لا شك لدي أن موضوع جمال خاشقجي إنما هو مجرد (فيلم هزلي) جديد من تأليف وإخراج وإنتاج تنظيم الحمدين وجماعة الإخوان.
يبدو لي أنه من الواضح أن القطريين والإخوان لا يجيدون مهارات كتابة الروايات والقصص رغم أنهم يملكون تاريخاً طويلاً في القتل والخطف والاغتيالات والدمار والتشريد وغيرها من أعمال الخسة والدناءة والغدر عبر ٨٠ عاماً والتي هي كل تاريخهم، لذا أعتقد أنه لم يعد أحد يجهل أهداف وخبث وتآمر ومكر الإخوان في كل العالم العربي وأثرهم الضار على الشعوب وبعد كل ما ظهر منهم من خيانة لهذه الشعوب، وبعدما اتضحت الصورة والمشهد، لم يعد هناك عذر للجهل، ومن يزل يقتنع بفكرهم أو يصدق كلامهم فاعلم إما أنه منهم أو حاقد أو أنه شريك في التآمر .
ما حدث في موضوع جمال خاشقجي يؤكد قصة مؤامرات الأعداء تجاه السعودية عبر أساليب رخيصة وفاضحة ومكشوفة، وربما تكون مؤامرة كبرى تم الإعداد والترتيب لها جيدا لا ندري ما هي أبعادها ومداها، فهم أول من أعلن الاختطاف والاختفاء والقتل حتى قبل ظهور أي تصريحات رسمية من الحكومة التركية.
حين حاكت هذه الجماعة التعيسة سيناريو من نسج الخيال بأكاذيب وافتراءات ليست غريبة عليها عبر مصادرها كما تقول، والتي تدعي مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي؛ داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، وجزمت بأنها حقيقة، إلا دلالة على أنها جزء من المؤامرة على السعودية لتوريطها بعدما أطلقت ونطقت بهذه الاتهامات وذكرت تفاصليها.
لا شك لدي أن موضوع جمال خاشقجي إنما هو مجرد (فيلم هزلي) جديد من تأليف وإخراج وإنتاج تنظيم الحمدين وجماعة الإخوان روجت له قناة (الجزيرة) وبقية الإعلام الموالي وأدواتهم الرخيصة، والتي كان فيه النص هزيلاً والمخرج غبي والممثلون فاشلون، ففي عالم الجريمة هناك قاعدة معروفة وهي أن القاتل عندما ينفذ عملية اغتيال وفق أسباب سياسية أو أمنية يتجه في الغالب إلى استبدال أو تضليل موقع الجريمة حتى لا تكتشف الجهة أو الدولة التي نُفذ فيها الاغتيال للابتعاد عن مسرح الجريمة قدر الإمكان وابعاد الشبهات عنه، وهو ما لم يحدث في فيلم خاشقجي الذي لا أعلم حتى الآن هل هو ضحية غرر به أم هو قرر أن يكون البطل في هذه الرواية، وجزء من الحبكة الدارمية في الفيلم.
بدأ فيلم خاشقجي بتمرير أخبار اختفائه ثم اختطافه وتطور الأمر إلى أن وصل لإعلان مقتل البطل، لينطلق الفيلم بعدها إلى سرد التكهنات والسيناريوهات لكيفية القتل ومكان القتل ومعرفة القاتل دون الوصول إلى جثة المقتول! لتتوالى بعد ذلك الأحداث ليتم تحليلها وفق رؤية المخرج رغم أنها لم تعرض للجمهور حتى الآن وقائع ملموسة وحقائق معلومة، إنما عبر ما تجود به مخليتهم المريضة والغبية عبر الاعتماد على معرفات وهمية ومصادر مجهولة والترويج لها على أنها حقائق مُسَلَم بها، وليست قائمة على فرضيات أو على معلومات حقيقية، وهو ما جعلها أقرب إلى للشائعات، ساعدهم في ذلك الرواية التركية التي جعلتها منفتحة على احتمالية ادعاء فرضيات أخرى، وذلك نهج لن يؤدي إلى التوصل لحقائق اختفاء خاشقجي بل لزيادة الإثارة والإساءة والاحتقان للسعودية عبر خلق بيئة مناسبة لترديد وتداول الشائعات، وهو ما يكشف عن طرق وآلية تنظيم الإخوان العالمي بوضوح وكيف يستثمر القضايا ويقدم قرباناً للمتاجرة بها، كما يفعل مع خاشقجي حالياً.
ما حدث في موضوع جمال خاشقجي يؤكد قصة مؤامرات الأعداء تجاه السعودية عبر أساليب رخيصة وفاضحة ومكشوفة، وربما تكون مؤامرة كبرى تم الإعداد والترتيب لها جيداً لا ندري ما هي أبعادها ومداها، فهم أول من أعلن الاختطاف والاختفاء والقتل حتى قبل ظهور أي تصريحات رسمية من الحكومة التركية، لهذا عندما تريد أن تسأل أو تبحث عن قضية جمال خاشقجي لا تجد إلا حسابات الإخوان هي من تغرد وتصرح وتعرف تفاصيل الحادثة أكثر من الأمن التركي حتى إنهم أعلنوا مقتله وتقطيعه قطعة قطعة وشيعوا الجنازة من غير جثة، وعبر سيناريوهات مربكة ومرتبكة، لكن المشهد الأخير في هذا الفيلم هو من سيكشف لنا الحقائق وسيؤكد لنا الحقد الدفين الذي تحمله لنا للأسف دول يفترض أن تكون من محيطنا وديننا من أجل تنفيذ أجندات مشبوهة.
لهذا نجد أن السلطات السعودية وحرصاً منها على مواطنيها، فقد اتخذت إجراءاتها لكشف غموض اختفاء جمال خاشقجي منذ اندلاع الأحاديث عن ذلك، ورحّبت بالسلطات التركية وتعاونت معها في اتخاذ الإجراءات القانونية، كما رحبت بوكالة رويترز التي بدورها زارت القنصلية وبحثت عنه في كل أرجاء المقر، وهو الأمر الذي سمحت به من دافع ثقة عالية، وتأكيد زيف الادعاءات التي روج لها (فيلم خاشقجي).
وهو ما يؤكد التصريحات المغلوطة التي يتضح أنها لم تكن إلا متعمدة للإساءة والاتهام الباطل والتشويه، عبر اختلاق سيناريوهات خيالية ومتعددة، لهذا نجد أن السعودية قررت إرسال فريق أمني ومحققين إلى تركيا بهدف المشاركة في فك غموض اختفاء خاشقجي، وإيضاح الحقائق التي فشلت الحكومة التركية في توضيحها حتى الآن.
إلا أن الشيء الأكيد في فيلم خاشقجي هو وجود الدليل على استمرار النهج والتعامل القطري مع السياسات الدولية بأسلوب العصابات المارقة والخارجة عن القانون الدولي، الذي يثبت لي شخصياً تورط قطر والإخوان في غيابه لترمي بالتهمة على السعودية وتحويل القضية إلى رأي عام عالمي حسب ما هو مخطط ومرتب له وكما تسير عليه الآن، وهو الأمر الذي يفتح باب التساؤل حول من يقف وراء توجيه السياسات الإعلامية لـقناة الجزيرة ومنسوبيها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة