الغذاء الصحي يقود العالم لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية.. كيف؟
يقود النظام الغذائي الصحي البشر لتحقيق أحد الأهداف المناخية المهمة، وحظي الغذاء باهتمام خاص بمؤتمر الأطراف للمناخ (COP28).
وخرجت مجموعة من المعاهدات، لعل أبرزها «إعلان الإمارات بشأن COP28 بشأن الزراعة المستدامة والنظم الغذائية القادرة على الصمود والعمل المناخي»، ووقعت عليه أكثر من 155 دولة من دول الأطراف. من جانب آخر، تطورت أبحاث كثيرة في هذا الشأن بغرض الوصول إلى طرائق فعّالة لتحقيق التوازن بين توفير الغذاء للبشر، خاصة مع التزايد الواضح في أعداد السكان، الذي تجاوز 8 مليارات نسمة. في نفس الوقت الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي هذا الصدد، أجرت مجموعة بحثية من «معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ» (PIK) إلى أنه يمكن الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية عند التحوّل العالمي إلى نظام غذائي صحي ومستدام، ونشر الباحثون ما توّصلوا إليه في دورية «ساينس أدفانسيس» (Science Advances) في 27 مارس/آذار 2024.
ميزانية محدودة
تتسبب تربية أعداد هائلة من المواشي في إطلاق كميات ضخمة من غاز المثيان، وهو أحد الغازات الدفيئة، والذي يُعادل تأثيره 80 مرة تأثير غاز ثاني أكسيد الكربون، حتى اليوم يُفرط البشر في تربية المواشي من أجل اللحوم والألبان، ما يعود بالسلب على المناخ ضمن العوامل الأخرى.
في هذه الدراسة، استخدم الباحثون نموذج (REMIND-MAgPIE)، وهو نموذج عالمي يشمل الاقتصاد والنظام المناخي والطاقة وغيرهم، لذلك وظفه الباحثون في محاكاة الوضع اللازم للحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية وعدم تجاوزه، وهو الهدف الذي يتوافق مع أهداف اتفاق باريس، ويسعى العالم إليه بحلول 2030. لكن مع تفاقم الوضع، تناقصت ميزانية الكربون لدينا عن 500 جيجا طن، وكلما تناقصت تلك الميزانية؛ فهذا يعني أننا اقتربنا من 1.5 درجة مئوية؛ خاصة وأنّ الميزانية المتاحة لدينا محدودة.
غذاء صحي
أجرى الباحثون باستخدام نموذج (REMIND-MAgPIE)، محاكاة لمسارات 1.5 درجة مئوية بحلول 2050، مستهدفين التحوّل نحو النظام الغذائي الصحي، مثل نظام (EAT-Lancet)، وهو نظام غذائي مرن يهدف إلى تغيير العادات الغذائية لسكان الكوكب؛ ما يساعد البشر في الحصول على الطعام عندما يزيد التعداد عن 10 مليارات نسمة. لذلك يتمتع هذا النظام بمجموعة واسعة من الأطعمة النباتية وانخفاض في الأغذية الحيوانية؛ خاصة في المناطق ذات الدخل المرتفع والمتوسط.
وجد الباحثون أنّ التحوّل نحو النظام الغذائي الصحي المستدام، من شأنه أن يزيد ميزانية الكربون بمقدار 125 غيغا طن. وتُظهر النتائج أيضا أنّ اتباع نظام غذائي أكثر استدامة، يقلل من التأثيرات الناتجة عن إنتاج الغذاء عن طريق اتباع بعض الممارسات، مثل: إزالة الغابات أو فقدان النيتروجين.
خلص الباحثون إلى أنّ التحوّل نحو الأنظمة الغذائية الصحية سيعود بالإيجاب على صحتنا وصحة كوكبنا، ومهم لصحة الأجيال القادمة.
aXA6IDE4LjIyMy4yMDYuODQg جزيرة ام اند امز