3 ساعات من الرعب.. مراقب مصري يروي تفاصيل رحلته من القاهرة للصين
المراقب الصحي إسلام سعيد يتحدث لـ"العين الإخبارية" عن مهمته مع البعثة التي كلفت بإجلاء المصريين من ووهان الصينية.
لم يتصور المراقب الصحي إسلام سعيد أن عمله في الحجر الصحي داخل مطار القاهرة الدولي سيجعله مرشحاً ضمن بعثة طبية متوجهة إلى مدينة ووهان بالصين، لإجلاء 302 مصري، وعزلهم لمدة 14 يوماً.
وقال إسلام سعيد، أخصائي الحجر الصحي، لـ"العين الإخبارية": عندما أبلغوني باختياري ضمن الطاقم المسؤول عن إجلاء المصريين العائدين من الصين، لم أتردد لحظة، ووافقت فوراً".
وأضاف: "أعمل منذ 10 سنوات في الحجر الصحي بالمطار، وأتعامل يومياً مع أجانب، ولا سيما الصينيين، قبل توقف الطيران المباشر معهم، ولم أجد أن الأمر سيكون مختلفاً، خاصة أن الخطر الذي أواجهه في عملي واحد، سواء كنت هنا أو هناك".
الثقة التي كان يتحدث بها "سعيد"، وإيمانه بما يفعل دفعه إلى اتخاذ قراره بعدم إخبار زوجته بطبيعة المهمة قبل السفر، قائلاً: "كنت أخشى قلقها عليّ، لذا فكرت أن أسافر أولا وأخبرها بعد العودة من الصين، ولا أنسى عندما أخبرتها كيف كانت خائفة وقلقة، لكني كنت أطمئنها هي وأسرتي وأطلب منهم الدعاء".
ورغم قضاء إسلام لمدة 14 يوماً مع العائدين من الصين داخل الحجر الصحي بمدينة مطروح الساحلية، لكن لم يكن هناك أصعب من الساعات الـ3 الأولى التي قضاها عند وصول الطائرة للصين لإجلاء المصريين، بحسب قوله.
ويروي إسلام: "انتظرنا في المطار قرابة الـ3 ساعات قبل استلام المصريين العائدين، وكانت أصعب 3 ساعات في حياتي؛ لأننا شعرنا بأنه هناك حركة قلق لا نفهم سببها، وما زاد من قلقنا هو تأخير إجلاء المصريين وصعودهم الطائرة".
وتابع الشاب البالغ من العمر 29 عاماً: "مع الوقت اكتشفنا أن حالتين تم استبعادهما كانتا وراء التأخير، ومازلت أذكر كيف طمأننا الدكتور أحمد عتمان، رئيس البعثة، ونصحنا بضرورة التركيز في عملنا، وقال لنا نصاً: معاً سننهي مهمتنا بنجاح".
وقال المراقب الصحي الذي كان ضمن بعثة طبية مكونة من 6 أشخاص غيره: "بعد ذلك وعلى مدار ٤ ساعات قمنا بعمل تقييم وفحص وتعقيم لـ302 شخصين، وكنا نسابق الزمن وكلنا تركيز في تنفيذ خطة الإجلاء، فكنا نقيس الحرارة للجميع، ونقوم بتعقيم الأيادي، ونبدل أي كمامات وقفازات بأخرى طبية معقمة".
وأكد إسلام: "كنت أضع أمامي صورة ابني الذي يبلغ من العمر عاماً واحداً، وهدفي أن يكون الجميع بخير، ولا يصاب أحد أبداً بذلك الفيروس".
ويرى الشاب المصري أن الأسبوعين مروا سريعاً، ولم تكن صعبة على الإطلاق خاصة أنه اعتاد على ذلك العمل داخل مطار القاهرة، موضحاً: "أتعامل يومياً مع نحو 400 مسافر صيني قبل توقف الطيران المباشر، وحتى بعده أتعامل معهم ضمن الطيران غير المباشر، ويخضعون حميعاً للإجراءات الاحترازية".
اختيار إسلام للمهمة في الصين لم يكن الأول من نوعه، لكن سبق اختياره لمهمة أخرى عند انتشار مرض الإيبولا في غينيا عام 2015، غير أن ظروف خارجة عن إرادته منعته من المشاركة.
ويختتم المراقب الصحي حديثه لـ"العين الإخبارية": "لو عرض علي المشاركة في أي مهمة طبية بالطبع سأشارك، ويكفي أنني بهذه الطريقة أخدم وطني، وأحافظ على صحة أسرتي الصغيرة ضمن المصريين".
وفي وقت سابق، الإثنين، انتهت مدة عزل المصريين العائدين من الصين داخل الحجر الصحي بعد التأكد من عدم إصابتهم بفيروس الكورونا المستجد.