صحف نيجيرية: الإمام أبوبكر عبدالله اختار ألا يستسلم للإرهاب
الإمام أبوبكر عبدالله رفض الخيارات التي كانت أمامه وجنح إلى إنقاذ النفس الإنسانية تحت أي ظروف.
هاجم 300 مسلح من قبيلة الفولاني المسلمة في حزيران/يونيو 2018، 10 مناطق بولاية بلاتو وسط نيجيريا، وقتلوا نحو 80 مسيحيا، وأحرقوا منازلهم أيضا.
ولم يكن أمام الشيخ أبوبكر عبدالله سوى 3 خيارات عندما انقلب مسلحون إرهابيون على السلام في المنطقة، وعكروا صفو أجواء التسامح، حينما فر المئات بحياتهم إلى الغابات والقرى المجاورة، وتعقبهم المسلحون.
وحسب صحف محلية نيجيرية، فإن خيار الإمام أبوبكر عبدالله الأول كان أن ينضم إلى تلك الألوية التي تمارس القتل وتستحل دماء الأبرياء، لكنه اختار ألا يكون الجاني.
- درع تعزيز السلم بمنتدى أبوظبي.. الإمارات تحلق بالتسامح عالميا
- تكريم إماراتي لأبوبكر عبدالله.. تجسيد لوثيقة "الأخوة الإنسانية"
وكان الخيار الثاني هو أن يتحول الإمام أبو بكر ذاته إلى ضحية أخرى أيضا، إذ تحولت باركين خلال تلك الفترة إلى غابة، غير أنه لم يخش القتل.
كان يعلم الإمام أبوبكر أن القتل كبيرة من الكبائر، وأن إزهاق روح بريئة كقتل الإنسانية جمعاء.
والخيار الثالث هو أن يقف مشاهدا لما يحدث، بعد أن وجد نفسه في هذا الموقف العصيب وسط ما تقوم به الجماعات الإرهابية التي قتلت الرجال والنساء والأطفال لمجرد أنهم لا يشاركونهم الهوية نفسها.
صحف بلاده أكبرت موقفه، الذي كان من الممكن أن يكتفي بالوقوف متفرجا، بينما يتم ملاحقة هؤلاء النيجيريين الأبرياء لقتلهم.
كان بإمكانه تحويل الفناء الخلفي لمسجده إلى ساحة للذبح، لكنه اختار أن يتبع الخلق القرآني {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [سورة المائدة : 32].
يقول "أخفيت النساء في منزلي، وبعد ذلك أخذت الرجال إلى المسجد واختبأوا هناك"، مضيفا أنه سمع صوت إطلاق الرصاص من قريته، لكن الصوت بدأ يرتفع أكثر فأكثر مع اقتراب المهاجمين.
أخفى الإمام المسيحيين الفارين مغامرا بحياته، وحينما وصل المسلحون إلى القرية، خرج الإمام أبوبكر ومساعده عمر عبدالله للتفاوض معهم.
وفي مقابلة معه في السفارة الأمريكية في نيجيريا، أوضح الإمام أبوبكر عبدالله "كان المسجد مفتوحا، فسمحنا للمسلمين والمسيحيين بالدخول إليه للاحتماء وكذلك إلى بيتي، طلبنا من الجميع الاستلقاء على الأرض لتجنب التعرض لطلقات الرصاص".
وتابع "كانت وجوه المهاجمين ملثمة، ظللت أرجوهم أن يتركوهم، حتى إنني شرعت في البكاء إلى أن غادروا".
انهالت عبارات الثناء والمديح بالموقف البطولي على الإمام النيجيري أبوبكر عبدالله، فقال سام براونباك، سفير الحرية الدينية الدولية في الولايات المتحدة، إن تصرفاته تشهد على "شجاعة حقيقية، ونكران حقيقي، وحب أخوي حقيقي".
ووصفته صحيفة "جارديان" النيجيرية بـ"ملاك منقذ للحياة"، فيما قالت عنه الممثلة النيجيرية شافي بيلو "أنا مسيحية وهو بطل".
بطولة تُوجت بتكريم الإمام النيجيري، الأربعاء، بدرع تعزيز السلم ضمن فعاليات الملتقى السادس لمنتدى تعزيز السلم في أبوظبي، الذي أقيم خلال الفترة من 9 إلى 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
aXA6IDMuMTI4LjMxLjc2IA== جزيرة ام اند امز