI0NCA= جزيرة ام اند امز