مايزال أعضاء وقيادات السلطة الفلسطينية يصرون على المتاجرة بقضية شعبهم الذي يعاني الأمرين، جراء وجود طغمة من المتكسبين الفاسدين.
تتساقط أوراق التوت عن سلطة محمود عباس يوماً بعد آخر، والمفاجئ في الأمر، أنّ هذا الأمر بات متسارعاً على غير العادة في الآونة الأخيرة، فمنذ أعلنت الإمارات موقفا حازماً من الطغمة الأجيرة المتحكمة بمصير الشعب الفلسطيني الشقيق، أكانت سلطة رام الله اللاهثة لكسب رضا تركيا وقطر، أو سلطة حماس الإرهابية في غزة، المعروفة بولاءاتها وارتباطاتها وعمالتها المزدوجة لكل من إيران والإخوان، أصبحت ادعاءات الطرفين في التحرير والحرب المقدسة والحرص على ثوابت الفلسطينيين مكشوفة وعارية حتى من ورقة توت تغطيها، وذلك بفعل معاهدات السلام بين كل من الإمارات والبحرين وإسرائيل، والذي كان من أبرز مخرجاته إيقاف الضم لما يمثّل الأرضية الصالحة لقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وليس آخر هذه الأوراق، التصريح الذي أدلى به أجير سلطة عباس في باريس، سلمان الهرفي، في مقابلته مع صحيفة لوبوان الفرنسية، والإساءات التي وجهها إلى دولتنا وقيادتنا، والتي لم يراعِ فيها أدنى وازع من ضمير وأخلاق، ولا حتى قوانين الخطاب الدبلوماسي الرصين والتزام الخطوط الحمر في العلاقات بين الدول.
ونقول نحن الإماراتيون للهرفي، إنك لا تمثل إلا نفسك وسلطتك، وشعبكم الفلسطيني منكم براء، فما أنتم إلا عبدة التنسيق الأمني المقدس، وأتباع العجوز الخرف القابع في رام الله، وأقصى منجزاتكم لا تقارن ببناء دولة أولى عالمياً أو اكتشاف المريخ أو بناء المفاعلات النووية، ولا تتعدى الاعتداء على المعتصمين العزل، وحجز حريات الشرفاء من أبناء الشعب الفلسطيني المعترضين على سياساتكم وبذاءاتكم وجحودكم.
بل نتساءل: "ما هو الثمن الذي سوف تقبضونه عن هذه المواقف التي تطلقونها ضد الإمارات؟، وهل تستحق المصالح الشخصية والاقتصادية لرئيس سلطتكم وأبنائه، كل هذا العداء والكيد لمن لم يبخل في دعمكم طوال عقود سبعة من الزمن؟"، وهل توزيعكم الاتهامات يميناً ويساراً يعفيكم من مسؤوليتكم في تقديم جردة الحساب الآتي حتماً مع شعبكم، والتي لم تنجزوا فيها إلا فساداً وقمعاً وتراجعاً في الصحة والتعليم والخدمات، حتى بات المواطن الفلسطيني يترحم على أيام الاحتلال؟.
وهل إحداث الشلل في الجامعة العربية هو أقصى أمانيكم؟، لتعودوا بعد حين، تشحذون دعم الأشقاء وترجون تغاضي الحليم عن أخطائكم القاتلة؟، أم أنها سياسة أردوغان التي تفرض عليكم دفع الثمن الباهظ من علاقاتكم العربية والدولية، مقابل دخوله طرفاً غير نزيه في المصالحة التي تسعون إليها زحفاً لتتقاسموا مع حماس كعكة حقوق الشعب الفلسطيني المسكين؟.
أنتم الجاحدون الناكرون للجميل، أما شعبكم فعظيم لاحتماله نزقكم وغباءكم وديكتاتوريتكم المريضة، وأما قضية فلسطين فعادلة ومكانة فلسطين فباقية في قلوبنا لا تتأثر بهرائكم وافترائكم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة