زيارة إلى 7 مواقع تاريخية في أبوظبي والعين..تعرف عليها
"بيتي القديم" هو عنوان المبادرة الثقافية لموظفي الجهات والمؤسسات الحكومية في كل من أبوظبي والعين التي أطلقها متحف العين وشملت زيارة إلى 7 مواقع تاريخية.
"بيتي القديم" هو عنوان المبادرة الثقافية لموظفي الجهات والمؤسسات الحكومية في كل من أبوظبي والعين التي أطلقها متحف العين. وشملت جولة على عدد من أبرز المعالم التاريخية والثقافية والتراثية في مدينة العين وذلك في الفترة من 22 إلى 24 نوفمبر 2016.
وكان متحف العين الوطني قد وجّه الدعوة للمشاركة في هذه المبادرة لعدد من المؤسسات الحكومية في أبوظبي والعين شملت كلاً من الإدارة العامة للجمارك ودائرة شؤون البلدية والنقل وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية ومديرية شرطة العين ومجلس أبوظبي للتعليم ومركز الشيخة آمنة التراثي الديني ومركز بلدية مزيد والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى.
وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لتعزيز برامج المشاركة المجتمعية وتسليط الضوء على الفعاليات والبرامج التفاعلية التي ينظمها متحف العين الوطني من خلال رحلة تعريفية على المناطق التاريخية والثقافية في مدينة العين والتي افتتحت الهيئة بعض منها للجمهور للمرة الأولى.
وزار المشاركون بيوتاً قديمةً وتاريخية تروي جدرانها حكاية ماضٍ عريق بتفاصيلها العمرانية البسيطة وتقسيماتها الداخلية التي تختلف في مكوناتها ومساحاتها ما بين غرفة وأكثر. بعضها من الطين وبعضها من الحجر الجيري، وعلى الرغم من اختلاف مواقعها إلا أن هناك بعض التشابه والاختلاف في طرازها العمراني، حيث يتميز بعضها بأبراجها ومساجدها المحيطة بها والتي تعود إلى تاريخيها لفترات تاريخية مختلفة، وتقف إلى جانبها أفلاج العين وواحاتها الوافرة بالنخيل، لتكمل ذلك الصرح التاريخي الجميل لمدينة لطالما كانت مقراً للسكان، ومحطة للقوافل التجارية العابرة.
وتمت زيارة 7 مواقع تاريخيةٍ انطلاقاً من متحف العين الوطني، وواحة العين، وبيت القبيسي، وبيوت في واحتي القطارة والجيمي، وسوق القطارة، ومركز القطارة للفنون.
متحف العين الوطني
يعتبر المتحف من أقدم متاحف الدولة، وقد أنشئ في عام 1969 بتوجيهات من الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان مؤسس دولة الامارات العربية المتحدة ليكون متحفاً يضم الآثار المكتشفة. وتم افتتاح المتحف في قلعة سلطان بن زايد الاول في آب /أغسطس من عام 1970 من قبل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي كان ولياً للعهد لإمارة أبوظبي في ذلك الحين، وفي عام 1971 انتقل المتحف إلى المبى الحالي الذي افتتحة رسمياً الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية وذلك في الثاني من تشرين الثاني / نوفمبر من نفس العام.
ويضم المتحف مجموعتين مختلفتين من المعروضات تتحدثان عن تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة القديم والمتمثل في الآثار والحديث المتمثل في الثراث. وبعد أن اقتضت الضرورة بتوسيعه وتطويره ليضم الآثار التي اقتناها نتيجة للتنقيبات المستمرة، أضيفت قاعتان أخريان في عام 1974.
واحة العين
محيط الواحة هو المجال الأول الذي يتيح لنا فهم المباني التقليدية في العين، حيث تتركز هذه المباني في القرى أو الحارات الواقعة على أطراف واحات النخيل، وقد شيدت باستخدام الطين المستخرج من مزارع النخيل ومنتجاتها الثانوية، وتشمل هذه المباني الحصون والأبراج الدفاعية، والمنازل المحصنة التي بنيت لحماية السكان والمناطق الزراعية في الواحات، وكذلك المساجد التي يؤمّها الذين يعملون في مزارع النخيل.
تعتبر واحة العين من أكبر الواحات الرئيسية في المدينة مساحتها 120 هكتارا تنتشر عليها 70,000 شجرة نخيل تقريباً ويعتقد بأن زراعة النخيل تعود إلى ما قبل ثلاثة آلاف عام وكانت مصدراً لعددٍ من الموارد الأساسية لسكان المنطقة قديماً.
بيت القبيسي
يمثل هذا المبنى الواقع في حي المعترض في مدينة العين مثالاً هاماً للعمارة المحلية من حقبة ما قبل النفط في الستينيات من القرن الماضي. وتم الاعتماد بصورة أساسية في بنائه على الحجر الجيري المحلي والجص. ويتكون المنزل من صفين من الغرف وممرات خارجية على الجانبين الشمالي والجنوبي وفناء مسور.
المباني التاريخية في واحة الجيمي
يقع منزل ومسجد بن حمودة الظاهري على الحدود الشرقية لواحة الجيمي. ويتميز ببهوه الواسع الذي يتوسطه بئر عميق يرجع تاريخه لأكثر من مائتي عام. ويقع المسجد الذي يضم قاعة الصلاة وفناء صغيرا في الجانب الشرقي للمنزل.
وإلى الجنوب من منزل بن حمودة، هناك منزل خلفان وسيف بن عبد الله الظاهري. وهو منزل صغير من الطوب الطيني يرجع تاريخه إلى نحو تسعين عاماً. ويقع المنزل بالقرب من الحدود الغربية لواحة الجيمي ويبرز العديد من المعالم الأصلية لبناء المنازل في واحات العين وحولها.
ويعتبر منزل سلطان بن عبد الله الظاهري أحد المباني ذات الغرفة الواحدة والذي يقع مباشرة شرق منزل خلفان وسيف بن عبد الله الظاهري.
المباني التاريخية في القطارة
يقع بيت ومسجد عبد الله بن سالم الدرمكي، وهو برج من الطوب الطيني دمر منه جزء كبير، على طول الحافة الشرقية لواحة القطارة وينتمي إلى مجموعة المباني التاريخية القديمة في العين، والتي ربما تعود إلى مرحلة ما خلال القرن السابع عشر.
وأكثر ما يلفت الانتباه في المبنى هو البرج الواقع في الزاوية الجنوبية الشرقية، والذي احتفظ بارتفاعه كاملاً والمكون من ثلاثة طوابق. وإلى الشمال من المنزل، توجد بقايا قليلة للمسجد الذي تم بناؤه من الطوب الطيني والتي ألحقت جزئيا ً بالمسجد الحديث.
ويقع بيت حمد بن سلطان الدرمكي –المبني من الطوب الطيني والذي تم ترميمه- على الحافة الشرقية لواحة القطارة جنوب غربي استاد طحنون بن محمد حالياً، ويمكن رؤيته على طريق العين - دبي. كما يقع المسجد الذي يحمل نفس الاسم في الغرب على حافة حدائق النخيل.
مركز القطارة للفنون وسوق القطارة
افتتح ليكون مكاناً لدراسة الفنون والثقافة وممارستها من قبل جميع شرائح المجتمع الإماراتي ولتعزيز التواصل بين السوق والمركز في إطار البرامج والفعاليات المختلفة، خاصة أنه قد تم الحفاظ على الجوانب الأصلية للبناء الأصلي للمركز بعد ترميمه، وذلك لتحقيق التوازن بين التراث والحداثة. اختلطت مواد سوق القطارة القديم ذي البناء التقليدي بين الطين وجذوع النخيل، وقد أعيد ترميمه وافتتاحه سنة 2012 بغرض عرض المنتجات التقليدية ولتشجيع الأسر المنتجة للمحافظة على التراث وتعزيزه من خلال إنتاج فعّال للحرف اليدوية التقليدية.