الثلث المعطل.. لغم "حزب الله" لإجهاض حكومة الحريري
بعد حوالي شهرين على تكليف سعد الحريري بتشكيل حكومة لبنانية جديدة يسابق حزب الله وأعوانه الزمن لإحباط محاولات خروجها إلى النور.
وتحت ذريعة الحصول على الثلث المعطل في الحكومة الجديدة، يقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل متمسكا بهذا الشرط ومن خلفه مليشيا حزب الله.
وبدا واضحا أن شروط باسيل العلنية مجرد واجهة لمحاولات حزب الله لعرقلة تشكيل وزارة الحريري، وهذا ما يدركه المعنيون على صناعة القرار في لبنان.
والأسبوع الماضي، دخل البطريرك الماروني بشارة الراعي على خط الأزمة محاولا تذليل العقبات، بعدما وصلت الأمور لطريق شبه مسدود بين الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون ومن خلفه صهره النائب جبران باسيل واندلعت حرب بيانات بينهما في تبادل للاتهامات بالمسؤولية.
وما بين اتهام الحريري ودفاع عون، يلعب حزب الله دور الصامت والمتفرج في ما يعكس بشكل واضح رضاه أو دعمه لموقف باسيل لعدم رغبته بالإسراع في تشكيل الحكومة قبل بدء ولاية الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن.
ويسعى حزب الله من وراء ذلك إلى ضمان الإمساك بمفاصل الحكومة اللبنانية الجديدة بالحصول عبر حلفائه على أبرز الوزارات أو على الثلث المعطل للسيطرة على قرارها.
هذا الأمر تحدث عنه صراحة مصدر سياسي لبناني مطلع على اللقاءات التي عقدها الراعي مع الحريري وعون إضافة إلى باسيل.
المصدر نفسه تحدث لـ"العين الإخبارية"، قائلا: "لا شكّ أن كلا من عون والحريري حمّل مسؤولية التأخير للآخر، لكن كما قال الراعي فالخلافات ليست شاسعة ويمكن التوصل لحل وسط إذا وجدت النية لهذا الأمر".
لكن في الوقت نفسه أكد المصدر أن هناك محاولة من حزب الله لربط الحكومة بالأزمة الأمريكية – الإيرانية وانتظار بدء ولاية بايدن والتأثير بشكل سلبي على قرار تشكيلها ومضايقة الحريري عبر بوابة باسيل.
أما مستشار الحريري، النائب السابق مصطفى علوش، فيرى أن حزب الله يحاول السيطرة على الحكومة وقراراتها الأمنية عبر باسيل من خلال مطالبته بالثلث المعطل والحصول ضمن حصتي "التيار الوطني الحر" والرئيس عون على وزارات العدل والدفاع والداخلية.
وتابع: "هذا ما لن يقبل به الحريري الذي يتمسك بالمبادرة الفرنسية لتشكيل حكومة مغايرة لسابقاتها، حيث تمسك حزب الله وحلفاؤه بقرارهم وباتوا اليوم على لائحة العقوبات الأمريكية".
والآن يبدو الترقّب سيد الموقف لما ستنتج عنه مبادرة الراعي الذي التقى الأسبوع الماضي كلا من عون والحريري وباسيل وأمين سر "التيار الوطني الحر" النائب إبراهيم كنعان.
حينها، أجمعت الأطراف على نيّتهم تسهيل مهمة تشكيل الحكومة، فيما كان لافتا رفض الراعي حصول أي طرف على الثلث المعطل وهو ما أعلنه صراحة بعد لقائه رئيس الجمهورية.
وتتجه الأنظار اليوم إلى اللقاء الذي سيجمع عون والحريري بعد الظهر في القصر الرئاسي تتويجا لمبادرة الراعي، حيث من المتوقع أن يتم البحث خلاله في كل الخلافات السابقة التي أدت إلى عرقلة الحكومة، وسط تعويل على ليونة يبديها الطرفان اللذان أكدا للراعي استعدادهما للتسهيل.
وقبل أسبوعين، قدم سعد الحريري تشكيلة حكومية جاهزة لـ"عون"، لكن الأخير لم يوقعها، معتبرا أن الرئيس المكلف يحاول الاستئثار بالحصة المسيحية، وهو ما نفاه رئيس تيار المستقبل، مؤكداً أن الأسماء التي وضعها كان قد طرحها رئيس الجمهورية نفسه، لكن المشكلة الوحيدة هي تمسكه وباسيل بالثلث المعطل.
علوش تطرق إلى أن الحلول مربوطة بتخلي من يقف على أكتاف رئيس الجمهورية، غامزا من قناة باسيل عن أخذ الحكومة العتيدة كرهينة، خصوصا أنه وحليفه حزب الله، يتصرفان من جهة على قاعدة "لا لزوم لحكومة أو لسلطة لا تحمل بصماتهما، ولا تلتزم ولو جزئيا بتوجيهاتهما".
aXA6IDE4LjIyNi4yMjIuNzYg
جزيرة ام اند امز