التنظيمات المستهدفة بـ«ترتيبات جديدة».. إسرائيل توسع دائرة المواجهة
للمرة الأولى منذ بدء التصعيد في المنطقة تقصف إسرائيل هدفا في مدينة بيروت، وآخر في مخيم البص قرب صور، في الجنوب.
القصف هذه المرة لم يستهدف قادة حزب الله، الذين يلاحقهم الجيش الإسرائيلي، منذ أسابيع وقتل غالبيتهم، لكن الأهداف بدت جديدة ومتنوعة، ما يؤشر على توسيع بنك الأهداف في لبنان ليطول إلى جانب حزب الله التنظيمات السنية التي ترفع شعارات المقاومة، وأيضا الفصائل الفلسطينية.
حزب الله: ضربات متلاحقة
تلك "الترتيبات الجديدة" لبنك الأهداف في لبنان أتت في أعقاب ضربات متلاحقة تلقاها "حزب الله"، الذي يُنظر إليه على أنه أكبر فصيل مُسلح في المنطقة، والتنظيم الأهم فيما يُعرف بـ"جبهة المقاومة أو الممانعة"، لقدراته التسليحية، وعدد عناصره، التي تشير بعض التقديرات إلى أنهم يتخطون 100 ألف مُسلح، وهو رقم كان صرح به الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله، الذي قتلته إسرائيل رفقة عدد من قادة الحزب في غارة يوم الجمعة الماضي، استهدفت مقره الرئيسي في حارة حريك في الضاحية الجنوبية في بيروت.
وقبل استهداف نصر الله كانت إسرائيل قتلت غالبية قادة الصفين الأول والثاني في الهرم العسكري للحزب، بعد تعطيل شبكة اتصالاته بتفجير أجهزة بيجر واللاسلكي التي يعتمد عليها عناصر الحزب.
حماس.. رأس الحربة
اللافت أن ما فشلت فيه إسرائيل في غزة تمكنت من تحقيقه في بيروت، ففي الوقت الذي يُطارد الجيش الإسرائيلي قادة حماس منذ نحو عام في أنفاق القطاع الفلسطيني بقوات جوية وبرية، لم يتمكن حتى اللحظة من تأكيد مصير قائد الحركة يحيى السنوار.
أما خارج غزة فاستهدفت إسرائيل في إيران زعيم حركة "حماس" السابق إسماعيل هنية في إيران في يوليو/تموز الماضي، ومن قبله نائبه صالح العاروري في الضاحية الجنوبية في لبنان في يناير/كانون الثاني الماضي، واليوم قتلت فتح شريف أبوالأمين، قائد حماس في لبنان، وعضو قيادة الحركة في الخارج.
وحماس تعد رأس الحربة فيما يُسمى "محور المقاومة"، وهي أيضا تمتلك قدرات تسليحية عالية وكوادر مدربين، بحكم سيطرتها على قطاع غزة منذ يونيو/حزيران من عام 2006، وتعد الحركة أقوى فصيل فلسطيني مُسلح.
حركة الجهاد
وفي الأراضي الفلسطينية، تُلاحق إسرائيل أيضا حركة الجهاد، صاحبة النفوذ الكبير في مخيمات الضفة الغربية، والرقم المهم أيضا في قطاع غزة، وتمتلك واحدا من أقوى الأذرع العسكرية التابعة للفصائل الفلسطينية.
ويُعد محمد الجعبري، نائب رئيس وحدة تصنيع الأسلحة في الحركة، أبرز مسؤول تعلن إسرائيل قتله في الحركة، في غارة استهدفته في قطاع غزة، ويُقيم رئيسها زياد النخالة بشكل أساسي في لبنان.
الجبهة الشعبية
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هي منظمة يسارية تنتهج العمل المسلح، ولها نفوذ في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وتعد من الحركات الفلسطينية التي تدعم حزب الله ودوره في محور المقاومة.
وقتلت إسرائيل اليوم 3 قيادات في الجبهة، من بينهم عماد عودة، قائد جناحها العسكري في لبنان، في غارة استهدفت منطقة الكولا في بيروت، للمرة الأولى منذ بدء التصعيد في المنطقة.
الحوثيون في اليمن
وتجاوز نطاق الاستهداف الإٍسرائيلي حدود لبنان والأراضي الفلسطينية ووصل إلى اليمن، بضربات لأهداف تتبع جماعة الحوثي، التي انضمت إلى ما يُسمى "جبهة إسناد غزة"، وأطلقت أنواعا مختلفة من الصواريخ والمسيرات صوب إسرائيل، كما أعلنت استهداف سفن في البحر الأحمر قالت إن وجهتها إسرائيل.
وردت إسرائيل بقصف ميناء الحديدة مرتين، الأولى في يوليو/تموز الماضي، الثانية أمس، وقتلت الغارات عددا من عناصر الجماعة، التي تسيطر على الميناء، والعاصمة اليمنية صنعاء، بعد انقلاب نفذته على السلطات الشرعية في اليمن، والحوثيون أحد أهم أذرع إيران في منطقة الشرق الأوسط.
الجماعة الإسلامية.. ذراع الإخوان
والجماعة الإسلامية في لبنان باتت أيضا ضمن أهداف إسرائيل في المنطقة، إذ قتلت إسرائيل القيادي في الجماعة محمد دحروج، أمس.
والجماعة الإسلامية هي ذراع الإخوان في لبنان، وقتلت إسرائيل في الشهور الماضية قيادات في الجماعة الإسلامية، أبرزهم حسين محمود النادر، في سبتمبر/أيلول الجاري، ومحمد حامد جبارة في يوليو/تموز، وأيمن عتمة في يونيو/حزيران الماضيين.
وتنشط الجماعة الإسلامية بالأساس في سهل البقاع، شرقي لبنان، وتتبعها قوات الفجر، التي تعد جناحها المسلح.
الحرس الثوري الإيراني
اللافت أن كل تلك التنظيمات موالية لإيران أو قريبة منها، وحتى إن بعضها يقع تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر.
وبات معلوما أن قوات الحرس الثوري تتولى التنسيق بين الأذرع المسلحة الإيرانية في المنطقة، ولذا قتلت إسرائيل عددا من قادة الحرس الثوري، وإن لم تعترف صراحة.
وفيلق القدس هو القوة الأبرز التابعة للحرس الثوري، ومهمته الأساسية حماية نظام المرشد الإيراني، وهو صاحب دور مهم في المؤسسة العسكرية الإيرانية ربما يفوق دور الجيش نفسه.
وفي أبريل/نيسان الماضي، قصفت مقاتلة إسرائيلية مبنى ملحقا بالقنصلية الإيرانية المجاور للسفارة الإيرانية في دمشق، ما أسفر عن مقتل 16 شخصا، من العميد محمد رضا زاهدي، القائد في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وسبعة ضباط آخرين في الحرس.
كما قُتل العميد عباس نيلفوروشان قائد العمليات في الحرس الثوري رفقة حسن نصر الله، في الغارة التي استهدفت مقر حزب الله في حارة حريك يوم الجمعة الماضي.
aXA6IDk4LjgwLjE0My4zNCA= جزيرة ام اند امز