"مصطبة الآلهة السومرية" من لندن إلى أبوظبي
مصطبة لندن تتألف من 7506 براميل نفط وسط بحيرة سربنتين بمتنزه هايد بارك في لندن، ويأمل منفذها بإنجاز عمل أكثر ضخامة في أبوظبي
ظل النصب العملاق الذي منحه الفنان البيئي كريستو لمدينة لندن، وأطلق عليه اسم "مصطبة لندن"، طافيا وسط بحيرة سربنتين في متنزه هايد بارك الشهير في قلب العاصمة البريطانية لندن لأكثر من 3 أشهر، لكنه يأمل في إنجاز جديد في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
ويتألف هذا النصب من 7506 براميل نفط، واستلهم الفنان هذا الشكل الهندسي من الحضارة السومرية في وادي الرافدين والحضارة الفرعونية في مصر.
ويقول كريستو في حوار له مع بي بي سي: "إنه استلهم هذا الشكل الهندسي القديم جدا، وهو أقدم بكثير من الأهرامات، وقد اكتشفه علماء الآثار في بلاد ما بين النهرين".
ويحيل كريستو هنا إلى المصاطب التي كانت تقام عليها المعابد السومرية القديمة أو بيوت الآلهة، ويحلو للبعض أن يسميها مصاطب الآلهة، وهي مختلفة في وظيفتها عن المصاطب الفرعونية التي كانت تستخدم كمقابر إلى جانب الأهرامات.
من أبوظبي إلى لندن
ويقول كريستو إنه سحر بشكل المصطبة منذ منتصف الستينيات وظل حلمه بتحويله إلى نصب ضخم يرافقه لعقود طويلة.
وفي عام 1979 سافر كريستو وجان كلود إلى أبوظبي بعد أن نجح صديقهما، لوي دو غيرينغو، وزير الخارجية الفرنسية في زمن الرئيس، فاليري جيسكار ديستان، بتنظيم زيارة لهما إلى أبوظبي لتنفيذ مشروعهما الذي اقترحا تنفيذه هناك قبل عامين.
ومنذ ذلك التاريخ، زار الفنانان أبوظبي عدة مرات سعيا لإنجاز مصطبتهما هناك، حيث اقترحا مكانا لها قرب واحة ليوا في صحراء المنطقة الغربية على بعد 160 كيلومترا إلى الجنوب من أبوظبي.
وخطط الفنانان لأن تكون مصطبتهما أكبر نصب في العالم، بارتفاع 150 مترا وبمساحة تبلغ أبعاد قاعدتها 300 متر طولا و225 مترا عرضا، أما سقفها فيكون مستويا بطول 126 مترا وعرض 225.
وسيستخدم لبناء النصب 410 آلاف برميل بألوان مختلفة ترتب بطريقة أقرب إلى الفسيفساء لتحاكي العمارة الإسلامية، وتكون في حوار مع البيئة المحيطة بما تقدمه من انعكاسات لتحولات الضوء تحت شمس الشرق الساطعة.
ويصف كريستو "المصطبة"، باستخدام "ال" التعريف لمصطبة أبوظبي لتفريقها عن المصاطب الأخرى التي نفذها، بأنها ستكون أكبر بـ٥٠ مرة من حجم مصطبة لندن لتشكل بذلك أكبر نصب في التاريخ.
وظل كريستو يردد في تصريحاته الصحفية بأن حلمه أن يتجسد عمله في بناء المصطبة بشكلها الأكبر قائلا "أنا الآن في الثالثة والثمانين من العمر، وآمل أن أنفذ هذا المشروع قبل أن أموت".
مصطبة لندن
ومنحت العاصمة البريطانية كريستو وجان كلود فرصة تحقيق نسخة من حلمهما، الذي استغرق أكثر من 10 آلاف ساعة عمل و 51 عاما كي يرى النور، في صورة نصب ضخم لهذا الشكل التاريخي القديم عائما في بحيرة في متنزه هايد بارك الشهير في قلبها.
وبدأ العمل في تنفيذ النصب في الثالث من أبريل/نيسان الماضي ليفتتح في 18 يونيو/حزيران ويظل قائما هناك لأكثر من ٣ أشهر.
بني العمل باستخدام 7,506 براميل نفط وقدر حجم الفولاذ المستخدم في إنجازه 150 ألف طن.
وبعد اكتمال بناء هيكل النصب ورصف البراميل، سحب النصب الذي يصل مجمل وزنه إلى 600 ألف طن بحبال ضخمة إلى موقعه ليطفو وسط البحيرة مثبتا بعدد من المراسي.
ووصلت كلفة مجمل المشروع من بنائه إلى تفكيكه 3 ملايين إسترليني، موّلها الفنان بنفسه، إذ يرفض تلقي أي منح أو تمويل من جهات أخرى لأعماله.
وقد ترافق العمل مع معرض استعادي لأعمال كريستو وجان كلود في صالات معارض سربنتين، قدمت فيه نماذج لرسومهما وأعمالهما وصور فوتوغرافية لهما على مدى 60 عاما.
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjUg جزيرة ام اند امز