هل يمكن لإسرائيل الوصول لنصر الله؟
إسرائيل جردت حزب الله من منظومة اتصالاته السرية واغتالت أبرز قادته، فهل هي عاجزة عن الوصول إلى أعلى هرم قيادته حسن نصر الله؟
نزيف قيادات يتواصل في ضربات كشفت أن تل أبيب اخترقت شفرة الحزب لدرجة أنها باتت قادرة على الوصول لقياداته حتى في معاقلهم المحصنة تحت الأرض.
وفي أحدث حلقة بمسلسل تصفية هرم القيادة في حزب الله، أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس، مقتل محمد سرور، قائد وحدة المسيّرات بالحزب في غارة على الضاحية الجنوبية ببيروت.
رؤوس تتساقط وحيثيات ترتفع وتيرتها لتزيد منسوب التخبط بصفوف حزب يبدو أنه عالق وسط شكوك قاتلة سدت مسالك الثقة وفتحت مسارا بالغ التعقيد.
لكن يبقى السؤال الأهم: هل تستطيع إسرائيل في كل هذا الوصول لنصر الله؟
ينقسم محللون بين طرحين: البعض يعتقد أن إسرائيل لم تستطع بعد تحديد مكان نصر الله، وإلا لكانت استهدفته بشكل مباشر، لتؤكد بذلك فوزها على عدوها الأبرز.
فيما يذهب آخرون إلى أن الوصول لنصر الله ليس بالأمر الصعب على جهاز استخبارات إسرائيل (الموساد)، لكنّ عوامل كثيرة، داخلية وخارجية، تجعل تل أبيب تحجم عن خطوة قد تقلب الشرق الأوسط برمته رأسا على عقب.
اللحظة الوحيدة
تقارير إعلامية إسرائيلية تحدثت عما اعتبرته «اللحظة الثمينة» التي كان يمكن فيها لإسرائيل اغتيال نصر الله عبر استهدافه بشكل مباشر.
وأوضحت أن إسرائيل أهدرت فرصة تراءت يوم 12 يوليو/تموز 2006، حين ظهر نصر الله متفاخرا خلال مؤتمر صحفي مقتضب بعد ساعات قليلة من أسر جنديين إسرائيليين.
وحينها، أطل نصر الله من قلب بيروت، وألقى خطابا أمام الكاميرات، وخاطب الإسرائيليين بشكل واضح ومباشر، مهددا بأنه في حال «اختارت تل أبيب المواجهة فيجب أن تتوقع المفاجآت».
وبحسب التقرير، فإنه لم يدر بذهن أي مسؤول إسرائيلي حينها أنه في تلك اللحظة بالذات أضاعت إسرائيل فرصتها الوحيدة للقضاء على نصر الله.
وبحسب خبراء إسرائيليين، كانت تلك المرة الوحيدة التي تم فيها الكشف عن مكان الأمين العام لحزب الله، معتبرين أن ظهوره العلني وعقده مؤتمرا صحفيا، وإجراءه مقابلات صحفية، كان فرصة من الصعب أن تتكرر.
شبكة أنفاق
حتى سنوات مضت يعتقد متابعون أن إسرائيل لم تكن مهتمة بجمع معلومات استخباراتية عن نصر الله، لنفس الأسباب المرتبطة بسياسة الحكومة بتحقيق الاستقرار على الخط عند الحدود وعدم إحداث تصعيد.
لكن حتى في المرات التي يمكن أن تكون تل أبيب فكرت في اغتياله فإن التوقيت لم يكن مناسبا، أو أنه فات الأوان لفعل ذلك، فالرجل يختبئ تحت الأرض داخل شبكة أنفاق في بيروت.
ومن المفترض أن المكان ليس نفقا صغيرا، بل عبارة عن مساحة واسعة تضم «غرفة أوامر وتحكم»، ما يجعل التفكير باكتشافها أو حتى اختراقها مجازفة غير مضمونة العواقب.
لكن باختراق إسرائيل لمكان اجتماع عقده تحت الأرض قادة فرقة «الرضوان»، وحدة النخبة بحزب الله مؤخرا، فهل تعجز عن الوصول لنصر الله أو هل تغير طبيعة التعامل مع الفكرة في ظل التطورات الملتهبة؟
هذا ما قد تكشفه المستجدات بالأيام القليلة المقبلة.
aXA6IDMuMTQ1LjM5LjE3NiA= جزيرة ام اند امز